خبر عمرو: لست كوافير حركة فتح

الساعة 06:07 ص|04 فبراير 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

تعهد وزير الاعلام الفلسطيني السابق نبيل عمرو بأن لا يعود الى الواجهة السياسية الا من خلال الانتخابات فقط رافضا فكرة العودة لاي منصب سياسي بعد استقالته من منصبه كسفير فلسطين في القاهرة اثر خلافات علنية مع الرئيس محمود عباس،

وعندما سألت 'القدس العربي' عمرو على هامش حديث سياسي حول ما اذا كان يقصد الانتخابات الرئاسية او التشريعية اجاب: كلاهما والخيارات مفتوحة امامي في هذا الاطار.

وقال عمرو انه لم يتغير تجاه الرئيس الفلسطيني لكن الرئيس هو الذي تغير تجاهه شخصيا مشيرا الى ان الجوانب الشخصية لها تاثير دوما بالعمل السياسي ولكنها يجب ان لا تحكم الموقف، معبرا عن اسفه من بعض المواقف الشخصانية التي اتخذت ضده والتي لا يريد التوقف عندها. وحتى لا يخلط الامور تساءل عن العلاقة بين انتقاده للأداء التفاوضي وبين الاسباب الشخصية مستذكرا الدكتور صائب عريقات وهو يصرح بان حصيلة المفاوضات بعد 18 عاما هي عبارة عن صفر.

وتساءل عمرو وهو قيادي فلسطيني بارز ومؤثر في الضفة الغربية: ما دامت حصيلة المفاوضات صفرا فلماذا لا زالت دائرتها قائمة بعد ان خسرنا المفاوضات؟

واكد عمرو ان الرئيس محمود عباس لم يعرض عليه الانضمام للمجلس الاستشاري الجديد، وقال: ولا انا مستعد لقبول اي عرض فقد تركت العمل الرسمي لأتحرك في فضاء خال من القيود ونذرت نفسي لخدمة ما اعتقد انه اهداف وطنية.

ولمح عمرو الى انه سيستمر في الانتقاد ما دام ذلك مفيدا للمصلحة الوطنية، وقال ان حركة فتح ستبقى عالمه في اطار الانتماء الواعي لها بعيدا عن المؤتمرات والوظائف والمناصب معتبرا نفسه من مؤسسي حركة فتح ومن اقرب المقربين لقائدها ورمزها الراحل ياسر عرفات وهو وضع يسمح له بالاختلاف مع الرئيس عباس وهو بكل الاحوال اختلاف لا يؤسس على اعتبارات شخصية مستذكرا كيف ابلغ بعض الرفاق بانه ليس كوافير الحركة انما هو معتنق لها.

وقال عمرو ان المجلس الاستشاري الذي يقترحه الرئيس عباس كهيئة جديدة لحركة فتح يبدو انه في سياق ارضاء الحردانين والزعلانين وهذا مؤسف لان هناك وسائل كثيرة لترضية هؤلاء بدون خلق اطارات جديدة لهم ومع قناعته بان الصيغة المقترحة للاستشاري ترجح هدف الترضية وليس التطوير الا انه يتمنى ان تنجح هذه الصيغة رغم الاقرار بصعوبة ذلك.

وقدر عمرو ان الاسرائيلي يرى في رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وحكومته نمطا جديدا وغير مرغوب فيه ولولا حماية الامريكي والاوروبي لهذا النمط لالحقت اسرائيل الاستعصاء السياسي بالاستعصاء التنموي، معربا عن قلقه من المحاذير التي تخلقها تجربة التنمية بدون تقدم سياسي ومع انعدام التقدم السياسي في الواقع وهي محاذير تشكل علامة استفهام حول النقطة التي يصل اليها المشروع الوطني الفلسطيني.

وشخص عمرو مأزق حركة فتح الحالي باعتباره نتيجة لسقف التوقعات الذي رفع بعد المؤتمر السادس والاخير عند الجمهور والكادر التنظيمي فقد اكتشف الجميع بعد اشهر ان المؤتمر لم يكن كما قيل انطلاقة جديدة ونوعية وضامنة للنصر فحركة فتح تعاني الآن من ضعف البنية التنظيمية وعدم وجود انجاز سياسي وبوضوح يمكن ملاحظة ان غزة لم تعد للشرعية، كما وعد قادة الحركة وبالتالي فالتقييم الموضوعي يدلل على ان رفع سقف التوقعات هو المسؤول عن الاحباط خصوصا وان العملية التنموية التي يفترض ان تقودها حركة فتح منسوبة للحكومة وليس لابداعات الحركة.

واستبعد عمرو في السياق نظرية المؤامرة او المكيدة مشيرا الى انه معتنق لفتح بالجملة والتفصيل ولان مأزقها جزء من المازق العام في المشهد الوطني حيث لا يوجد جواب منطقي على السؤال التالي لماذا تتراجع فتح ولا تتقدم حماس؟ او العكس.. السبب الاسقف المنخفضة عندهما كلاهما وعدم وجود قدرات ذاتية على تجاوز المحن ولان حركة فتح عاشت على الانجازات في الماضي المرتكزة حول شخصية ابو عمار ستبقى تعاني.

ويلاحظ عمرو بأن الاستعصاء التفاوضي لا يقابله انتعاش في خيار القتال والمقاومة فكلاهما يتراجع بنفس الوتيرة، معتبرا ان ازمة حماس هي انها لم تعلن ولاءها منذ اليوم الاول لدخولها المعترك السياسي لاطار منظمة التحرير مشددا على ان علاقة ايران بحماس لا تلقى الترحيب لدى الرأي العام، فطهران لا تدفع المال لحماس لاسباب خيرية.

وفي التشخيص العام هناك هبوط عام وجماعي برأي القيادي عمرو يلتقطه نتنياهو جيدا وهو هبوط لا يخص فتح فقط بل الوضع الفلسطيني برمته، لان حماس بعد اغتيال المبحوح تبدو خائفة من الاغتيالات ومن عودتها، ويقترح عمرو ان فرص عقد الانتخابات ابتعدت وتتراجع فالوضع الداخلي غير مهيأ للانتخابات والاجواء غير مواتية الا اذا اتخذت حماس موقفا منسجما مع المنظمة ففرصة عقد الانتخابات هنا ستصبح افضل لكنها غير مضمونة.

وتقدم عمرو بتحليل حول مؤشرات التراجع في الوضع الفلسطيني فميزان القوى بكل اسف لم يعد لمصلحة الفلسطينيين والاداء الفلسطيني مرتبك وما كان ينبغي الدخول في لعبة تحديد زمن معين لوقف الاستيطان وحتى التوقيع على ورقة المصالحة يجبر الجميع على التوقف عند السؤال عما بعد ذلك، معتبرا ان ما حصل فيما يخص تقرير غولدستون وجه لنا كفلسطينيين صفعة كما وجه لاسرائيل صفعة اخرى وحتى الآن لم نستفد من التقرير بما يوازي حجمه.

ووصف عمرو تأجيل التصويت على تقرير غولدستون بانه 'ضربة قاسية وجهناها لانفسنا ولم تعالج حتى الآن ونتج عنها آثار سلبية'.

وفي ختام حديثه قال عمرو انه ليس من الطراز الذي يتخذ مواقف ثم يتراجع عنها لكن الوتيرة تهدأ احيانا بسبب ظروف غير مواتية، وقال انه يتعهد بالاعلان عن الخطأ عند حصوله والاشادة بنفس الوقت بالموقف الصحيح، معتبرا انه ليس من وظيفة اي شخص البقاء منتقدا وان ما اعترض عليه في الماضي لا يزال يعترض عليه.