خبر ما الذي يفعله ايلي يشاي؟.. اسرائيل اليوم

الساعة 11:13 ص|02 فبراير 2010

بقلم: عوزي برعام

حزب شينوي قام كنتيجة للاحساس بالاختناق في أوساط بعض من الجمهور العلماني بالنسبة لما يعتبر كتطاول لا ينقطع من الاصوليين لتحقيق الانجازات، لتحويل الاموال ولتشريع قوانين قطاعية في جوهرها. لا أتجاهل شخصية تومي لبيد، التي كانت دوما موضع خلاف، ولكن كان فيها رسالة، اسلوب وثبات.

شينوي ذاب حين شعر جمهور مؤيديه بان لا حاجة له، وقد قام بمهمته في اغلاق وزارة الاديان واخراج الاحزاب الاصولية من دائرة القرار الفورية.

لا تزعجني حقيقة أن الاحزاب الاصولية، على رأسها شاس، تمثل قطاعا بين السكان، وتكافح في سبيله. مشكلة ايلي يشاي ورفاقه هي أن الاحساس بالتوازن لديهم آخذ في الاختفاء. "دولة يهودية" هي بالنسبة له ليست الدولة اليهودية التعددية التي يريدها كثيرون وطيبون، بل شيء آخر.

عمليا، شاس تعود الى عادتها.

فهي تصبح لجوجة في مطالبها، وفي المبنى الائتلافي القائم يكاد لا تكون لها كوابح. يشاي لا يخلق نوع الزعامة التي خلقها آريه درعي، كفاح في سبيل الفئة السكانية التي صوتت له مع انفتاح كبير تجاه الفئات الجماهيرية الاخرى. افيغدور ليبرمان ورفاقه يهددون بصد شاس في مواضيع التهويد وغيرها من المواضيع. ولكن لا يوجد تحقيق حقيقي لمواقفهم، التي تستند عمليا الى مصالح حقيقية لجمهور المهاجرين من رابطة الشعوب ممن صوتوا لاسرائيل بيتنا.

كل من ينظر الى الواقع في ضوء حقيقي يرى ان عملية صعود حزب علماني جديد تكاد تكون محتمة. مرة اخرى يشعر كثيرون في أوساط الجمهور العلماني بان الارض بدأت تشتعل من تحت أقدامهم.

يبدو أن التعددية والاجواء الديمقراطية تعيش في خطر. هذا الوضع سيخلق حزبا مع اجندة علمانية أو حزبا يقوم على خرائب شينوي القديم. سيناريو آخر هو ان ترفع حركة اليسار الصهيوني علم العلمانية.

في واقع حياتنا المشكلة العلمانية – الاصولية تندحر جانبا في ضوء مشاكل لا تقل أهمية بالنسبة للجمهور الغفير. توجد المسيرة السياسية، يوجد التهديد الايراني، توجد سياقات اجتماعية – اقتصادية وكذا تغيير طريقة الحكم يهم الجمهور.

المشكلة العلمانية – الاصولية لا تبدو انها تقف على رأس سلم اولويات معظم مواطني اسرائيل. ولكن هذا لا يعني ان المشكلة غير قائمة. بالنسبة لجمهور واسع، جمهور لا يسارع الى التظاهر، طبيعة دولة اسرائيل هي الامر الاهم.

معارضة "الامبريالية الاصولية"، حتى وان كان التعبير مبالغا فيها ربما، كفيلة بان تؤدي الى تشكيل حركة تضع في رأس اهتمامها وقف شاس وما ترمز اليه.

يحتمل أن يكون تغيير سياسة الهجرة الى اسرائيل يقوم على أسس ميتنة، ولكن تفسيرات ايلي يشاي لهذا التغيير تضيف الى دولة اسرائيل رداء عنصري ينفر منه كثيرون.

على نحو مفعم بالمفارقة، فان اقامة حركة علمانية جديدة اليوم منوطة اساسا بنهج ايلي يشاي.