خبر نصيحة حرجة لإدارة اوباما -إسرائيل اليوم

الساعة 11:30 ص|03 فبراير 2010

بقلم: دانييل فايبس

مدير منتدى الشرق الأوسط وباحث رفيع المستوى في معهد هوبر في جامعة ستانفورد

 (المضمون: يستطيع اوباما رفع شعبيته في الولايات المتحدة ونعش ادارته بتوجيه ضربة عسكرية الى منشآت ايران الذرية - المصدر).

 

لم أعتد على نحو عام أن أشير على رئيس عارضت انتخابه وأخاف أهداف سياسته. لكن ههنا فكرة قد تنقذ ادارة براك اوباما الهشة، وتحمي الولايات المتحدة وحليفاتها.

        اذا كانت مزايا اوباما الشخصية قد أسرت قلوب جمهور الناخبين فيبدو الان ان المزايا نفسها لم تعد كافية للحكم كما ينبغي. ما زال اوباما لم يقدم عملا حتى الان، الامريكيين في 2008، ولم يجز التأمين الصحي، وفشل في سياسة الخارجية حتى في الجوانب الصغيرة (مثل الطموح الى استضافة الالعاب الاولمبية في شيكاغو في 2016) وفي الجوانب العميقة (مثل كل ما يتصل بالعلاقات في الصين وفي اليابان). والى ذلك ازدياد محاولات تنفيذ العمليات الارهابية يلقي على سياسته ضوءا بائسا.

        هذا الاداء المتواضع سبب انهيارات لم يسبق لها مثيل لتأييد اوباما في استطلاعات الرأي الاخيرة، وافضى الى هزيمة نالته في انتخابات مجلس الشيوخ في مساشوستس. اذا حاول اوباما تحسين وضعه بحصر عنايته في الموضوع الاقتصادي فقط فسيفشل، لانه في هذا الموضوع لاعب وحيد فقط بين لاعبين كثير جدا. انه يحتاج الى عطفة حاسمة تغير مكانته العامة، ويجب أن يفعل ذلك بمقامرة كبيرة، فهناك يستطيع أن يعبر عن مسؤوليته وان يحقق التوقعات العالية منه.

        هذه الفرصة موجودة في الحقيقة. فأوباما يستطيع أن يأمر جيش الولايات المتحدة بالقضاء على قدرة ايران بسلاح ذري.

        الظروف الان مناسبة ايضا. اولا قلبت أجهزة الاستخبار الامريكية تقريرها البائس من 2007 الذي قال انه يوجد "يقين عال" من ان طهران "وقفت برنامج سلاحها الذري)، ولا ينكر احد اليوم (ما عدا حكام ايران ومن يتعاملون معهم) ان النظام في طريقه السريع الى بناء مستودع ذري كبير. ثانيا، اذا كان الزعماء في طهران يسعون الى احراز القنبلة، فانهم قد يجعلون الشرق الاوسط اشد تقلبا وخطرا – وهذا معارض للمصلحة الامريكية ولمصلحة حليفاتها. لكن من المهم أن ندرك انهم لا يعرضون الشرق الاوسط وحده للخطر بل الولايات المتحدة نفسها. فهم يستطيعون بالسلاح الذين سيحصلون عليه ان يمسوا بامريكا ايضا مسا مدمرا. لهذا لا يدافع اوباما بازالة تهديد السلاح الذري الايراني عن صديقات الولايات المتحدة بل عن الوطن ايضا.

        ثالثا، تعبر استطلاعات الرأي الاخيرة عن دعم لقرار امريكي عن هجوم على البنى التحتية الذرية الايرانية. في كانون الثاني 2006 في استطلاع قامت به "لوس انجلوس تايمز" قال 57 في المائة من المستطلعة اراؤهم انهم يؤيدون تدخلا عسكريا اذا قدمت ايران خطة قد تمكنها من احراز سلاح ذري.

        في ايلول 2009 في استطلاع لـ "فوكس نيوز" اجاب 61 في المائة من المستطلعة اراؤهم انهم يؤيدون عملية عسكرية، وبعد ذلك بشهر، في استطلاع لمعهد البحث "بي.اي.دبليو" اجاب 61 في المائة انهم يفضلون مواجهة عسكرية على الامتناع اذا كان ذلك يرمي الى منع ايران الحصول على سلاح ذري. أي انه توجد في السنين الاخيرة أكثرية صلبة مستقرة تؤيد الهجوم، وقد تكبر الاكثرية بعد هجوم عن شعور وطني امريكي.

        رابعا، خلافا للعراق، اذا كان الهدف منع ايران الحصول على الذرة لا تغيير نظام الحكم هناك – فان الامر لا يحتاج الى الكثير جدا من الجنود على الارض، وهو ما يعني مقدارا قليلا نسبيا من المصابين.

        كما جعل الهجوم على الولايات المتحدة في 11 ايلول الجمهور يؤيد جورج بوش وينسى تدهور موالاته في استطلاعات الرأي يتوقع أن يجعل الهجوم على ايران الامريكيين ينسون ضعف اوباما في السنة الاخيرة وفي مجال التأمين الصحي ايضا، ويضطر الجمهوريين ايضا الى مساندة الديمقراطيين وان يساندهم مستقلون ايا.

        لكن يجب على اوباما ان يتذكر أن هذه الفرصة، لفعل الامر الصحيح الجيد لن تبقى الى الابد. فقد اصبح الايرانيون يحسنون وسائل دفاعهم، وقد تغلق نافذة الفرص.

        زمن العمل هو الان. والا فان ساعة اوباما الرملية ستنفد، وسيكون العالم مكانا اخطر للعيش فيه.