خبر لا أبارتهايد بل « فصل » (هفرداه).. معاريف

الساعة 11:09 ص|02 فبراير 2010

بقلم: عنات وايزمن

أصبح مصطلح "أبارتهايد" في السنين الاخيرة دعوة الى العمل تشبه رمزا للنضال اكثر من كونها تحليلا تاريخيا او سياسيا او قانونيا لصورة نظام حكم ما. يعني الابرتهايد باللغة الافريقية "الفصل" وهو يشبه الفكرة المركزية لجهاز السيطرة السياسية الاسرائيلي. ان الاصوات المتكاثرة التي تلصق باسرائيل وصمة "أبارتهايد"، وفيها أوروبيون، ونشطاء يسار اسرائيليون بل رئيس أمريكي سابق، تريد استعمال قوتها الخطابية للعمل في تغيير صورة نظام الحكم.

لا يتجر مع نظام أبارتهايد، ولا يفاوض، ولا مصالحة في نظام أبارتهايد، ان نظام الابرتهايد يجب ان يبدل. كان الابرتهايد مبنيا على تمييز مصدره بيولوجي – العرق، الذي اصبح اساسا للفصل المكاني والاداري والقانوني والاقتصادي. من المستوى المصغر الى المستوى الكبير، كان جوهر الدولة كله موبوءا بالابرتهايد. كان الفصل في كل مكان. في أشد السنين ظلمة لنظام الابرتهايد كان له القليل جدا من الحلفاء. ويؤسفنا ان اسرائيل كانت منهم.

هل ينبع من ذلك ان اسرائيل تعلمت وتبنت صورة النظام الآثمة هذه؟ برغم التشابه الكبير، فانه في حين ان العرق كان في أساس الفصل في جنوب افريقيا، وهو مميز بيولوجي لا يمكن تغييره، فان الفصل في البلاد، برغم استعمال عناصر عرقية يقوم على مطامح قومية وهي ليست طبيعة بل اجتماعية وسياسية.

لا شك في انه يوجد نظام فصل، في حدود 48 وفي حدود 67، ينشىء طبقة عليا من جهة قانونية. لكن الكثافة واللغة السياسية مختلفتان حقا، لكن الفصل بين جماعة قومية وأخرى هو أوضح مميز لصورة نظام الحكم. ليس الفصل بين "اسرائيل" و "المناطق" فقط، بل بين اليهود بطبيعتهم والفلسطينيين بطبيعتهم. وسائل الفصل مادية – حواجز وجدر وأسوار، وقانونية – حظر حرية الحركة، وقيود على لم الشمل وغير ذلك.

الفصل اذن عامل أخذ يقوى، ولا يقف عند الخط الاخضر او عند التقسيم بين اليهود والفلسطينيين، بل يتابع ويشق الفلسطينيين ايضا هم انفسهم الى فئات أصغر: بين غزة والضفة، وفي الضفة الغربية نفسها (ولن نتحدث عن الفلسطينيين مواطني اسرائيل او عن اللاجئين في الشتات). وفي المدة الاخيرة ايضا بين اليهود من نوع ما، الذين يستنشقون الغاز ويعتقلون لمظاهرات قانونية، وبين يهود من نوع اخر يحصلون على عفو عن شغبهم.

ان استعمال التشبيه بالابرتهايد يثير غضب كثيرين، بينهم أفراد يسار ايضا، لانه يتجه الى منطق تفوق العرق ولا يبين صورة نظام الحكم الذي نشأ في البلاد، لانه يوجد يهود – عرب في اسرائيل. نظام الحكم في البلاد جد مركب ومحكم يحتاج الى فئة تصنيف جديدة. انه يستحق اسما يخصه، ولذلك يحسن ان نسمي الطفل باسمه: هفرداه (فصل). كما تبنت الانجليزية الكلمة الافريقية لتصف نوع نظام الحكم الخاص، يحسن تبني الكلمة العبرية في لغات اخرى ايضا. ولهذا أقول منذ الان: "هفرداه".