خبر إسرائيل تطالب العالم بفك حصارها عبر مؤتمر هرتسيليا الأمني!!

الساعة 06:22 م|02 فبراير 2010

يحمل عنوان "إسرائيل تحت الحصار"

إسرائيل تطالب العالم بفك حصارها عبر مؤتمر هرتسيليا الأمني!!

إفتكار البنداري

"إسرائيل تحت الحصار".. عبارة اختارت إسرائيل أن تعنون بها مؤتمر هرتسيليا العاشر للأمن القومي، فيما بدا أنه محاولة مباشرة منها لمواجهة حملات "غزة تحت الحصار"، التي تنظمها منظمات دولية غير حكومية نجحت في إيصال جزء من معاناة قطاع غزة خلال العام الذي تلا الحرب الإسرائيلية عليه.

في هذا الاتجاه يركز المؤتمر المنعقد في بلدة هرتسيليا ما بين 31-1 و3-2-2010 على إبراز ما تعتبره تل أبيب "مخاطر" تهدد إسرائيل، خاصة من جانب جيرانها، مطالبة العالم بمزيد من الدعم باعتبارها "ضحية" وسط محيط عربي وإسلامي يعد العدة للقضاء عليها مع أول فرصة سانحة.

وباختصار حدد رئيس المؤتمر الجنرال احتياط داني روتشيلد أهداف المؤتمر العاشر في "بحث التهديدات الداخلية والخارجية التي تحيط بإسرائيل عبر تحليل الوضع في المستقبل، وتقييم حال إسرائيل في السنوات الخمس القادمة، وفي بعض الملفات في العشرين عاما القادمة".

وبحسب ما صرح به الجنرال روتشيلد لإذاعة جيش الاحتلال فإن أبرز هذه التهديدات الخارجية هي "التي تحيط بنا من الشمال متمثلة في حزب الله (اللبناني)، وفي الجنوب حركة (المقاومة الإسلامية) حماس، وفي الشرق متمثلة بإيران".

 

أما بالنسبة لتهديدات الداخل فهي "أن دولة إسرائيل في القرن الـ21 لم تحسم بعد جوهرها (اليهودي) أو طبيعتها وقيمها، وما زالت تعيش في حالة قلق مستمرة على وجودها، كما أنها تواجه قلقا داخليا بسبب ضغوط الحكومة الائتلافية والضرائب ومشكلة الخدمة العسكرية".

 

وألقى الجنرال روتشيلد بهذه "التهديدات" إلى اليد الصهيونية، معتبرا أن الحركة الصهيونية "هي الأقدر على تغيير وجه الواقع إذا ما جندت قواها للنظر إلى إسرائيل من الداخل، وأحدثت ثورة عميقة للنهضة ولضمان الإجماع على الهوية اليهودية لإسرائيل".

 

ووفقا لمصادر إعلامية عربية فإن مؤتمر هرتسيليا يشهد مشاركة عربية من مصر وقطر وفلسطين والأردن، غير أنه لم تتكشف حتى عصر الثلاثاء 2-2-2010 أسماء المشاركين العرب، سوى رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، والناشط الحقوقي السوري المعارض عمَّار عبد الحميد، مؤسس ومدير مركز الثروة للثقافة المدنية، وهو مقيم في واشنطن، بحسب ما جاء في جدول المتحدثين الذي نشره موقع المؤتمر على الإنترنت.

 

وتأسس المؤتمر في عام 2000 على يد مستشار الأمن القومي الجنرال اليمني عوزي أراد، عقب فشل مؤتمر كامب ديفيد 2 للسلام، ويعقده سنويا "معهد الدراسات الإستراتيجية"، بهدف مراجعة السياسات الإسرائيلية للعام السابق، وتحديد معالم السياسات للعام المقبل ومراحل أخرى قادمة، ويعد لهذا مرجعا أساسيا للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في اتخاذ قراراتها المصيرية.

 

السلام المتعثر

 

وبدا في الكلمات التي ألقاها مسئولون إسرائيليون في اليومين الماضيين من المؤتمر حرصهم على إلقاء المسئولية عن تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط على كل المسارات (الفلسطينية والسورية واللبنانية) على كاهل الدول العربية والإسلامية المجاورة، دون أي إشارة لمسئولية الاحتلال.

 

ومن هؤلاء الجنرال أراد الذي قال الأحد الماضي فيما يتعلق بالمسار الفلسطيني: "إن سياسة الرفض التي تنتهجها السلطة الفلسطينية هي السبب وراء تعثر مفاوضات السلام.. إنهم (الفلسطينيين) يواصلون رفض التفاوض.. هذا أمر مخيب للآمال"، محذرا من أن هذا الرفض "سيكون مشكلة للفلسطينيين أنفسهم"، ويشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة إلى المفاوضة أن توقف إسرائيل الاستيطان تماما في الضفة الغربية المحتلة، وفيها مدينة القدس الشرقية.

 

وفيما يخص المسار اللبناني حمَّل نائب رئيس الأركان في جيش الاحتلال اللواء بيني جانتس الحكومة اللبنانية مسئولية أي تصعيد مستقبلي مع إسرائيل، قائلا: "إن حكومة لبنان تسمح لحزب الله بالعمل والتسلح بحرية؛ ولذلك فإننا سنراها هي المسئولة في حال اشتعال الوضع"، وأضاف أن السوريين "يعملون على زيادة قوتهم العسكرية ويشترون أسلحة طويلة المدى"، في اتهام مبطن منه لدمشق بتحريض حزب الله على إشعال الوضع.

 

على نفس المنوال قال اللواء جانتس: إن "رقعة التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل تتسع"، متحدثا عن "التهديد الإيراني الناجم عن احتمال تزود إيران بأسلحة نووية"، وردًّا على اتهام تقرير جولدستون لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب على غزة، اتهم اللواء جانتس التقرير الأممي بأنه "يمنح المخربين (المقاومة الفلسطينية) حصانة حقيقية"، معتبرًا أن جيش الاحتلال خلال الحرب "تمسك بأسمى المعايير الأخلاقية، وما زال يجري تحقيقات حول جميع الشكاوى".

 

مؤشر خطير

 

ومن المتوقع أن يلقي رئيس حكومة رام الله كلمة مساء اليوم الثلاثاء أمام مؤتمر هرتسيليا يتحدث فيها عن سبل تحريك عملية السلام المجمدة منذ نهاية 2008.

 

وقابلت حركة حماس مشاركة سلام فياض بإدانة لاذعة، إذ قال سامي أبو زهري، الناطق باسمها: إن "تعاون سلطة رام الله مع الاحتلال، والذي وصل لدرجة المشاركة في صنع سياسات هذا الاحتلال، مؤشر خطير على مدى تجرُّد هذه الفريق الذي يقوده فياض من الضوابط الوطنية".

 

ومن اللافت أن مشاركة فياض لم تقابل بود إسرائيلي، حيث شنَّ نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم هجوما عليه قبل ساعات من إلقاء كلمته، متهما إياه بأنه "يحاول الظهور بمظهر رجل السلام ليمهد لنفسه تولي منصب الرئيس بعد الرئيس محمود عباس، ولكنه في الحقيقة لا يسعى إلى أي سلام".

 

واتهم شالوم رئيس الوزراء بتبني مواقف متشددة مؤخرا تجاه عملية السلام مع إسرائيل، رغبة منه في الحصول على تأييد داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بزعامة الرئيس عباس، لدعم محاولته لخلافة رئيس السلطة، الذي أعلن اعتزامه عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة