خبر هل أخذ فياض الإذن من عباس للمشاركة في مؤتمر « هرتسليا »؟!

الساعة 06:21 ص|03 فبراير 2010

فلسطين اليوم : غزة

يمكن القول إن سلام فيّاض رجل السياسات الملتبسة، في ظل هيمنته على المشهد الداخلي في الضفة الغربية وتفرّغه للخطط الاقتصادية.

فقد طلَّ رئيس الحكومة التابعة للسلطة الفلسطينية، سلام فيّاض، من على منبر مؤتمر "هرتسليا" للأمن القومي الإسرائيلي مؤخراً، الخطوة بحدِّ ذاتها ليست سابقة فلسطينية، -وخصوصاً بالنسبة إلى فيّاض- الذي سبق أن شارك في المؤتمر في كانون الثاني 2007، قبل تولّيه رئاسة الحكومة الفلسطينية. حينها، كانت المفاوضات مع حكومة أيهود أولمرت لا تزال قائمة. وربما هذا يبرّر ما قاله، في حضور زعيم تكتّل "الليكود" في ذلك الحين بنيامين نتنياهو، "أسعى من أجل روابط سياسية قوية مع إسرائيل، وأسعى من أجل روابط اقتصادية قوية بين دولتَي إسرائيل وفلسطين المستقلتين".

غير أن الوضع اليوم مختلف تماماً، ولاسيما في ظل مقاطعة السلطة اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، ووضعها مجموعة من الشروط لعودة مثل هذه الاجتماعات. في ظل هذا الوضع، من غير الممكن تبرير ظهور فيّاض على منبر مخصّص لبحث "الأمن القومي الإسرائيلي".

وقد فصل المنظمون هذا الأمن في إطار إعدادهم للمؤتمر ووزعوه على عناوين، وضعوا العملية السياسيّة في نهايتها.

وبحسب جدول الأعمال، فإن التهديدات للأمن القومي الإسرائيلي تتوزّع على الشكل الآتي: "المشروع النووي الإيراني، ومكانة إسرائيل في الساحة الإعلامية العالمية، والأزمة الاقتصادية العالمية، والتوجهات الإستراتيجية في أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل، والعملية السياسية في الشرق الأوسط".

مثل هذه العناوين والوضع التفاوضي القائم، لم تمنع مشاركة سلام فياض، لكن في كل الأحوال، من غير المسموح أن يكون سياسي فلسطيني، وخصوصاً في ظروف العملية السياسيّة الحاليّة، ناصحاً أو مرشداً لمسار الأمن القومي الإسرائيلي، حتى وإن كان تحت عنوان "قيام الدولة الفلسطينية" وفي ظلّ "حريّة تعبير مطلقة" فما سيقال، حتى وإن كان مغايراً لما تريده إسرائيل، سيوضع تحت مظلة المصلحة الإسرائيلية العليا.

وفيّاض اليوم لا يمثّل نفسه- كما كانت عليه الحال في عام 2007، بل يحضر مؤتمر هرتسليا بصفته رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، وبالتالي من غير الممكن أن تكون المشاركة من دون ضوء أخضر من رئيسها محمود عبّاس.

ضوء أخضر يعني بدء التخلّي عن شروط اللقاءات، التي يُسقطها أبو مازن الواحد تلو الآخر في إطار تدريجي غير مباشر. فلقاءات فياض الأخيرة في مؤتمر الأمن القومي الإسرائيلي هي أحد تجلّياتها.

أما إذا كانت المشاركة من دون موافقة مسبقة، فتلك مصيبة أعظم، تؤكّد أن فيّاض يغرّد وحيداً خارج سرب السياسة الفلسطينية العامة خدمة لمشروعه الخاص الذي أعلنه قبل فترة، والقائم على تهيئة الأرضية لقيام الدولة الفلسطينية خلال عامين، وفي الحالتين، فإن وجود فيّاض في "هرتسليا"- سواء بموافقة السلطة أو من دونها- يصبّ في خانة تمايز رئيس حكومة تصريف الأعمال عمّا عداه من الساسة الفلسطينيين.

تمايز يعبّر عنه في التوجّه الذي يتبنّاه لإرساء أسس "الدولة الفلسطينية" بناءً على مفهوم يتناقض مع القضية الفلسطينية عموماً، إذ يقوم على أساس أن العنف هو المشكلة.