خبر عورتا تصرخ في وجه المستوطنين والمواطنون يخشون المخططات المجهولة

الساعة 07:02 م|31 يناير 2010

فلسطين اليوم : نابلس والوكالات

يقضي سكان بلدة عورتا شرقي مدينة نابلس، ليلتهم بصحبة قلق متزايد من هجمات جديدة للمستوطنين، وما أن يلقي الليل ظلاله، حتى يتعاظم القلق، فكل شيء في تلك البلدة يحدث بصمت لا ينهيه سوى أصوات حافلات المستوطنين التي تجتاح البلدة بعد أن ينتصف ليلها. ويتذرع المستوطنون كعادتهم بأن الاقتحام هذه المرة لزيارة أضرحة أثرية يدعون أنها مقدسة بالنسبة لهم، إلا أن سكان البلدة يعتبرون ذلك مجرد ذرائع لاقتحام البلدة، وتنفيذ المزيد من الاعتداءات بحق المكان والسكان، خاصة أن المستوطنين لا يكتفون بمجرد "الزيارة" ويمارسون شتى أعمال العربدة في القرية العاشقة للهدوء الذي لا ينهيه سوى اعتداءات المستوطنين، والجار ثقيل الظل صاحب الألم المتواصل الذي يُسمى مستوطنة "إيتمار".

ويخشى سكان بلدة عورتا التي صادر الاحتلال الكثير من أراضيها أن يحاول المستوطنون فرض السيطرة الكاملة على البلدة من خلال أوامر عسكرية يفرضها جيش الاحتلال، بحجة وجود "اماكن دينية مقدسة لليهود" في ذلك المكان، كما حدث سابقا مع مقام "يوسف" في بلدة بلاطة في مدينة نابلس. حيث بقي الاحتلال متواجدا في ذلك المكان حتى بعد الانسحاب الإسرائيلي بموجب اتفاقيات السلام، وواصل المستوطنون زيارتهم إلى "قبر يوسف"، إلا أن اندلعت انتفاضة الأقصى، وانسحب الاحتلال من المقام. لكن زيارة المستوطنين تواصلت بشكل دائم بعد ذلك بحراسة الجيش، وهو الأمر الذي يخشى سكان قرية عورتا أن تشهد بلدتهم في ظل التصعيد الاستيطاني المتواصل.

ويؤكد شهود عيان أن اعتداءات المستوطنين الأخيرة على البلدة باتت تحدث ليس بحراسة جنود الاحتلال فقط، وإنما بمشاركة هؤلاء الجنود وضباط كبار في الاعتداءات، وهو ما يوحي للمواطنين بأن ما يتم تنفيذه هو مخطط إسرائيلي وليس مجرد اعتداء عشوائية.

ويؤكد الصحافي مازن عواد من عورتا، أن بلدته تعيش في الآونة الأخيرة أوضاعا بالغة الصعوبة، بفعل الاعتدءات المتكررة للمستوطنين، موضحا أن تلك الاعتداءات باتت تحدث بشكل كبير، كما أن المستوطنين يتعمدون القيام بأعمال تخريب واسعة في المباني والقبور. ويؤكد عواد أن البلدة تتعرض لاعتداءات دائمة وعادة ما تتم بحراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال.

وشهد الشهر الجاري آخر حلقات الاعتداء على بلدة عورتا عندما، اعتدى مستوطنون على مقبرة قرية عورتا وحطموا شواهد عدد من القبور، حيث اقتحم عشرات المستوطنين القرية برفقة العشرات من جنود الاحتلال بحجة زيارة مقام "العيزيرات" وهو مقام يعتقد المستوطنون انه لأحد حاخاماتهم، لكن تلك الزيارة غير المرحب بها من سكان بلدة عورتا سرعان ما تحولت إلى حملة جديدة للاعتداءات الاستيطاتنية، حيث حطم المستوطنون العشرات من شواهد القبور الخاصة بمقبرة القرية.

ويؤكد غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة ان المستوطنين المعتدين على قرية عورتا بشكل دائما عادة ما يأتون من عدة مستوطنات مقامة على أراضي محافظة نابلس، موضحا أن عملية الاقتحام لم تتوقف عند تحطيم شواهد القبور وإنما حطم المستوطنون أيضا باب المدرسة الرئيسي وكتبوا شعارات مناوئة مثل "الموت للعرب" ورسموا شعار نجمة داوود قبل مغادرتهم القرية.

وتؤكد منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان أن الاعتداء الأخير على قرية عورتا تم تنظيمه من قبل الحاخام حاييم رايخر، رئيس جمعية "يسود عولام"، وحملت المنظمة الجيش الاسرائيلي المسؤولية وتوجهت إلى النيابة العسكرية والشرطة وطالبت بفتح تحقيق في الحادث.