خبر أحيانا الكلمات تقتل.. يديعوت

الساعة 10:26 ص|07 فبراير 2010

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

معروف لنا بيقين من لن تهاتفنا اليوم حين تنهي قراءة السطور التالية: ستكون هذه سارة رحافي، ابنة غولدا مائير، التي اتخذت لها عادة في السنوات الاخيرة في التعقيب، بأدب واحترام، على كل ذكر اعلامي، بموجبه كان يمكن توفير 2.600 قتيل في حرب يوم الغفران لو ان غولدا مائير وافقت في حينه على اقتراح السادات الابتعاد عن قناة السويس وفتحها امام الحركة البحرية. سارة توفيت الاسبوع الماضي، بعد سنوات طويلة من زوجها زكريا، وكادت تترك لوحده تقريبا موتكا غازيت، مدير عام ديوان رئيس الوزراء، الذي يكبد نفسه عناء الرد بانتظام على كل قول من هذا النوع السيء.

ذكريات الايام المريرة اياها استعيدت هذا الاسبوع بالذات في اعقاب تصريحات الوزير افيغدور ليبرمان عن عائلة الاسد وقدرتنا على أن نزيلها عن التاريخ في حرب. وبسرعة خاطفة – لا يكون الاسد. اقوال مشابهة في مضمونها قالها موشيه دايان الاسطوري، البطل العالمي، في عهد ما قبل حرب يوم الغفران: "اذا حاول المصريون دخول سيناء، فستكون هذه مقبرة الجيش المصري". وباذني شخصيا سمعت ذلك. وبيدي شخصيا صفقت في حينه بحماسة. وبكامل احساسي (وفرحتي) طرحت في حينه الامور لعلم قراء "يديعوت احرونوت". مقبرة الجيش المصري أو – ها ها! بعد نحو ست سنوات فقط، نقطة في التاريخ، اعاد مناحيم بيغن سيناء الى مصر حتى آخر ذرة رمل، وعندها سألت، كلنا سألنا، على ماذا ولماذا سقط 2.600 مقاتل، والاف آخرون لا يزالون يسيرون بيننا معاقين ومحطمين؟ وبتعبير آخر: لو علمت غولدا بانها ستدفع الثمن بحياة 2.600 من ابنائنا بل وسنعيد كل شيء للمصريين، حتى آخر سنتيمتر، فهل كانت في حينه ايضا سترد بالسلب على الاقتراح المصري وتعد، مثل دايان، وتقريبا مثل ليبرمان اليوم، "بمقبرة للجيش المصري"؟

لا شك: في الحرب القادمة سننتصر على السوريين ونمحو عائلة الاسد من على وجه البسيطة، بالضبط مثلما وعد ليبرمان. أولم نمزق للسوريين وجههم مع اريك شارون في حرب لبنان الاولى (آه، لا؟) وأرينا حزب الله قوتنا وشدة يدنا في حرب لبنان الثانية (آه، لا؟) ونحن العظام اكثر من الجميع وروحنا متينة (حتى اذا ما انتقل نصف مليون من السكان من الشمال الى الوسط). نحن سننتصر على السوريين انتصارا عظيما، وعندها، وعندها ماذا؟ بالضبط مثلما قال ايهود باراك الاسبوع الماضي: سنعود الى البحث في هضبة الجولان، بالضبط، ولكن بالضبط، مثلما فعلنا في سيناء، حين كان افيغدور ليبرمان حارس باراك في القدس (والامور تكتب، عن حق وببراءة، انطلاقا من الاحترام له وللحياة المهنية التي كانت له). وعما سنبحث في الجولان؟ بالضبط مثلما بحثوا (ووافقوا) اسحق رابين، شمعون بيرس، بنيامين نتنياهو، ايهود باراك، ايهود اولمرت وعلى ما يبدو ايضا اريك شارون: مثل سيناء، حتى آخر ذرة.

ولماذا غضبنا؟ لانهم يقولون ان التاريخ قد لا يكرر نفسه، ولكن من لا يتعلم من التاريخ غبي كبير. حتى قبل يوم الغفران وعدنا السادات بان نمحوه وسيناء ستكون مقبرة لجيشه، وهكذا، جملة انعدام الفعل السياسي والحماسة اللفظية، جلبتنا – ويا لها من مفاجأة – الى صافرة الانذار في عصر يوم الغفران 1973. انعدام الفعل السياسي والحماسة السياسية هما صيغة فتاكة، حسب تجربتنا. يتبين أن الكلمات يمكنها أحيانا أن تقتل.

ها هو درس آخر في التاريخ لافيغدور ليبرمان : ارتاح، فانت لست أول من هدد الاسرة الحاكمة في دمشق. في فصح 1967، اجريت مقابلة مع رئيس الاركان في حينه اسحق رابين، في صحيفة "بمحنيه" وقال هناك شيئا كان يمكن تفسيره كتهديد على الحكم السوري، على السلطة في دمشق. رئيس الوزراء، ليفي اشكول وبخ فورا رئيس أركانه ولكن السوريين رأوا في تصريحات رابين خطوة تهديد وربما ايضا خطوة حرب، حركوا الروس، المصريين وكل من يمكنهم – وهكذا تدهورنا الى حرب الايام الستة. هذا ليس السبب الوحيد لاندلاع الحرب، ولكنه كان ايضا سببا.

عندما تترافق الكلمات والتهديدات بانعدام الفعل السياسي، مثلما يحصل اليوم، فاني اقترح على مواطني دولة اسرائيل، اليوم وفي الايام القريبة القادمة الانصات اكثر الى تعليمات قيادة الجبهة الداخلية بالنسبة للاستعدادات اللازمة.