خبر ليبرمان ليس وحده.. يديعوت

الساعة 09:40 ص|05 فبراير 2010

بقلم: شمعون شيفر

قبل نحو اسبوعين اجرى الجيش الاسرائيلي مناورة كبيرة في هضبة الجولان. وكما هو دارج منذ سنين، تلقى السوريون بلاغا مسبقا عن المناورة المخطط لها، واوضح لهم بانه لا توجد أي نية لتسخين الحدود.

كيف بالضبط تستوي الرسالة المهدئة هذه مع التهديدات التي اطلقها امس وزير الخارجية افيغدور ليبرمان نحو دمشق؟

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سارع الى الاتصال بليبرمان لتأخير الخطاب، ولكن مستشاري نتنياهو يوضحون بانه "لم يوبخه". عمليا، يقولون، الرجلان متفقان تماما في مضمون الاقوال. ولا يختلفان الا في مسألة التوقيت. نتنياهو يريد الان هدوءا في الجبهة السورية. وهو معني بتخفيض مستوى اللهيب في تصريحات الطرف الاسرائيلي.

حتى قبل خطاب ليبرمان اصدر بشار الاسد تشخيصا صائبا للساحة السياسية الاسرائيلية. فقد قال الرئيس السوري في مقابلة مع "نيو يوركر": "انهم يتقاتلون بينهم مثل عصبة من الاطفال لا يعرفون ماذا يريدون".

إذن ماذا يريدون حقا؟ في كل ما يتعلق بالمفاوضات مع سوريا، يمكن وضع خريطة لمواقف رؤساء القيادة العسكرية والسياسية في اسرائيل:

•رئيس الوزراء نتنياهو: معني باستئناف المفاوضات مع سوريا، ولكن يرفض التعهد المسبق بالانسحاب من كل هضبة الجولان، مثلما فعل في عهد ولايته الاولى. وبذلك فانه لا يختلف عن رؤساء الوزراء الاخرين: اسحق رابين، شمعون بيرس، ايهود باراك وايهود اولمرت. رئيس الوزراء الوحيد الذي لم يكن مستعدا لان يسمع عن انسحاب من الجولان كان ارئيل شارون.

•وزير الدفاع ايهود باراك: يؤيد استئناف المفاوضات مع سوريا والانسحاب من هضبة الجولان.

•رئيس الاركان غابي اشكنازي: هو ايضا، مثل باراك، يعتقد بانه يجب استئناف المفاوضات مع سوريا بسرعة، قدر الامكان ودفع الثمن الكامل لقاء اتفاق السلام وذلك لان البديل هو حرب تمس بشدة بالجبهة الاسرائيلية الداخلية – وان كان في نهاية المعركة ستهزم سوريا.

•شعبة الاستخبارات في هيئة الاركان: تقدر شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" بان الاسد سيواصل التصرف بحذر حيال اسرائيل وانه ليس لديه حاليا أي نية للشروع في حرب. رئيس شعبة الاستخبارات، اللواء عاموس يدلين قال مؤخرا بان اتفاق السلام مع سوريا من المتوقع أن يؤدي الى تغيير ايجابي في الشرق الاوسط.

•محفل "السباعية": نتنياهو، ليبرمان، موشيه يعلون، وايلي يشاي يعارضون الانسحاب من هضبة الجولان. دان مريدور وباراك يؤيدان الانسحاب الكامل مقابل اتفاق سلام.

ليس أقل اهمية هو موقف الولايات المتحدة. قبيل الخروج المخطط له للقوت الامريكية من العراق، في اثناء 2010 تستعد الادارة الى خلق اتفاقات مع دول المنطقة لضمان الا يتفكك العراق الى شظايا. من ناحية الولايات المتحدة هناك اهمية كبيرة للطريقة التي ستتصرف بها سوريا: يمكنها أن تشجع مجموعات ارهابية، ويمكنها أن  تتعاون مع الامريكيين.

قرار اعادة السفير الامريكي الى دمشق، والذي أعلن عنه المبعوث الخاص جورج ميتشيل للاسد، يأتي لتعزيز التعاون بين وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، السي.اي.ايه وبين اجهزة الامن السورية في محاولة للتصدي لمنظمات الارهاب التي يخرج رجالها من سوريا لضرب القوات الامريكية والعراقية. ويتوقع الاسد من الولايات المتحدة ان يتلقى مقابل تعاونه انتزاع موافقة من نتنياهو على انسحاب من كل هضبة الجولان في اطار اتفاق السلام.

مهما يكن من أمر اتفاق السلام التالي سيوقع حسب المبدأ الذي قرره في حينه مناحيم بيغن: كل الاراضي التي احتلت في 1967 مقابل سلام مع سوريا ومع السلطة الفلسطينية.