خبر هل اخترق الموساد الأجهزة الأمنية في دبي .. أميمة الجلاهمة

الساعة 04:41 م|07 فبراير 2010

بقلم: أميمة الجلاهمة 

كثيرا ما أحاول حرصا على مزاجي العام ألا أتعاطى مع سياسة الكيان الصهيوني المعادي لنا وللعدالة وللقانون الدولي ولكن محاولاتي تبوء في أكثر الأوقات بالفشل، فهذا الكيان يتربع دون أدنى شك في أعلى أي قائمة تصنف عالميا لتحديد أكثر الحكومات وحشية وعنصرية ودموية لا في عصرنا الحالي فقط بل في تاريخ الإنسانية، فهي سياسة تطبق المثل الشعبي الذي يقول (ضربني وبكى وسبقني واشتكى)، كيف ذاك؟! عليك أيها القارئ الفاضل للإجابة عن هذا السؤال التوجه لأقرب طفل منك!، فعنده ستجد الخبر اليقين، والذي قد يغنيك عن الدراسة والبحث، إلا أني من باب الفضفضة ليس إلا سأحاول تصوير زاوية ضيقة من ملامح هذا الكيان الذي اعتاد التعامل بوقاحة تدل على صفاقته وضعف حيلته وفساد طويته.

إلا أنني مجددا.. احترت عن ماذا سأتحدث؟ فالأحداث السوداوية التي رسمها هذا الكيان وحدد أبعادها تتزاحم في مخيلتي فالتصفيات البشرية على سبيل المثال لا الحصر أمر اتسم به هذا الكيان، فالجريمة تستباح ما دامت تصب في جعبة هذا المحتل، وما احتفاء الإعلام الصهيوني على كافة قنواته بقتل العضو في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح رحمه الله في دبي، إلا دليل على ارتكاب هذا الكيان لهذه الجريمة، ولسنا في حاجة لدليل أوضح من ذلك، إضافة إلى أن هذه النوعية من الاغتيالات ارتبطت ببنيامين نتنياهو رئيس وزراء هذا الكيان الإرهابي على فترتين، ألم يكن هو المحرك والدافع لمحاولة اغتيال خالد مشعل عام 1997م بحقنه بمادة سامة أثناء سيره في شارع بعمان، ولولا الله ثم تدخل الملك حسين بن طلال رحمه الله لكان خالد مشعل في عداد الأموات، فبعد أن اكتشفت السلطات الأردنية محاولة الاغتيال وبإلقائها القبض على اثنين من عناصر الموساد المتورطين في هذه العملية، طلب العاهل الأردني، الملك حسين بن طلال, رحمه الله من رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو المصل المضاد للمادة السّامة التي حُقن بها خالد مشعل، طلب قوبل برفض نتانياهو في بادئ الأمر، وبعد أن أخذت هذه العملية بعدًا سياسيًا، وقام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بالتدخّل وإرغام نتنياهوعلى تقديم المصل المضاد المستعمل والذي قام مرغما بتسليم المصل المضاد ومن ثم تم إنقاذ خالد مشعل.

إن ما أتطلع إليه هاهنا هو مضي حكومة دبي في توجيه التهمة لقاتل محمود المبحوح رحمه الله، فهذا الإرهابي لم ولن يحترم سيادة دولة الإمارات العربية ودبي بالتحديد، ولن يحترم سيادة أي دولة عربية أو إسلامية أو حتى غربية بل لن يحترم سيادة الدول الحليفة له، ونحن كمتابعين لهذه الجريمة سعدنا بالموقف المعلن لشرطة دبي التي قالت على لسان مسؤول : (إنه إذا اتضح أن الموساد كان وراء اغتيال العضو في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون مطلوبا للعدالة باعتباره هو الذي وقع أمر ارتكاب الجريمة في الإمارات.).

إلا أن المقرف في هذا الشأن ليس الاغتيال فقط وليس احتفاء الإعلام الصهيوني بهذه الجريمة، بل بذاك المحلل العسكري ( آلون بن دافيد) المعروف والذي لم يكتف بالتغزل بالموساد ورئيسها بسبب هذا الاغتيال، بل بلغ في الوقاحة ذروتها فسافر إلى دبي متوجها إلى الفندق الذي شهد الجريمة وتحدث في صالة استقباله وتباهى وهو على أرض دبي باختراق الموساد للأجهزة الأمنية الإماراتية من خلال اغتيال محمود المبحوح رحمه الله ونجاحه بتهريب الجناة، ولكن الأسئلة التي لم أستوعب الإجابة عنها، هي كيف تمكِّن من تصوير ممرات الفندق وصولا إلى الغرفة التي تم الاغتيال فيها؟َ! وأين جهاز الفندق الأمني من ذلك؟! أعتقد أن الواجب يحتم أن تحقق شرطة دبي مع إدارة الفندق التي مكنت محللا عسكريا إسرائيليا من إعداد تقرير تلفزيوني للقناة العاشرة في التلفزيون الصهيوني، تقرير كان الغرض منه تبجيل الموساد والسخرية من دولة الإمارات، ففي هذا التقرير قلل ( آلون بن دافيد) من أهمية تصريحات شرطة الإمارات بشأن نيتهم توجيه التهم لبنيامين نتنياهو إذا ثبت ضلوع حكومته بهذه الجريمة، معتبرا أن هذه التصريحات ليست سوى "كلام في الهواء"، ومؤكدا أن سلطات دبي تتمنى تبخر هذه القضية بسرعة، فهي منشغلة بكيفية الخروج من أزمتها الاقتصادية، أما الضجة حول عملية الاغتيال فهي آخر ما تريده الآن.

هذه النوعية من الاغتيالات على عظمها تتهاوى أمام ما يقوم به هذا الاحتلال من محاصرة غزة والتنكيل بأهلها، وأمام الاعتداءات والقنابل العنقودية التي نزلت على رأس الغزاويين منذ قرابة العام، هذه الاعتداءات لا يقوى جنوده على إنكارها أو إخفاء معالمها مهما حاولوا، فهي تتحدث عن نفسها، وهو ما دفع المؤتمر الصهيوني هرتسيليا الذي انعقد هذا العام تحت عنوان (إسرائيل تحت الحصار) إلى التوصية بضرورة (تنشيط الدبلوماسية الشعبية لتقديمها للعالم في صورة الضحية المحاصرة.. وإنشاء وزارة "للشرح والتفسير"..) تكون مهامها على ما يبدو تفسير اعتدائها المتكرر على جنس البشرية، فكراهية العالم لسياساتها آخذة بالازدياد أمام جرائمها التي لا تتوقف، ومع تقديري لخطورة ما أوقعت نفسها فيه، ومع تقديري لحاجتها لعملية استئصال لكافة أعضائها الداخلية فقد انتشر فيها وباء معدٍ، ووضع استدعى التوصية بإنشاء وزارة فريدة من نوعها تكون مهامها منصبة في المقام الأول على إخفاء حقيقة مرضها المستعصي على العلماء، وتفسير هذا الجنون الوحشي الذي يعتريها على الدوام، إنها حقا محاصرة، ولكنها حاصرت نفسها بأعداء صنعتهم بنفسها، وحاصرت نفسها بخوف تنامى وترعرع على يدها وفي حمايتها.