خبر هلم نلعب بـ « كأنما »- هآرتس

الساعة 11:06 ص|04 فبراير 2010

بقلم: كارني الداد

 (المضمون: برغم ادعاء السلطة الفلسطينية انها تتجه الى السلام فان برامجها وتصريحاتها والتربية داخل مناطقها تحرض على اسرائيل وتنفي وجودها - المصدر).

        لنفرض انكم آباء فلسطينيون. ولنفرض (امضوا بعيدا حقا مع الخيال) انكم آباء فلسطينيون تبحثون عن السلام. يبدو انكم تريدون تربية أبنائكم على النهج  نفسه. كم هو صعب، اذا كان ممكنا اصلا على آباء يعيشون اليوم داخل مناطق السلطة الفلسطينية ان يربوا على عدم العنف، والتسامح، والاعتراف بدولة اسرائيل والسلام؟

        تعد الرياضة على نحو عام مجالا ايجابيا يثير التحدي، وصحيا. ان دورة العاب رياضية لاولاد هي كذلك بالضرورة. كانت دورة كرة القدم للسلطة الفلسطينية يمكن ان تكون حدثا تربويا مفرحا لولا انها سميت باسم المخربة دلال المغربي.

        دلال المغربي هي المخربة التي نفذت العملية الدامية في شارع الشاطىء في 1978 والتي قتل فيها 37 يهوديا.

        نشر معهد "نظرة في الاعلام الفلسطيني"، قبل اسبوعين انهم احتفلوا بهذه المخربة بيوم ميلادها الخمسين في التلفاز الفلسطيني برعاية الرئيس. وكان حفل أنشدت فيه جوقة أولاد تكريما لها. عقد في السنتين الاخيرتين ايضا مخيم صيفي للسلطة (لا حماس بل السلطة وهي من الاخيار) على اسم الشهيدة. وأنفق محمود عباس على مركز حواسيب على اسمها، وسميت باسمها في المدة الاخيرة ايضا ميدان في رام الله بدعم تام من عباس. هذا أمر يفرح القلب حقا.

        تعد السلطة الفلسطينية وعباس على رأسها، لسبب ما شريكين في حلم السلام بيننا وبينهم. يجب ان يكون سلام كهذا اذا كان عميقا وحقيقيا قائما على رغبة وثقة من الطرفين. منذ وقت ما يزعمون في السلطة، بل فوق صفحات هذه الصحيفة انه لا يوجد تحريض من السلطة على اسرائيل. هذا صحيح جزئيا. ان ما يوجد في التلفاز، وفي كتب التدريس، وفي اللافتات والتصريحات ليس تحريضا. فالتحريض سطحي، وعابر ينتظر التحريض الذي يليه. الحديث عن تربية منهجية، وعن غسل دماغ "يسمم" ادمغة الاولاد، "اولادكم"، كما قالت وزيرة الخارجية الامريكية في تطرقها للموضوع.

        اذا كانت مدرستان في السلطة تسميان باسم المخربة الكبيرة المغربي، فماذا سيوجد مع كرور الايام في لاوعي ابنائكم الذين يدرسون فيها؟ ان قتل اليهود ايجابي وسبب للتكريم. اذا كانوا في نشرات التلفاز الفلسطيني يعرضون فلسطين "من غزة وعسقلان في الجنوب الى حيفا والى شمالها الى عكا"، واذا كانوا يعرضون طبرية على الاولاد على انها مدينة فلسطينية مهمة وبحيرة طبرية على انها مصدر ماء فلسطيني، واذا كانوا يسمون يافا باسم "باب فلسطين الى العالم" فماذا سيفهم ابناؤكم من ذلك؟ انه لا توجد اسرائيل وانها غير قائمة.

        في الالغاز والكلمات المتقاطعة في صحف السلطة الفلسطينية وتلفازها يعرف الاولاد جيدا اجابات اسئلة مثل "اين يوجد أهم ميناء في فلسطين: في عكا او يافا او حيفا؟"؛ "اذكر ثلاث دول تحاد فلسطين"، والجواب هو مصر ولبنان والاردن؛ "ما هي مساحة دولة فلسطين؟"، والجواب: 27 الف كيلومتر مربع، اي المساحة العامة لاسرائيل كلها من البحر الى الاردن. ويبين السؤال بطبيعة الامر ان دولة فلسطين اصبحت موجودة وهكذا دواليك.

        ان تربيتكم على التسامح وقبول كيان يهودي مجاور محكوم عليها بالفشل سلفا. هذه كلمتكم ازاء غسل المؤسسات والتلفاز والكلمات المتقاطعة والمعلمين وكتب التدريس والأناشيد، للادمغة. ماذا ستفعلون؟ وكيف؟