خبر خلال خطابات « بالكنيست » ومؤتمر « هرتسليا »: تزاحم أوروبي في التزلّف لـ « إسرائيل »

الساعة 07:12 ص|04 فبراير 2010

فلسطين اليوم-الخليج الإماراتية

أكد مسؤولون أوروبيون كبار التزام الاتحاد الأوروبي ب “إسرائيل” باعتبارها شريكة وحليفة أمام مخاطر ما وصفوه “الإرهاب والتطرف الإسلامي”، وتسابقوا في كيل المديح لها على حساب العرب والفلسطينيين وإيران . وقال وزير الخارجية الإسبانية والرئيس المناوب للاتحاد الأوروبي ميغيل انخيل موراتينوس إنه سعيد بتطور العلاقات بين أوروبا و”إسرائيل”، معبرا عن تقديره لقيام رئاسته بتغيير اللهجة تجاهها . وأكد خلال مشاركته في مؤتمر “هرتسليا” ذي الطبيعة الأمنية إصرار الاتحاد الأوروبي على تعزيز العلاقات مع “إسرائيل” .

 

ودعا إلى مكافحة “الإرهاب والتزمت” اللذين ألصقهما بالإسلاميين، وطالب بالتحرك الفعلي في حال رفضت الجهات الإسلامية الانصياع للقرارات الأممية . وطالب بالتعاون مع “إسرائيل” ضد إيران . وقال إن أغلبية الزعماء العرب يعبرون عن “قلق مماثل” حيال إيران، وعبر عن “قناعة” بأن “إسرائيل” تعمل من أجل “السلام” في المنطقة . وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يسعى اليوم من خلال رئاسته الإسبانية من أجل تطبيع كامل للعلاقات بين “إسرائيل” والعالم العربي .

 

وردا على سؤال من عريف الندوة قال موراتينوس إن الجميع مطلع على عدم ثقة “إسرائيل” تجاه الاتحاد الأوروبي الذي “طالما وقف لجانبها وسيبقى يقف خلفها” . وأضاف “هناك أمور نحتلف حيالها وأحيانا ينشب جدل وهذا يحصل بين أصدقاء وداخل العائلة الواحدة وهذا لا يعني أننا معنيون بممارسة ضغوط على “إسرائيل” أو معاقبتها لكننا ننظر لمصلحتها النهائية، أم أنكم تبغون أن نكمم أفواهنا؟” . وأكد أنه يرفض لغة الاشتراط في التعامل مع “إسرائيل”، وأنه لا يؤمن بالعقوبات “إلا في حالة وجود خطر على السلام في العالم كما في الحالة الإيرانية” .

 

وبدا رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني متأثراً ومسح دمعة من على وجهه حين قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء “الإسرائيلي” أمام “الكنيست” كيف أن والدة رئيس الوزراء الزائر أنقذت فتاة يهودية أثناء الحرب العالمية الثانية . وحكى نتنياهو أن أم برلسكوني أثناء ركوبها القطار متجهة الى العمل رأت شرطيا ألمانيا يلقي القبض على فتاة يهودية وان “المرأة الإيطالية التي كانت حاملا في شهرها الثامن وقفت بين رجل الشرطة والفتاة . ومن دون ذرة خوف تصدت لرجل الشرطة الألماني وقالت له (اقتلني لكن انظر الى وجوه الناس في القطار . . أعدك انهم لن يتركوك تفلت حيا) . بهذا القول القوي أنقذت المرأة الإيطالية الفتاة اليهودية”، وفقاً لرواية نتنياهو التي لم يوضح من أين أتى بها .

 

ووقف برلسكوني على المنصة وهو يستمع الى ترجمة لخطاب نتنياهو بالعبرية الذي سبق خطابه أمام “الكنيست”، ومسح بيده عينه وأخذ يهز رأسه مصدقا بينما التفت إليه رئيس الوزراء وأخذ يصفق وانضم اليه أعضاء “الكنيست” .

 

وفي خطاب بالإيطالية قال برلسكوني إن إيطاليا عارضت تقرير غولدستون حول جرائم “إسرائيل” في غزة، متهماً التقرير بمحاولة تجريمها، ومعتبراً محرقة غزة رداً على صواريخ “حماس” . كما استذكر رفض بلاده المشاركة بمؤتمر دوربان الثاني الذي وجه تهما بالعنصرية والعدوانية ل “إسرائيل” . وشدد على أهمية توحد المجتمع الدولي حول مقولة حادة وواضحة ضد حيازة إيران سلاحا نوويا . وتابع “علينا منع طهران من حيازة القنبلة فهي تنكر المحرقة وتهدد “إسرائيل” بالتدمير وأنا ألتزم أمام “الكنيست” بالعمل بهذا الاتجاه” .

 

وأفرط نائب رئيس الحكومة التشيكية ووزير الدفاع د .مارتن بارتاكو في امتداح “إسرائيل” وقال إن بلاده كانت الأولى بالاعتراف بها عام 48 وقال إنها شريكة طبيعية في مكافحة “الإرهاب” ومجالات أخرى كثيرة . واستذكر دور تشيكيا في تحسين علاقات الاتحاد الأوروبي و”إسرائيل” خلال ترؤسها له . وأوضح أنه يفضل الدبلوماسية السرية وتفادي توجيه الانتقادات “غير اللائقة” .

 

 وتابع وسط تصفيق الجمهور “أوروبا لن تبدي أي تسامح حيال دعوات إلقاء “إسرائيل” بالبحر وينبغي التصدي بقوة لكل محاولة لنزع الشرعية عنها ولذا نحن أيضا نعارض توجيه الشروط لها باعتبارها حليفة لنا” .

 

 وردا على سؤال أوضح أنه كان سيسعد لو هاجم حلف الناتو إيران لكنه استبعد ذلك بالمنظور القريب بسبب هيمنة قضايا أخرى على أجندته كالعراق وأفغانستان . ومع ذلك دعا الغرب لاتخاذ قرار واضح يثبت خطوطا حمراء لإيران قبل فوات الأوان” .

 

وكان وزير الحرب “الإسرائيلي” ايهود باراك، قد حذر في كلمته، أول أمس، من تحول “إسرائيل” إلى “دولة عنصرية” في حال عدم التوصل إلى تسوية .وقال “إسرائيل” لن تستمر “كدولة ديمقراطية”، إلا اذا توصلت إلى “سلام” مع جيرانها .

 

وأضاف باراك أن نحو 12 مليون نسمة يعيشون بين نهر الأردن والبحر المتوسط من بينهم 4،5 مليون نسمة من المواطنين العرب . وأوضح باراك أن عدم تمتع السكان العرب بحق الانتخاب في المستقبل سيؤدي إلى تحول “إسرائيل” إلى “دولة عنصرية” .