خبر تصريحات عباس حول الأنفاق والتهريب تثير سخط وغضب أهالي غزة المحاصرين

الساعة 03:09 م|08 فبراير 2010

تصريحات عباس حول الأنفاق والتهريب تثير سخط وغضب أهالي غزة المحاصرين

فلسطين اليوم- رفح

أعرب مالكو أنفاق أرضية بين قطاع غزة ومصر عن أسفهم للتصريحات التي أدلى بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقال خلالها إن الأنفاق تستخدم فقط لتهريب المشروبات الروحية والمخدرات وسيارات المرسيدس.

 

وقال بعض مالكي الأنفاق في سلسلة مقابلات أجرتها "قدس برس" على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر إن ما قاله عباس يعد "افتراء على الشعب الفلسطيني في غزة".

 

وكان الرئيس عباس قال في مقابلة مع عدد من رؤساء الصحف المصرية خلال زيارته للقاهرة أول أمس السبت (6/2) إن الأنفاق بين قطاع غزة ومصر "تستخدم فقط في تهريب الويسكي والمخدرات وسيارات المرسيدس بينما تدخل جميع احتياجات غزة من خلال المعابر الإسرائيلية مع قطاع غزة".

 

وقال "أبو محمود" الذي يمتلك ثلاثة أنفاق أحدهم تعرض للقصف من قبل الطيران الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على غزة "الأمن الموجود في غزة يراقب كل سلعة تدخل القطاع فكيف نحن نهرب ما يقوله أبو مازن (محمود عباس)".

 

واعتبر محمد نصر الذي يمتلك نفق قرب بوابة صلاح الدين أن هذه الاتهامات تأتي في سياق التجاذبات السياسية، نفياً في الوقت ذاته ما تردد على لسان الرئيس الفلسطيني من "افتراءات على أهالي غزة".

 

واشتط مالك نفق آخر ويدعى محمد منصور غضباً عندما سمع تلك الاتهامات وقال "يبدو أنه (عباس) فقد عقله".

 

وتقول وزارة الداخلية التابعة للحكومة الفلسطينية في غزة إنها تراقب كل السلع والبضائع التي تصل القطاع عبر الأنفاق الأرضية التي ازدهرت بعد تشديد إسرائيل الحصار على قطاع غزة الذي يقطنه 1.5 مليون نسمة.

 

ويعتمد الفلسطينيون في غزة على البضائع القادمة من الأنفاق الأرضية منذ صيف العام 2007.

 

وكان منسق لجنة إدخال البضائع إلى قطاع غزة رائد فتوح كشف لـ"قدس برس" أن السلطات الإسرائيلية تزود سكان قطاع غزة بسدس احتياجاتهم التموينية بشكل يومي. ويعيش فتوح في غزة، ويعمل كمنسق فرزته السلطة الفلسطينية في رام الله قبل عامين لمرور ما تسمح إسرائيل بدخوله إلى القطاع.     

 

من جهته قال جابر قشطة نائب رئيس بلدية رفح جنوب قطاع غزة "إن تصريحات عباس تضع مصر الدولة العريقة والداعمة للمقاومة في موقف محرج وكلامه يشير إلى أن مصر هي من تصدر الخمور والمخدرات إلى غزة".

 

وأضاف قشطه لـ"قدس برس": "إن هناك لجنة شكلتها الحكومة الفلسطينية في غزة وبلدية رفح عضو فيها ترقب كل السلع والبضائع التي تدخل إلى القطاع عبر الأنفاق الأرضية"، مضيفا "أعتقد أن مزاعم أبو مازن تدلل على حجم المأزق الذي يعيشه، وأن الشعب الفلسطيني في غزة لن يغفر له هذا التجني المفضوح".

 

وشنت الأجهزة الأمنية في غزة خلال العامين المنصرمين سلسلة حملات ضد مروجي المخدرات ومهربيها إلى القطاع بعدما ازدهرت تلك التجارة منذ وصول السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة عام 1994.

 

وسخر المتحدث باسم "حماس" فوزي برهوم من تلك الاتهامات لأهل غزة. وقال في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" إن ما زعمه عباس يدلل على أنه يقف في مربع العدو الصهيوني ويشوه صورة الشعب الفلسطيني من أجل إحكام حصار غزة وتأليب الرأي العام العالمي عليه"، مضيفا "أعتقد أن هذا الرجل غير مؤتمن الشعب الفلسطيني"، حسب تعبيره.