خبر جنون عظمة على سكة حديد- هآرتس

الساعة 10:28 ص|09 فبراير 2010

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض أمس على وزير المالية يوفال شتاينتس وكبار رجالات وزارته خطة الاستثمار الطموحة لربط المحيط بالمركز بواسطة شبكة طرق وقطارات في العشرين سنة القادمة. اساس النفقات في الخطة – التي كلفتها نحو خمسين مليار شيكل – سيوجه الى شبكة قطارات من ايلات وحتى كريات شمونا، من حيفا وحتى بيسان. يدور الحديث عن خطة غير جدية لا تترافق وتحليل مواصلاتي مهني بحسابات راسخة، بجداول تنفيذ، او بتحليل الكلفة المنفعة.

        خبراء مواصلات كبار يقولون ان القطار هو وسيلة مواصلات ناجعة فقط عندما تحل مشكلة الازدحام كبديل عن الطرق المزدحمة، مثل سكة الحديد بين تل ابيب وحيفا، بين تل ابيب وبئر السبع، او قطار الضواحي في الوسط المكتظ. ولكن القطار جد غير ناجع، حين يدور الحديث عن حل مشكلة المواصلات في المحيط. هناك لا يوجد ازدحام ولا يوجد ما يكفي من المسافرين. محطات القطار بعيدة الواحدة عن الاخرى ولا يمكن اقامتها في مراكز المدن، وعليه فان زمن السفر الاجمالي في القطار يطول جدا.

        هذا ما يحصل اليوم في خط القطار الذي بين ديمونا وبئر السبع، حيث يسافر هناك كل يوم 80 مسافرا فقط. وذلك لانه عندما يكون هناك طريق جيد يربط بين المدينتين فان الجمهور يفضل السفر في الباص الاكثر مرونة وسرعة، او في سيارة خاصة – وليس في القطار. كما أنه لا توجد هناك أي مشكلة ازدحام في الطريق الى ايلات ولا يوجد اناس سيسافرون كل صباح الى العمل من ايلات الى تل أبيب. وعليه فلا حاجة الى خط قطار باهض الثمن، بدلا من باصين – ثلاث باصات لايغد تنزل الى المدينة الجنوبية.

        جدير تطوير المواصلات العامة، ولكن القطارات ملائمة فقط للمركز المكتظ. من أجل تقريب المحيط من المركز يجب الاستثمار في الطرق (بما في ذلك تمديد طريق 6). ولكن نتنياهو معني بانجازات اعلامية. وهو يعرف بان الصورة اهم من الجوهر، وان الاستثمار في القطارات يمنح السياسي صورة "فعل" و "رؤيا". للقطار توجد قوة، وهي اكثر جذبا بكثير من خط باص عمومي قاتم.

        غير أنه ينبغي عمل الامر الصحيح، والاستثمار في الطرق وفي منظومة ناجعة من الباصات "الخضراء" التي تتحرك بالغاز، تصل الى كل زاوية في البلاد بنجاعة ومرونة. هذا هو الحل السريع والصحيح للمحيط.