خبر رقابة في القدس- هآرتس

الساعة 10:34 ص|08 فبراير 2010

بقلم: أسرة التحرير

مرت نحو 15 سنة منذ وفاة الشاعرة يونا فالخ، وابداعها يقف مرة اخرى في مركز الجدال الجماهيري. وزارة التعليم حذرت على عدنا راش، معلمة الآداب في  ثانوية "رابين" في كفار سابا، تعليم قصائد فالخ ولا سيما "انت رفيقتي". وخضعت القصيدة الى الرقابة بسبب شكاوى الاهالي عن "مضامين جنسية" بما فيها كلمات "مثلي"، "فرج" و "قضيب".

        وسعت راش الى تقريب تلميذاتها في الصف الثاني عشر من الشعر العبري، وحسب شهاداتهن نجحت ايضا: "فجأة يوجد هنا معلمة جاءت حقا لتعلم، تنجح في أن تطفىء العطش للمعرفة وتحقق تجربة التعليم"، روت التلميذة نور تروجمان لمراسل "هآرتس" اور كشتي. راش محقة. تلاميذ ابناء 17 في ثانوية علمانية يمكنهم ان يتعاطفوا مع تعابير ومفاهيم ليست غريبة عن حياتهم حين تطرح في ابداع ادبي.

        ولكن في نظر كبار الموظفين في وزارة التعليم – المراقب على تعليم الاداب ومدير دائرة القوى البشرية في السلك التعليمي – فان المعلمة جديرة بالشجب. ودون استيضاح مع راش، امرت الوزارة المدرسة بالكف عن تعليم "هذه القصائد". وخطير على نحو خاص تدخل مدير القوى البشرية، تسيون شبات، الذي عبر عن استخفاف بابداع فالخ وألمح بانه سيعمل ضد المعلمة بعد ان يستوضح اذا كان تعليم القصيدة "قانونية ام لا".

        من الصعب التحرر من الانطباع بأن الموظفين الكبار في وزارة التعليم يحاولون الانسجام مع "روح القائد" التي تهب من حكومة اليمين ولا سيما من وزير التعليم جدعون ساعر، الذي يحاول ان يفرض على المدارس القيم القديمة. ويذكر الهجوم الفظ من نائبة وزير التعليم السابقة، مريم دعسيه – غلزار من الليكود، على فالخ وقصيدة "تفيلين" (نائبة الوزير وصفت الشاعرة "بالبهيمة الشبقة").

        يخيل ان عالم المفاهيم في وزارة التعليم لم يتغير منذ العهود المظلمة لدعسيه غلزار، وموظفيها يشعلون من جديد حربا ثقافية. رد الفعل الفاتر من جانب ساعر، الذي وعد المعلمة "ألا تتضرر"، ولكنه يعطي اسنادا للرقابة على القصيدة بالادعاء الغريب بأن "هناك قيود" – ليس مناسبا. المعلمة التي ارادت ان تبث حياة في دروس الاداب جديرة بالثناء، وليس بالشجب. تلاميذها الذين تجندوا للدفاع عن معلمتهم واحتجوا على تدخل وزارة التعليم يمكنهم ان يعلموا الرقباء في القدس ما هي الديمقراطية.