خبر أيمن خالد يكتب : باتريوت في الخليج العربي ... لماذا ؟

الساعة 08:53 م|31 يناير 2010

أيمن خالد يكتب : باتريوت في الخليج العربي ... لماذا ؟

 

لا أظن أن أمريكا تجرؤ ولو في الخيال على خوض حرب ضد إيران، كما يحاول الإعلام الأمريكي بلورة الصورة في الأذهان، وكأن الحرب قاب قوسين أو أدنى.

 

كما لا أظن أن أمريكا تستطيع استيعاب هزيمة جديدة لان الذي سيدخل هذه الحرب من خارج جغرافيا المنطقة سيكون خاسرا  بكل تأكيد، لان قرار بدء الحرب الجوية من الممكن اتخاذه لكن قرار فصل القوة البرية من غير الممكن الخروج به وفق كل معادلات جنرالات الحرب الأمريكان.

 

ببساطة هذه مجرد زوبعة إعلامية ستستمر لعدة أشهر، وقد تحشد أمريكا بعض القطع البحرية، والغواصات وغيره، ولكن واقع الحال أن أمريكا تستعد لاتخاذ قرارات مؤلمة بشأن أفغانستان، وهذه القرارات تتمثل في انسحاب قادم من ولايات الجنوب الأفغاني والانكفاء نحو كابول وبعض مدن الوسط.

 

ومثل هذا القرار سيبدو خطيرا ومؤثرا على السياسة الأمريكية التي ستبدو وقد انهزمت أمام طالبان بما يعني ذلك انتصار القاعدة وطالبان عليها،

 

وبالتالي لا تملك أمريكا إزاء هذه الخطوة القاسية غير ان تفتعل معركة وهمية وتعمل على شحن الأجواء العالمية بأن هناك معركة هي من الخطورة والأهمية هي اكبر بكثير من الركض يمينا وشمالا في كهوف تورا بورا وراء بن لادن ومن معه.

 

ربما الصورة الثانية التي يمكننا أن نستكشفها من هذا التضليل الإعلامي الكبير، وتتمثل في إعادة إنتاج مفهوم الردع الصهيوني داخل هذا الكيان، وعمليا هناك مسألة وهي محاولة ترميم لمفهوم الردع الصهيوني الذي عمليا يمكننا أن نصفه بأنه غادر جانب الردع الفعلي إلى جانب آخر وهو الردع النظري الذي يعمل الإعلام على تضخيمه فكل ما يريده قادة هذا الكيان أن يظهروا للعالم بأنهم ليسوا كلابا للسياسة الاستعمارية الغربية وإنما هم شركاء يملكون قرار المشاركة السياسية أيضا.

 

الرسالة الأخيرة من هذا الضجيج بينت أن الأنظمة العربية في الخليج لا تملك من أمرها شيئا وأنها آخر من يملك القدرة على الكلام وآخر من يتنفس.