خبر يبصقون ويبكون- هآرتس

الساعة 09:36 ص|01 فبراير 2010

 

بقلم: عكيفا الدار

 (المضمون: كثير من قرارات صدرت عن محكمة العدل العليا ولا تنفذ بارجاء وتعويق من رجالات الحكم الكبار في اسرائيل - المصدر).

        كان وزير العدل يعقوب نئمان "مزعزعا". واتصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من بولندة، في أوج احداث يوم المحرقة الدولي، و "شد على يدي" رئيسة المحكمة العليا. ورفع رئيس الدولة شمعون بيرس سماعة الهاتف من برلين ليبلغ دوريت بينش بأنه "لا يحل الاغضاء عن المس بالمؤسسة المقدسة". وقام اعضاء كنيست من اليسار ومن اليمين ايضا كرجل واحد وراء "جهاز القضاء". احد الحمقى رمى النعل واصبح عشرات من منتخبي الجمهور فرسان سلطة القانون.

        في مكاتب رابطة حقوق المواطن قائمة سوداء من قرارات حكم عن المحكمة العليا لا تحترم. يمكن ان نجد هناك التأجيلات التي لا تنتهي لتحصين بلدات "غلاف غزة"، وأمر الكف عن تقييد مهاجري العمل الى رب عمل واحد، واعطاء المدارس في الوسط العربي ميزانية مساوية، وتسوية مكانة المشهورات في الحياة العامة. وتوجد بطبيعة الامر سلسلة قرارات حكم محفوظة لتعديل مسار جدار الفصل. في تشرين الاول 2009، عندما تبين لبينش ان قرار حكمها من حزيران 2006 القاضي بابعاد جدار الفصل عن اراضي قرية عزون لا ينفذ، فقدت سكينتها. بينت رئيسة المحكمة العليا لوزير الدفاع ان قرارات محكمة العدل العليا "ليست بمنزلة توصية".

        صحيح. لا يرمي ايهود باراك وجه بينش بنعلين، لانهم لا يسلكون هذا السلوك في ابراج اكيروف. ان أناس "اليسار العميق"، اولئك الذين يتظاهرون كل اسبوع قرب الجدار الذي يخترق قرية بلعين، مخالفا قرار محكمة العدل العليا، هم الذين يهددون سلطة القانون.

        ان ما لا يقل عن ثلاثة قرارات حكم صدرت عن محكمة العدل العليا تأمر منذ خمس سنين الدولة ببناء 245 فصلا دراسيا في القدس الشرقية، لسد شيء من نقص يزيد على 1000 فصل دراسي. لماذا لا يزور رئيس الحكومة، الذي أقسم أن يحافظ على "القدس الموحدة"، احدى مدارس شرقي المدينة؟ ستكون فرصة ممتازة ليرى من قريب كيف تنفذ حكومته (مثل سابقاتها) قانون التربية الالزامية وتحترم ايضا قرارات محكمة العدل العليا. لا بناء ولا نعلين. الاساس هو الا يجمد ولو للحظة بناء حوض الطهارة في القسم الجديد من حي جيلو. ماذا يعني ان  تقول له بينش ان هذا لا يدعو الى المساواة؟ وماذا ستفعل به؟ أتطلب الى الشرطة ان تعتقل رئيس الحكومة لتحقيره المحكمة؟ أترسل جماعة المصادرة الى دارته في قيسارية؟

        واذا كان نتنياهو في المحيط فلماذا لا يقفز الى "بيت يونتان" الذي بناه أناس "عطريت كوهانيم" بلا رخصة قبل ست سنين في قرية سلوان؟ سيفرح المستشار القانوني لبلدية القدس، يوسي حبيليو، بأن يصحبه الى المبنى المكون من سبع طبقات، والذي جعله رئيس البلدية نير بركات تمثالا لتفوق القانون والقضاء في اسرائيل. ان بركات يبصق على أربعة قرارات حكم للمحكمة، صدقت أوامر صدرت عن سائر الاجهزة، تأمر باخلاء المبنى واغلاقه. في نهاية الاسبوع الماضي اضطر المدعي العام للدولة موشيه لادور الى ان يذكر رئيس بلدية العاصمة بأنه "ينبغي تنفيذ قرارات المحكمة في دولة قانون". استصوب المدعي العام الرفيع المستوى ان يبين للمنتخب الجمهوري الجليل، انه فضلا عن المعاني القانونية والقضائية لعدم احترام قرارات المحكمة، يمس سلوكه بالقواعد الاساسية لنظام الحكم وبمنعة الديمقراطية.

        سيعود الجميع لدفن رؤوسهم في الرمل بعد ان اطلقوا رشقات من التصريحات للصحف تندد بالازعر الذي اصاب وجه القاضية. ان وزراء ورؤساء البلديات والموظفين والضباط – سيظلون جميعا يبصقون في وجه جهاز القضاء. يحل توجيه نقد لقرارات محكمة العدل العليا بل الاعتراض على تدخل المحكمة في قضايا أمنية. وتمكن مجادلة ساسة يريدون سن قوانين تلتف على قرارات محكمة العدل  العليا. لكنه حتى أشد المنتقدين لمن يسمونهم "عصابة سلطة القانون"، يدركون معنى وطء السلطات لقرارات الحكم.

        يحسن ان يعلم المستشار القانوني الجديد يهودا فينشتاين، ان مشكلته الملحة ليست الازعر الذي رمى وجه رئيسة المحكمة العليا ذات مرة بنعل. ان تحديه هو ان يسيطر على كبار رجالات الحكم الذين يبصقون في وجهها على نحو دائم. يبصقون ويبكون.