خبر البشرى من مؤتمر هرتسيليا-مُرسل الى معاريف

الساعة 10:39 ص|08 فبراير 2010

بقلم: شلومو غازيت

رئيس شعبة الاستخبارات الاسبق

 (المضمون: سلام فياض حمل لنا بشرى تخلصنا من خطر الدولة الواحدة. لا اوهم نفسي حتى بعد قيام دولة فلسطينية سنكون مطالبين ببحث المسائل الخطيرة الاخرى كاللاجئين والقدس - المصدر).

 

        التقدم نحو اتفاق وحل للنزاع الاسرائيلي – العربي بشكل عام والاسرائيلي – الفلسطيني بشكل خاص يحتمل في واحد من الطرق الثلاث التالية:

•       اتفاق يتحقق من خلال مفاوضات بين الطرفين.

•       حل يفرض على الطرفين من الساحة الدولية.

•       وخطوات احادية الجانب سواء اتخذها الطرف أ ام الطرف ب.

بعد تجربة اكثر من ستين سنة منذ قرار الامم المتحدة في 29 تشرين الثاني، لا ينبغي أن نوهم انفسنا – لا يوجد اليوم احتمال للتوصل الى اتفاق ثنائي بين اسرائيل والفلسطينيين أو بين اسرائيل وسوريا. الفجوة بين مواقف الاطراف ليست فجوة قابلة للجسر كما يظهر في مسيرة المفاوضات. الحد الاقصى الذي يمكن التوصل اليه هو استئناف المحادثات، ولكن هذه المحادثات لن تسمح باختراق.

كثيرون، في الطرفين – ممن يرون الواقع على نحو صائب – يعلقون آمالهم بالخلاص الذي سيأتي من الخارج. وهم يأملون بحل تفرضه الامم المتحدة، القوى العظمى وربما الولايات المتحدة. أخشى أن يكون هذا أمل عابث. في هذه المرحلة، على الاقل، لا نوجد على رأس سلم الاولوليات العالمي، ويوجد للقوى العظمى مشاكل اكثر الحاحا لتنشغل بها.

        وهذا يجلبنا الى الطريق الثالث – الى خطوات احادية الجانب.

        في مؤتمر هرتسيليا – وينبغي ان نهنىء بذلك منظمي المؤتمر – ظهر قبل نحو اسبوع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية د. سلام فياض. لم يستبعد سلام فياض المفاوضات او الاتفاق الثنائي، ولكن على حد قوله ينبغي اسناد هذه المفاوضات في خطوتين مبادرتين واحاديتي الجانب من الطرف الفلسطيني – الاولى هي بناء البنية التحتية للدولة الفلسطينية التي على الطريق، والثانية – اقامة هذه الدولة الفلسطينية في حدود الخط الاخضر، بعد نحو 18 – 24 شهرا.

        رأينا ردي فعل على هذا الخطاب من الطرف الاسرائيلي – رد فعل استهتار واستخفاف للمتحدث وباعلان نواياه وكان هناك من أبدى قلقا من الوضع الذي قد ينشأ اذا ما اعلن بالفعل عن قيام الدولة الفلسطينية. لشدة العجب لم نجد مرحبين.

        اسمحوا لي، إذن ان أكون من بين المرحبين، ممن يرون في هذه النية – اذا ما تحققت بالفعل، بشرى ايجابية واولى في سموها لنا ايضا.

        الرسالة الاولى تهدئنا من الخوف ومن التهديد الوجودي الاول في سموه للتدهور الى دولة واحدة، من البحر الى النهر، دولة كل مواطنيها، دولة حتى لو اعلنت دولة ثنائية القومية سرعان ما ستصبح دولة القومية العربية – الفلسطينية التي يتواجد فيها – ربما اقلية يهودية محتملة. سلام فياض يختار دولة عربية – فلسطينية الى جانب اسرائيل.

        والرسالة الثانية، هي اخراج الطرفين من المأزق الذي يتواجدان فيه منذ فشل مسيرة اوسلو. كانت هذه أزمة المحادثات في كامب ديفيد التي ولدت انتفاضة الاقصى والتوقع الاشوه الذي تعدنا به وذلك لانه بدون التقدم سنتدهور الى مواجهة عنيفة متجددة.

        بالفعل، سلام فياض لا يعتزم تحقيق الحلم الصهيوني، فلا بد اننا سنكون مطالبين بالبحث في الحدود الدائمة، في شرقي القدس وفي مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. لا اوهم نفسي – هذا لن يكون بحثا سهلا. ولكن هذا البحث سيدار بشروط أولية جديدة ومغايرة. اسرائيل ستكون مطالبة بمفاوضات متجددة مع علم واضح ان رؤيا أرض اسرائيل الكاملة انتهت، واسرائيل ستدير مفاوضات حيال شريك شبه مساوي القيمة، حيال دولة وحكومية ستحظيان اغلب الظن باعتراف واسناد دوليين، وستكون اسرائيل مطالبة على الفور بان تحدد موقفا لا لبس فيه – ادارة مفاوضات في ظل تجميد حقيقي للضم الزاحف او مواجهة عنيفة لمبادرتنا، في شروط سياسية غير مريحة جدا.