خبر سورية الان -هآرتس

الساعة 11:02 ص|04 فبراير 2010

بقلم: أري شافيت

 (المضمون: لا يبدي الفلسطينيون اهتماما بالسلام مع اسرائيل برغم محاولات اسرائيل الجاهدة ولهذا يجب على اسرائيل ان تتحول لمحاولة السلام مع سورية  - المصدر).

        يسمع هذا الاسبوع في القدس همس ايجابي. ففي حين تجعل وسائل الاعلام سارة نتنياهو بلا انقطاع هدفا له، يؤمن بنيامين نتنياهو انه قريب من شق طريق ما. يقدرون في المحيط القريب من رئيس الحكومة انه قد اقتربت اللحظة التي يجدد فيها التفاوض الاسرائيلي – الفلسطيني. ليس الموعد الدقيق معلوما فربما يكون في آذار او نيسان. وما يزال الاطار غير مصوغ الى الان فربما توجد محادثات تقارب وربما زيارات متبادلة. لكن على حسب التقدير السائد، الضغط الامريكي – الاوروبي – العربي المستعمل على محمود عباس بدأ يؤتي أُكله. ثم احتمالات حسنة ان يبدأ آخر الامر بعد تأخير سنة حوار سياسي بينه وبين نتنياهو.

        ليس واضحا هل يوجد للتفاؤل الاسرائيلي ما يعتمد عليه. لكن من الواضح انه اذا انطلقت مسيرة نتنياهو – عباس فانها ستصل طريقا مسدودا. حسن أن يتحادثا وحسن ان يمنعا العنف، لكن من المشكوك فيه كثيرا ان يستطيعا التوصل الى اتفاق سلام. لانه لا يستطيع رئيس حكومة اسرائيل يلتزم سلامة القدس ورئيس فلسطيني يلتزم قدسية حق العودة المضي بعيدا. حتى بدآ فلن يستطيعا الانهاء.

        عندما كانت مسيرة أوسلو في ذروتها تحرش مثقف يميني برفاقه من اليسار. قال ان حركة السلام الاسرائيلية تشبه فتاة تحاول اغراء رجل أحادي الجنس. تنشىء حركة السلام صلة رؤية بالفلسطينيين لكن هؤلاء لا يستجيبون. حركة السلام تمنح الفلسطينيين رقم هاتفها لكنهم لا يتصلون. وهي تدعوا الفلسطينيين الى ان يصعدوا الى غرفة النوم لكن الفلسطينيين لا يصعدون. والامر ببساطة شديدة ان الفلسطينيين غير مهتمين. فالسلام لا يؤثر فيهم. وحل الدولتين لا يثير حماستهم. لكن حركة السلام لا تستوعب ما يبينه لها الشريك غير الشريك بألف طريقة وطريقة. فهي لا تزال تتابع ما ليس له أي اهتمام بها. وهي تطلب الحب ممن لا حب عنده يمنحه اياه.

        تدفق الكثير من الماء في نهر اليركون منذ قال المثقف اليميني ما قال. تلاشت حركة السلام وفشل عدد من محاولات السلام. لكن اعراض المراودة من طرف واحد ما تزال هي نفسها. فما يزال الاسرائيليون والاوروبيون والامريكيون ينفقون زمنا ثمينا في محاولة الاتيان بالفلسطينيين الى فراش العرس الذي يريده هؤلاء. وهم يتعطرون ويتبرجون ويتزينون في محاولة لاثارة شهوة الفلسطينيين السياسية غير الموجودة. برغم ان الحب الفاشل عمره 20 سنة فانه يرفض الموت. على نحو مفارق يسهم في تخليد الاحتلال.

        بعد انقضاء 20 سنة أصبحت النتيجة الواحدة واضحة وهي انه لتقسيم البلاد حقا ينبغي عرض استراتيجية سياسية جديدة. يجب اطلاق مسارات من طرف واحد منسقة تضاؤل الاحتلال في موازاة بناء مجتمع فلسطيني جديد. وينبغي العمل عن ادراك انه بعد ان يعيش اكثر الفلسطينيين فقط في مجال حر يعرض عليهم حياة سليمة، ستنضج الشروط التي ستمكنهم من اختيار السلام الحقيقي.

        لكن بعد انقضاء عشرين سنة اصبح الاستنتاج الثاني واضحا ايضا وهو انه لما كان لن يوجد شق طريق في المستقبل القريب في القناة الفلسطينية، فانه تنبغي مبادرة شق طريق في القناة السورية. بسبب تعقد النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، فان احتمال احداث حدث مغير يوجد في الشمال فقط. لا يوجد يقين البتة بوجود سلام في الافق. لكن اذا كان يوجد سلام في الافق فانه ليس في رام الله بل في دمشق.

        المشكلة في أساسها سياسية. فالسلام مع سورية ليس له حزب ولا زعيم. وليست فيه شهوة ايضا. على نحو عجيب تنظر بقايا اليسار الاسرائيلي الى السلام مع سورية على انه ابن شاذ. والشوق هو شوق للفلسطينيين لا للسوريين. والمراودة الحثيثة هي مراودة للفلسطينيين الذين ليس عندهم اهتمام. اليوم ايضا تبذل اسرائيل جل طاقتها السلمية في جهد باطل لمراودة الجار غير الصحيح.

        حان وقت تغيير القرص وتغيير الاتجاه. من اجل تلقي الشر اللائح من الشرق ينبغي بذل كل جهد لمحادثة بشار الاسد. ومن اجل منع حرب فظيعة يجب قلب كل حجر في الطريق الى دمشق. ولكي نقترح على الشرق الاوسط أملا ينبغي ان نستنفد الاحتمال الكامن في النظام العلماني السوري. ربما يدير لنا السوريون اخر الامر ظهورهم، لكن كل يوم يمر بغير محاولة السلام مع سورية هو يوم عدم مسؤولية آثم.