خبر طبخة نقابة الصحفيين ..الكاتب: الصحفي نصير فالح

الساعة 04:31 م|06 فبراير 2010

طبخة نقابة الصحفيين ..الكاتب: الصحفي نصير فالح

اخترت عدم المشاركة في انتخابات نقابة الصحفيين التي اكل الدهر عليها وشرب، نقابة ظلت محكومة بالقبلية العمياء والشللية المقيتة، فذهب البعض لطبخ الطبخة دون حياء، واختار البعض ان يكونوا في قائمة مستقلة وقد كانوا بالامس فتحاويين او هكذا كانوا يسوقون انفسهم عندما كانوا بحاجة لفتح.

 

ان من لا رأي له ولا مبدأ لا يليق به لقب صحفي، فالصحافة اسمى من مثل تلك الخزعبلات، والصحفي هو من يصنع الرأي العام ويقوم بمهمة جليلة، وبما ان حالة الفلسطينيين لا تسر صديقا فكذا الحال بالنسبة للصحفيين، فبعد عشرين عاما من عملي في بلاط صاحبة الجلالة لم اجد فيها سوى المهانة والرياء والاكاذيب وانصاف الاعلاميين والعابرين في كلام عابر، فيتوج فلان صحفيا بغض النظر عن مؤهله العلمي حتى لو كان سادس ابتدائي او ثانوية عامة، هذا هو المقياس في فلسطين وعلى الدول الاخرى الاحتذاء بنا كي تطور اعلامها مثلما طورناه.

 

فلا غرابة ان تجد مديرا عاما في مؤسسة إعلامية فلسطينية لا يحمل درجة الدبلوم وليس البكالوريوس، مثلما انه لا غرابة ان تجد شخصا بدرجة مدير لا يعرف أطراف الحديث وليس الإعلام، تماما مثلما ان هناك مقهورين في مؤسساتنا الاعلامية ولم يأخذوا أدنى حقوقهم وفي نهاية المطاف الكل إعلاميون وفق مقاس اصحاب الشركات الوسيطة وأمراء الإعلام في مؤسساتهم الذين يختارون وفق أهوائهم ونزواتهم.

 

واستباقا لإعلان نتائج انتخابات نقابة الصحفيين حتى لا يقال إنني ضد فلان او علان، فإنني اخترت كتابة هذا المقال عن السلطة الرابعة التي ليست أفضل حالا من السلطات الأخرى، فالحياة الديمقراطية معطلة، والحريات حبيسة أنفاسها، والكل يغني للوطن على مقاسه ووفق مصالحه، والنقابة كانت دكانة ليس الا"واسألوا اهل العلم ان كنتم لا تعلمون" .

 

هنا يتوجب غربلة جيش الصحفيين الجرار وترشيد هذه العملية، وان يكون هناك اختبار لمزاولة المهنة، افليس الإعلام اخطر من الطب، وعندها سنعرف الصحفيين من أنصاف الصحفيين، والإعلاميين من الناقلين مستخدمي ال "copy paste" .

 

لقد اعتمد نهج الكولسات في مرحلة الاعداد للانتخابات ،مما دفع بالكثير من الاعلاميين الى الاحجام عن المشاركة في هذا العمل الذي لا يليق بنا،حتى اننا كرسنا حالة الترهل التي يعيشها الوطن ،فلم نكن من يشكل القدوة الحسنة للقطاعات الاخرى ،وسيسنا النقابة وذهبنا نبحث عن موطئ قدم لهذا او لذاك.

 

فبعد اكثر من عشر سنوات عجاف مرت على النقابة منذ انتخابات عام 99 ،جاء الربع ليصلحوا ما افسد الدهر ،ولم يستعدوا لذلك انطلاقا من مبدأ "الفزعة"،ولم تكن هناك شفافية في حصر العضوية ،لتقول مقاهي رام الله كلمة الفصل التي كانت شاهدة على الكولسات .

 

وبعد كل هذا ايقنت ان المؤهل العلمي والخبرات لا تشفع لاحد في هذه الواحة الديمقراطية،فيجب ان تكون "دبيكا" كي تصل الى ما تريد او منافقا لتلج ما تحب، فهنيئا لكم ما طبختم، اذ يحضرني قول الشاعر في هذا المقام:

 

دعوت على عمرو فمات فسرني وعاشرت أقواما بكيت على عمرو