خبر وجهوا النار اليه -هآرتس

الساعة 09:35 ص|01 فبراير 2010

بقلم: ميراف ميخائيلي

 (المضمون: بيبي نتنياهو وحده مسؤول عن قراراته لا زوجته ولا مقربوه - المصدر).

"وجهوا النار الي، دعوا زوجتي وابنائي" – هذا النص الشاعري، الذي ألفه بنيامين نتنياهو، هو كالمعتاد عنده، حيلة دعائية تحدث العكس بالضبط: فعندما يختار رئيس الحكومة في يوم المحرقة الدولي في المانيا الاستفاضة في الحديث عن زوجته وعن مقدار تأثيرها، او عدم تأثيرها فيه – يوجه النار اليها بالضبط. لانه من مثله يعلم، انه لا يهم من وكيف يؤثر فيه، ان القرارات والسلوك هي دائما له.

ان رئيس الحكومة، مثل كل منتخب او عاملة جمهور، ومثل كل واحد وواحدة، هو نوع من صفقة رزمة: فهو يأتي مع زوجه او زوجته، ومع أبناء عائلة و "مقربين". في حالة بيبي، أتى مع والد يعتقد ان المحرقة لم تنته ولهذا ليس مفاجئا ان يعتقد هو نفسه اننا معرضون لخطر وجودي؛ ويأتي مع عوزي اراد، الذي هو في الحقيقة مثقف كبير، لكنه محافظ، ويميني متطرف ويشهد الناس الذين عملوا معه بأنه حاد المزاج، ومرتاب، وغير متوقع وهجومي في ردوده (من المثير ان هذه الصفة تذكر جدا بما تقوله النساء اللاتي عملن مع سارة نتنياهو). ويأتي ايضا مع شيلدون ادلسون ورون لاودر، وهما رجلان ابيضان يمينيان، من اصحاب المليارات، اعتادا ان يعمل الجميع عندهم – ومع سارة ايضا.

        هذه هي الرزمة، وكل من اشتملت عليهم يؤثرون في نتنياهو على نحو ما، وبطرق ما. لم ينتخب اي واحد منهم، ولهذا لا يوجد من تأثيرهم أقل شرعية من آخرين. ومع ذلك كله يوجد للاخرين رخصة – سواء أكانت رسمية ام لا – للتأثير والهجوم الوحيد القاسي هو على تأثير الزوجة، لانها تتجرأ بذلك على التدخل، وتتجاوز الدور الذي تمنحه الثقافة المرأة وهو أن تكون تمثيلية باسمة مؤيدة صامتة.

        لهذا يجب ألا يحصر النقاش في نفسية زوجة رئيس الحكومة، بل في كيفية ادارة رئيس الحكومة للديوان وللدولة. واذا كان رئيس الحكومة يفعل اشياء مشكلة، بغير مبالغة، ويمكن، بغير مبالغة، ديوانه من الكذب فانه ليس من المهم أهذا بسبب السفر الى روسيا أو ذرة غبار في العين أو "بسبب" زوجته؛ فهو وديوانه يكذبان ويخطئان بجدول اوليات فاسد.

        من جهة موضوعية – قضية "تأثير" سارة نتنياهو في شؤون الديوان والدولة ليست ذات صلة. ان قرارات بنيامين نتنياهو تخصه، ولا معنى لهوية الشخص الذي بادر اليها او فكر فيها؛ اذا كان قبلها فيبدو انه استحسنها. واذا كان "خضع" للضغوط واتخذ قرارات لا تعجبه، فالمسؤولية مسؤوليته على نحو اشد. حتى لو كان يريد في الحقيقة ان يبعدها ولا ينجح في ذلك تظل المسؤولية مسؤوليته.

        ان من كتبوا في الاسبوعين الاخيرين كلاما على نحو "انتخبتم بيبي لا سارة" يخطئون ويضللون. ففضلا عن ان الحديث عن صفقة رزمة، كانت معلومة جيدا لا يمكن ان نقول اننا لم نعلم. وليس عجبا ان قال الحكماء الماضون قل لي من تصادق اقل لك من أنت؛ هكذا نحن: الشبيه يجذب الشبيه. يبدو اذن ان بيبي يشبه المحيطين به، وان غير قليل منا يشبهون بيبي اذا كانوا قد انتخبوه. والان ايها الاصدقاء لوموا انفسكم لا سارة.