خبر باب الأزمات.. هآرتس

الساعة 11:10 ص|02 فبراير 2010

بقلم: عكيفا الدار

يباعد عبدالله ملك الاردن رئيس الحكومة للاخلال بالوضع الراهن في شرقي القدس. ورئيس حكومة تركيا، رجب الطيب اردوغان، يترصد في الزاوية كل تحرش من حكومة اسرائيل بالمقدسات الاسلامية. وكأن بنيامين نتنياهو لا تنقصه الا ازمة باب المغاربة عند مدخل الحرم الشريف. سواء أراد أم لم يرد، هذه الازمة تغلي على مائدته. قبل اسبوعين قدمت اليه المحكمة اللوائية في القدس سلما. يجب على رئيس الحكومة ان يقرر الان أيريد استغلاله لينزل عن الجسر، ام يفضل التسلق الى أعلى وأن يقامر فيما بقي من علاقة اسرائيل بالعالم الاسلامي.

ستتم في الاسبوع القادم ثلاث سنين منذ البدء بحفريات انقاذ الموقع الذي يثير الغضب والذي يفضي الى المسجد الاقصى ويطل على باحة البراق. صحب ما يقرب من ألفي شرطي آنذاك الاثريين وعمال الموقع. أرسلوا لاعداد أعمال الترميم في المكان، بعد ان تبين في 2004 صدوع في الجسر القديم. انتشرت في الدول العربية اشاعات ان اليهود يريدون الاخلال بأسس المساجد واعداد المكان لبناء الهيكل الثالث. حذر ملك الاردن من أن هذه الاعمال ستخل بالاستقرار في الشرق الاوسط. وحذر متحدث حماس من أن المس بالمسجد سيفضي الى نهاية الهدنة الموقوتة. وبعد مضي بضعة أشهر قرر فريق من الخبراء الاتراك فحص عن الحفريات، ان الحديث عن خطة لهدم ممتلكات ثقافية من العصر الاسلامي.

لم يخف حاخام الحائط الغربي، شموئيل رابينوفيتش، وهو رجل كثير الاعمال، لم يخف قط نيته استغلال الفرصة الاحتفالية لترميم الجسر، من اجل اعداد الفراغ تحته وتوسيع مساعدة النساء. وقد اعتاد على التفكه قائلا ان الله جل جلاله استجاب دعاءه وأرسل الصدوع، ليكون من الممكن التخفيف من الازدحام في الباحة. استغل الحاخام ايضا علاقاته في  القدس بمكتب رئيس الحكومة ايهود اولمرت. ومع مجموعة ترميم الربع اليهودي وتطويره قدم خطة مفصلة لتغيير وجه باب المغاربة. بل ان اولمرت جعل نفسه على رأس لجنة وزارة خاصة لتقديم المشروع. دحرجت الخطة بين لجان التخطيط وبلغت الى المجلس القطري للتخطيط والبناء.

وقع أمر في القدس قبل اسبوعين يهدد بالتشويش على الخطة. فقد نظرت رئيسة المحكمة اللوائية، القاضية موسيا اراد في الصور التي عرضها عليها المحامي قيس ناصر، الذي وكله مؤرخ الاسلام، الدكتور محمود مصالحة، الذي رفع استئنافا على الخطة. نظرت وبدا أنها أصيبت. بحسب الصور التي صورت في 2004، كان الضرر الذي أصاب الجسر ضئيلا وانحصر في الجزء الشمالي منه. قرر رأي استشاري اختصاصي صحب الصور ان الصدوع لم تؤثر البتة في سائر اجزاء الجسر وانه يمكن ترميمه في زمن قصير بمبلغ لا يزيد على 50 ألف شيكل. أرسلت القاضية أراد مندوبي مكتب رئيس الحكومة ليستوضحوا حتى نهاية الشهر هل يقبل ربهم (بنيامين نتنياهو) اقتراحها خزن خطة توسيع مساعدة النساء. سيستوضح المحامي ناصر في هذه الاثناء موقف اليونسكو من الخطة. تصحب المنظمة المسيرة منذ بدايتها للتحقق من أن الاعمال لن تضر بالموقع.

فرح ناصر ممزوج بالشك. "برهنا على أن سقوط عدد من الحجارة استغل استغلالا سيئا لتغيير وجه موقع حساس قابل للانفجار لا مثيل له"، قال أمس المحامي المقدسي وأضاف من الفور: "للاسف، ازاء معارضة جماعة ضغط الحائط الغربي وتأثيرها الكبير، يصعب علي ان أومن بأن الدولة ستقبل اقتراح المحكمة". فليغضب الاتراك. فمنذ زمن لم يجلس سفيرهم في أريكة داني ايالون.

يسار ضحل

ألصق وزير الدفاع باليسار الاسرائيلي لقب "يسار عميق"، وجعل هذا المعسكر الضئيل بوصفه سرية كاسحة تهدد مبادرة سلام صديقه بنيامين نتنياهو. في كتاب جديد ("شرك الخط الاخضر"، اصدار "عام عوفيد") ينضم البروفيسور يهودا شنهاف للرقص على قبر اليسار الصهيوني الذي يؤيد حل دولتين على أساس حدود 1967.

عالم الاجتماع من جامعة تل ابيب، ومن رؤوس "القوس الشرقية"، يلصق بكلمة اليسار هلالين، ويزعم انه يصوغ تصور النزاع عن موقف ثقافي واقتصادي وسياسي وقطاعي ومحافظ. وهو يرى ان مبدأ 1967 هو حاجز الوعي الرئيس الذي يقف أمام الاسرائيليين في مواجهتهم للنزاع، وهو يتنبأ بانهياره لمصلحة مبدأ 1948.

يقول شنهاف ان اليسار الليبرالي يحصر جهده في  محاربة الاستيطان، للحفاظ على اسرائيل الخط الاخضر، وبهذا يفرض نسيان مسألة اللاجئين. ان اعادة عشرات الالاف من المستوطنين الى داخل الخط الاخضر، في رأيه، فانتازيا لليسار الليبرالي، لا تتناول البتة القضايا الاخلاقية للاخلاء. وليس هذا كافيا ايضا: فـ "اليسار المعتدل" شارك على نحو فعال في تطبيع المظالم الاخلاقية التي انشأتها اسرائيل الخط الاخضر". يزعم شنهاف أن الارهاب الفكري للخطاب السكاني عنيف بالفلسطينيين وهو لا يقل عن ذلك عنفا باليهود.

يبين شنهاف انه لا يتنكر لحق اليهود كجماعة قومية في تقرير المصير، وهو يقترح مع ذلك نموذجا يشتمل على عودة اللاجئين الذين يريدون ذلك، من اجل اقامة الحقوق الشرعية للشعبين في منطقة مشتركة.

بعد ان يهاجمه باراك من اليمين ويهاجمه مفكرون مثل شنهاف من اليسار فلا عجب من أن نجد معسكر السلام في أزمة.