خبر حماس تتطلع الى انفراج علاقاتها مع القاهرة قريبا

الساعة 06:02 ص|04 فبراير 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

 تنتظر حركة حماس ان تتخذ القاهرة في غضون الايام المقبلة سلسلة خطوات ايجابية، من شأنها ان تعيد الامور بين الطرفين، خاصة وان الاتصالات بين الطرفين تجمدت عقب احداث الصدامات على الحدود التي اودت بحياة جندي مصري، ووصلت لحد عدم رد مصر على طلبات تقدمت بها الحركة لسفر عدد من قادتها من معبر رفح.

وتتوقع اوساط مسؤولة في الحركة الاسلامية التي تحكم غزة ان تتخذ القاهرة في القريب خطوات عملية، تعيد من جديد عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية الى مسارها، بعد ان توقفت منذ تشرين الاول (اكتوبر) من العام المنصرم.

 

وادى رفض حماس في السابق لورقة المصالحة المصرية الى توتر العلاقات بينها وبين القاهرة، لكن هذا التوتر انتقل لمرحلة اشد عقب الصدامات التي وقعت على حدود غزة بمصر مطلع الشهر الماضي وادت الى مقتل جندي من حرس الحدود المصري، واصابة 35 شابا فلسطينيا بجراح، حيث تشن منذ ذلك التاريخ الصحف المصرية القومية حملات اعلامية ضد الحركة الاسلامية وقيادتها، وهو امر دفع بحماس الى ارسال احتجاج عن هذا الامر للرئيس حسني مبارك.

 

وتفيد معلومات مؤكدة انه ومنذ ذلك التاريخ فان الاتصالات بين الطرفين انحسرت في اضيق الحدود، ويقول الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس لـ 'القدس العربي' ان ما هو قائم الآن عبارة عن 'اتصالات محدودة' جدا مع مصر.

 

وكشف البردويل عن قيام الحركة بارسال طلبات الى المسؤولين المصريين لأخذ موافقة على مغادرة عدد من المسؤولين من قطاع غزة الى الخارج من خلال معبر رفح البري كما جرت العادة في السابق، لكنه قال ان المسؤولين في مصر لم يردوا كالعادة لا بالايجاب ولا بالرفض على هذه الطلبات.

 

ويدلل عدم الرد المصري على رفض الحكومة مغادرة اي من قادة حماس للخارج، حيث علمت 'القدس العربي' ان وفدا رفيعا من حماس كان يستعد للسفر عقب صدامات الحدود الى العاصمة السورية دمشق للتشاور مع قادة الحركة هناك حول مستقبل صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل.

 

وجدد القيادي البردويل موقف حركته الذي يعتبر مصر الراعي الاساسي للمصالحة الفلسطينية، وطالبها بان تبذل جهودا اكبر من اجل انجاح المصالحة والحوار.

واشار في هذا السياق الى ان تصريحات كل من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس والدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي الاخيرة حول المصالحة 'لاقت صدى لدى بعض القيادات المصرية'، وقال 'نحن ننتظر ان تتم ترجمة الامور الى ارض الواقع'.

 

وكان الدكتور الزهار قال في مؤتمر صحافي قبل اسبوع ان حركته على استعداد لتوقيع الورقة المصرية 'شرط الحصول على ضمانات بالتنفيذ السليم'، وهو ما فهم وقتها عن تخلي الحركة في الوقت الراهن عن اخذ ملاحظاتها قبل التوقيع، وامكانية تأجيلها الى مرحلة لاحقة.

وتلى هذا الموقف آخر خرج من رأس الهرم التنظيمي في حماس خالد مشعل زعيم التنظيم الذي قال قبل ايام موجها حديثه لمصر 'اجمعونا في القاهرة ومع العرب ممن تختارون، وستجدون المصالحة حقيقة واقعة، هذا هو الطريق بكل بساطة، هذه هي رسالتي للاخوة في مصر'، وطالب بان يتم احترام ما اتفقنا عليه، وقال 'فما اتفقنا عليه نتصالح عليه ونوقع عليه'.

 

ودفعت جملة هذه التصريحات بالقيادة السياسية المصرية الى اعلان الترحيب بها، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي: 'هذه التصريحات المتتالية بشأن الرغبة في تحقيق المصالحة هي محل ترحيب'، لافتا الى ان هذه الرغبة لدى حماس 'كانت مفقودة على مدار الفترة الماضية'.

وذكر زكي ان حماس اعتذرت في السابق عن الموافقة على الورقة المصرية، لكنه اكد ان المصالحة الفلسطينية الداخلية وانهاء الانقسام 'كان وسيظل هدفا محوريا لمصر في التعامل مع الوضع الفلسطيني'.

 

لكن زكي اكد مجددا ان بلاده لن تجري اي تعديلات جديدة على ورقة المصالحة التي طرحها في السابق، وقال 'هذا الامر من شأنه تعطيل المصالحة فعليا الى اجل غير مسمى'، وتابع 'فتح الوثيقة لتعديلات من تنظيم يعني فتحها للجميع، وهو امر يعني العودة الى الوراء'.

واكد زكي ان مصر عملت بجدية من اجل تحقيق المصالحة، ووعد بأخذ ملاحظات الفصائل على ورقة المصالحة في الاعتبار عند التنفيذ.

من جهته قال القيادي البردويل ان مصر هي من تدير المصالحة، وانها هي من وعدت في السابق باعطاء الضمانات لتطبيق الاتفاق، لافتا الى ان قبول حماس بالورقة المصرية مرهون بتطبيق بنودها.

 

وكانت حكومة غزة التي تديرها حماس رحبت بتصريحات زكي، ودعت الى سرعة تهيئة الاجواء للتوقيع على الوثيقة المصرية لانهاء الانقسام قبل القمة العربية في طرابلس.

وفي هذا السياق قال مسؤول في احد التنظيمات الفلسطينية التي تشارك في حوارات القاهرة لـ 'القدس العربي' انه يتوقع ان تباشر مصر قريبا في اجراء اتصالات منفردة بحركتي فتح وحماس، لبحث امكانية استئناف جهود المصالحة من جديد، وقال ان هذا الامر من المحتمل ان يتم قبل انعقاد القمة العربية المقبلة في ليبيا، على اعتبار ان القاهرة تريد ان تقدم موقفا اكثر تقدما ووضوحا للعرب في هذه القمة حول جهود وساطتها في الشأن الفلسطيني.

 

واكد المسؤول وجود حراك حقيقي في هذا الامر، ورأى هذا المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه ان مواقف حماس الجديدة من المصالحة جاءت في اعقاب التعثر الذي لحق بصفقة تبادل الاسرى التي تجريها الحركة مع اسرائيل، وقال انه بسبب ذلك تعمل حماس على تركيز جهودها نحو المصالحة.

وكانت جهود مصر الرامية لاتمام المصالحة توقفت منذ 10 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، بعد ان رفضت حماس التوقيع على ورقة المصالحة التي اعدتها القاهرة، وطلبت قبل ذلك ان تؤخذ ملاحظاتها على هذه الورقة قبل التوقيع، على عكس ما فعلت حركة فتح التي ارسلت مندوبا للقاهرة للتوقيع على الورقة.

وتنص ورقة المصالحة على عدة بنود منها اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية في منتصف 2010، واعادة ترتيب الاجهزة بإشراف عربي تتزعمه مصر، واجراء انتخابات لمنظمة التحرير.