خبر الهيئة الإسلامية المسيحية: « الحدائق التوراتية » من أخطر مشاريع تهويد المدينة المقدسة

الساعة 04:30 م|06 فبراير 2010

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية الدكتور حسن خاطر، إن المواطن المقدسي بات يعيش أجواء اختناق قاتلة جراء سياسة الاحتلال الهادفة إلى إغلاق جميع المتنفسات في وجهه، وعدم تمكينه من تلبية الحد الأدنى من احتياجاته للبناء والتوسع، جراء الاستمرار في مصادرة الأراضي وعدم منح تراخيص البناء مع تصعيد سياسة الهدم والتهجير.

وأضاف في الوقت الذي لم يتبق من أراضي القدس أكثر من 13% تواصل سلطات الاحتلال سياساتها في مصادرة الأراضي وقطع الطريق على المواطن المقدسي والحيلولة دون استفادته من أي شبر مما تبقى من أرضه.

وبين د. خاطر أن هذه السياسة ليست عفوية وإنما هي استكمال لكل المخططات والخطوات التي نفذتها وما زالت تنفذها سلطات الاحتلال في سبيل تهويد القدس وتهجير المقدسيين.

وقال إن فكرة 'الحدائق التوراتية ' التي تقوم سلطات الاحتلال اليوم  بمصادرة الأراضي من أجل تنفيذها في كل من العيسوية وسلوان وباب الرحمة تعد من أكثر المشاريع خطورة لعدة أسباب من أهمها انه بإقامة هذه الحدائق يتم مصادرة ما تبقى من أراضي القدس على ضآلتها، مؤكدا أن فكرة الحدائق فكرة مطاطة تستطيع سلطات الاحتلال من خلالها السيطرة على ما تشاء من الأرض وتوسيعها كيفما تشاء ومتى تشاء، في حين أن بناء الوحدات الاستيطانية وهو الأسلوب الأكثر شيوعا في الاستيلاء على الأرض كان يحتاج على الدوام إلى مستوطنين وهو الأمر الذي تعاني منه سلطات الاحتلال ولم تعد قادرة في كثير من المواقع على تأمينه.

وأضاف انه بإقامة هذه الحدائق تتمكن سلطات الاحتلال من فصل ضواحي القدس العربية عن البلدة القديمة والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، إضافة إلى تقطيع أوصال الضواحي وعزلها عن بعضها البعض، وكذلك  محاصرة هذه الضواحي ومنعها من التوسع لعدم الإبقاء على الأراضي اللازمة لذلك.

وقال إن إطلاق أسماء 'حدائق توراتية ' على  هذا الشكل من إشكال الاستيطان وترويجه على هذا الأساس ومحاولة بناء هذه الحدائق على أسس  مستوحاة من التوراة هو أمر خطير يهدف أساسا إلى تعويض الفشل التام للسلطات الإسرائيلية في العثور على أية آثار يهودية في المدينة المقدسة على مدار  أكثر من أربعة عقود من البحث المستمر، ويبدو أن هذا الفشل يجعل دولة الاحتلال فقيرة إلى الرمزية الدينية التي يتميز بها المسلمون والمسيحيون في المدينة، الأمر الذي دفع الاحتلال إلى اختراع فكرة 'الحدائق التوراتية' التي ستكون بمثابة متاحف مليئة بنماذج وشعارات ومجسمات ورموز مما وصفته أو تحدثت عنه التوراة أو ارتبط بشخصيات دينية ورمزية من شخصيات التوراة، وهذا يعني أن كل ما لم يجدوه تحت الأرض سيجسدوه من خلال هذه الحدائق فوق الأرض، مؤكدا أن القدس مدينة دينية أولا وأخيرا وأن السياحة فيها سياحة دينية ليس إلا وبالتالي فان سلطات الاحتلال تخطط من وراء ذلك إلى الاستحواذ على هذه السياحة من خلال هذه الحدائق، وهذا يمنحها وجودا دينيا في المدينة لم يكن له رصيد في التاريخ أو في علم الآثار وهو بحسب د. خاطر من أعجب واغرب أشكال التحايل على الدين والتاريخ وحقوق الشعوب في هذا العصر !!

وطالب الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية كافة المؤسسات الدولية المعنية بالمحافظة على هوية المدينة المقدسة وعلى رأسها 'اليونسكو' ضرورة التحرك العاجل لمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ جرائمها الجديدة في حق القدس وهويتها الدينية والحضارية، مؤكدا أن بناء مثل هذه الحدائق هو تزوير مباشر وصريح لهوية الجغرافية المقدسية وتاريخ المدينة المقدسة، وتضليل كبير وخطير للشعوب والحضارات الإنسانية المعاصرة.