خبر شبح التعيين السياسي يلاحق انتخابات نقابة الصحافيين الفلسطينيين

الساعة 03:31 ص|08 فبراير 2010

شبح التعيين السياسي يلاحق انتخابات نقابة الصحافيين الفلسطينيين

فلسطين اليوم – الغد الأردنية

ما إن أعلن فوز قائمة منظمة التحرير في انتخابات المجلس الإداري لنقابة الصحافيين الفلسطينيين أمس في أول انتخابات للنقابة منذ أكثر من عشر سنوات، سارع صحافيون وكتاب في غزة الى وصف الانتخابات بـ"مهزلة أُجريت بقرار من رئيس الأكاديمية الأمنية في أريحا اللواء توفيق الطيراوي.

 

 واتهم صحافيو غزة منظمي الانتخابات "باستثناء صحافيي القطاع الذين لم تؤخذ مطالبهم بإجراء انتخابات قانونية، مأخذ الجد، عوضا عن اللجوء الى تعيين سياسي لأعضاء مجلس النقابة الجديد".

 

 وأعلن أمس في مؤتمر صحافي النتائج النهائية للانتخابات والتي حصلت فيها قائمة منظمة التحرير على 312 صوتا من اصل 509 اصوات شاركت في العملية الانتخابية التي جرت مساء السبت الماضي في رام الله.

 

 وتنافس على مقاعد المجلس الإداري الجديد للنقابة 32 صحافيا من المستقلين الذين لم يتمكن اي منهم من الحصول على مقعد من بين 63 مقعدا سينتخب من بينها في وقت لاحق مجلس النقابة المؤلف من 21 عضوا بمن فيهم النقيب.

 

وبررت الحكومة المقالة في قطاع غزة منع اجراء انتخابات نقابة الصحفيين في غزة بقرار للمحكمة هناك بعد شكوى تقدم بها عدد من الصحافيين طالبوا بتأجيل هذه الانتخابات.

 

وشهدت عملية التحضير للانتخابات مناقشات حادة بين مجموعة من الصحافيين الذين رفضوا تدخل القوى السياسية في هذه الانتخابات وطالبوا بأن تكون على اساس مهني بغض النظر عن الانتماءات السياسية، الا ان محاولتهم باءت بالفشل وانعدمت فرصة حصول اي منهم على مقعد خارج القائمة التي تحالفت بها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

 

وأكد رياض الحسن الذي تولى رئاسة المؤتمر العام للصحافيين خلال الانتخابات ان النقيب سينتخب بشكل شفاف رافضا تلميحات بأن النقيب سيعين بقرار سياسي.

 

وقال خلال مؤتمر صحافي اعلن خلاله نتائج الانتخابات: "لا تعيينات سياسية نقابية على الاطلاق. سيعقد اجتماع في وقت لاحق للمجلس الاداري للنقابة لانتخاب مجلس النقابة والنقيب بشكل حر وديمقراطي."

 

ورغم عدم مشاركة قطاع غزة في الانتخابات تم انتخاب 16 صحافيا من القطاع في المجلس الاداري للنقابة بعد ان وضعت اسماؤهم ضمن قائمة منظمة التحرير الفلسطينية.

 

ويأمل الصحافيون الفلسطينيون ان تصبح لديهم نقابة قوية تستطيع الدفاع عن حقوقهم بعد سنوات من تعطيل الانتخابات.

 

واعتبر الكاتب خليل شاهين أن مجمل المسار الذي سارت فيه هذه العملية الانتخابية منذ بدايتها لم يجر وفقا للقانون، وبالتالي فإن نتائجه غير قانونية وغير شرعية وغير ملزمة للصحافيين.

 

ووصف شاهين ما حدث في هذه الانتخابات بمحاولة اختطاف سياسي لنقابة الصحفيين في وضح النهار حيث تم تعيين أسماء المرشحين بقرار سياسي وسيعلن ايضا عن اسماء الفائزين وأعضاء المجلس الجديد للنقابة بقرار سياسي.

 

من جهته، اعتبر رئيس منتدى الإعلاميين عماد الإفرنجي أن ما جرى هو انتخابات لصحافيي حركة فتح ومجرد تزوير وتزييف للانتخابات، واستهتار واضح واستخفاف بعقول الصحافيين، داعياً إلى إعادة التفكير في شرعية النقابة برمتها، والتفكير في أشكال جديدة للعمل النقابي.

 

وقال الإفرنجي "لن نعترف بالمجلس ولا بأي عضو من أعضائه مطالبا أعضاء المجلس الإداري المستحدث غير القانوني، خاصة الأعضاء من غزة أن يعلنوا براءتهم ثم يقدموا استقالتهم، خصوصا أن عددا منهم تم اختياره من دون علمه أو موافقته".

 

وأعرب الصحافي المستقل فتحي صباح عن رفضه لهذه الانتخابات ونتائجها التي افتقرت لمعايير المهنية والأصول القانونية، داعيا إلى إلغاء كل نتائج المهزلة المسماة انتخابات، والبدء في حوار لإعادة اللحمة إلى الجسم الصحافي.

 

وكشف صباح النقاب عن توجهات الصحافيين المستقلين للرد على هذه الانتخابات غير الشرعية بوسائل عدة، منها اللجوء إلى القضاء والضغط من خلال الاعتصامات والبيانات ومخاطبة الجهات ذات العلاقة ومنها اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين واطلاعها على زيف هذه الانتخابات.

 

 واعتبر صباح أن إجراء الانتخابات في الضفة من دون غزة يكرس الانقسام، بل يخلق انقساما جديدا لم يكن موجودا من قبل، موضحا أن الانقسام طال الكثير من القطاعات لكن شبحه ظل بعيدا عن الساحة الصحافية إلى أن جرت هذه المهزلة الانتخابية.

 

 أما عضو مجلس نقابة الصحفيين الفلسطينيين السابق زكريا التلمس فقال "الانتخابات مزيفة، وغير شرعية لن نعترف بها ولا بنتائجها، وأسماء الفائزين جاهزة، فهناك جهات سياسية تقف وراءها، مشيرًا إلى أنه لم يجر أي اتفاق بين أعضاء المجلس بشأن الإعلان عن موعد لإجراء انتخابات لمجلس جديد لنقابة الصحفيين.

 

 من جهتها أعربت مراسلة فضائية الجزيرة جيفارا البديري عن استهجانها لاستثناء قطاع كبير من الصحافيين الفلسطينيين في غزة وحرمانهم من المشاركة في جسم نقابي ممثل لكافة الإعلاميين.

 

 وحذرت من محاولات تتم "لفرض أمر واقع" على الجسم الصحافي الفلسطيني عامة من خلال إجراءات مبهمة وغير معروفة لاختيار مجلس نقابة غير ممثل لكافة الصحافيين في الضفة وغزة ولا يعبر عن همومهم وتطلعاتهم.

 

وأعلن صحافيون في غزة في بيان صدر أمس عن مقاطعتهم للحفل التكريمي الذي نظمه حزب الشعب الفلسطيني لتكريم صحافيي غزة، داعين كافة الصحافيين والإعلاميين ووسائل الإعلام لمقاطعته، وذلك تعبيرا عن رفضهم للطعنة التي وجهها الحزب لمجموع الصحافيين بمشاركته في ما أسموه "مسرحية هزلية للانتخابات".