خبر غزة: تعاقب المنخفضات الجوية يدفع الصيادين للمخاطرة

الساعة 06:24 ص|01 فبراير 2010

فلسطين اليوم : غزة

ضاعف تعاقب المنخفضات الجوية وعدم استقرار الطقس خلال الأسابيع الأخيرة من معاناة الصيادين، بعد أن قلصت المنخفضات التي أثرت على المنطقة أيام الصيد بشكل كبير، كما أدت إلى تراجع الصيد نتيجة اختفاء الأسماك التي تستشعر المنخفضات قبل قدومها.

وتعرضت المنطقة خلال الأسبوعين الأخيرين إلى نحو أربعة منخفضات جوية متفاوتة القوة أدت إلى ارتفاع في موج البحر إلى حد يكبح أي مركبة بحرية من الإبحار، كما صاحبت المنخفضات رياح حدت من قدرة الصيادين على ممارسة مهنتهم بدون منغصات وخسائر، كما يتحدث العديد من الصيادين.

ولم تنجح المنخفضات في جلب الأسماك من الجنوب ومن العمق الغربي كما درجت العادة مع الأنواء الجوية القوية التي كانت تضرب المنطقة من قبل، كما يؤكد الصياد فارس صالح.

وأشار صالح إلى أن المنخفضات التي ضربت المنطقة سحبت أسماكاً كانت متواجدة في المياه الإقليمية للقطاع إلى مناطق بعيدة جداً عن سواحل القطاع خصوصاً الأسماك الموسمية كالبلميدة والجرع.

ولفت إلى تراجع كبير في صيد هذه الأنواع من الأسماك التي عادة ما تحل في هذه الأوقات من كل عام، مرجعاً ذلك إلى التعاقب السريع للمنخفضات الجوية، حيث لم يبعد المنخفض عن الآخر أكثر من ثلاثة أيام خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

ويؤكد الصياد محمد درويش أن العام الحالي شهد عدم استقرار في الطقس، ففي الوقت الذي لم تشهد بداية فصل الشتاء المزيد من المنخفضات والأنواء الجوية شهدت الفترة الأخيرة زيادة غير طبيعية في هذه المنخفضات التي أدت إلى هجرة السمك وتقليص عدد أيام الصيد.

وأوضح درويش أن السمك المواطن "المحلي" يستشعر الطقس السيئ ويختبئ في مناطق يصعب الوصول إليها من قبل الصيادين، أما السمك الموسمي والذي يهاجر فعادة ما يهرب من المنطقة باتجاه الرياح.

وقال إن من فوائد المنخفضات قدوم أسماك من السواحل المصرية والعمق الغربي، لكن حتى الآن لم يلمس الصيادون هذه الهجرة.

ومع انتهاء أربعينية الشتاء التي تنتهي اليوم يأمل الصيادون بأن يستقر الطقس وتزداد فرصهم في الرزق، حيث تعتبر فترة الأربعينية فترة سيئة بالنسبة للصيد كونها تشهد تقلبات جوية تدفع الأسماك إلى التواري والاختفاء، لكن وبحسب الأرصاد الجوية فإن اليومين القادمين سيشهدان دخول منخفض قوي نسبياً سينضم إلى سلسلة المنخفضات التي ضربت المنطقة.

ويأمل الصياد فريد عرفة أن يساهم المنخفض القادم الذي ستواكبه الرياح في التعجيل بهجرة سمك السردين إلى شواطئ القطاع، منوهاً إلى أن الصيادين شرعوا في تجهيز شباك صيد السردين استعداداً لقدوم أسراب منه نهاية الأسبوع.

وفي المقابل فإن الصيادين بدأوا يفقدون الأمل باستمرار موسم صيد السمك المهاجر من النوع الكبير كالكنعن والبلميدة، لاسيما وأنهم فشلوا في اصطياد كميات حقيقية من هذه الأنواع خلال الشهر الماضي.

ويشير عرفة إلى أن استقرار الحالة الجوية يساهم بشكل فعال في زيادة كميات الأسماك المصطادة، معتبرا أن الكميات المصطادة مؤخراً كانت أقل من المتوقع بكثير نتيجة التقلبات الجوية والممارسات الإسرائيلية العسكرية في عرض البحر.

ويعتمد القطاع الآن على الأسماك المهربة من مصر عبر الأنفاق وعبر الحدود البحرية، حيث يستعيض عشرات الصيادين الذين يئسوا من العمل على شواطئ بالصيد في المياه المصرية، رغم ما يكتنف ذلك من مخاطر الاعتقال وربما الموت من القطع البحرية الإسرائيلية التي تحرس الحدود البحرية بين مصر وقطاع غزة.

وعادة ما ينجح الصيادون في اصطياد كميات وفيرة من الأسماك خصوصاً "المواطنة" من الشواطئ المصرية وجلبها بمراكبهم إلى القطاع وبيعها في الأسواق بعد رحلة محفوفة بالمخاطر والمعاناة.

واعتقل عشرات الصيادين من قبل قوات الاحتلال أثناء عودتهم من المياه المصرية وتم حجز مراكبهم في الموانئ الإسرائيلية بعد سحبها من مياه القطاع.

ويؤكد الصياد زياد الذي يصطاد داخل المياه المصرية أن نوعية الأسماك ووفرتها تشجعانه على الصيد وتحمل المخاطر، خصوصاً أنه يتمكن في الجولة الواحدة من اصطياد كمية لا يصطادها في شواطئ غزة طيلة شهر كامل.

واعترف بمواجهة مصاعب كبيرة أثناء رحلات الصيد خصوصاً من البحرية الإسرائيلية التي تراقب الحدود وتطلق النار على الصيادين، مشيرا إلى أنه يستعين بعدة محركات لتشغيل مركبه للتغلب على سرعة القوارب الإسرائيلية.