خبر مزارعون بيت حانون يقطفون القليل من الثمار مع كثير من الخوف والقلق

الساعة 06:35 ص|31 يناير 2010

فلسطين اليوم-وكالات

يلخص الـمزارع حسن وهدان (55 عاماً) واقع مهنة قطف ثمار الليمون بقوله "قليل من الثمار وكثير من الخوف والقلق"، وهو يشرف على القطاف في مزرعته القريبة من الـمنطقة الحدودية شرق بيت حانون، أمس.

بالقرب من السياج الحدودي تمركزت دبابة إسرائيلية مصوبة فوهة مدفعها باتجاه الأراضي الزراعية، لكن وهدان لـم يكف عن قطف بعض ثمار الليمون الـمتبقية على أشجاره، جراء تعرض أرضه للتجريف خلال فترات متباعدة منذ عدة سنوات.

وقال: إن بعض الأشجار سلـمت من أعمال التجريف السابقة، نذهب إليها بين فترة وأخرى لرعايتها وقطف ما تحمله من ثمار الليمون، وفي كل مرة نتعرض للخطر من هذه الدبابات.

وأضاف في حديث لـ "الأيام": إن ما يثير قلقه هو التهديد الإسرائيلي الأخير بعدم الاقتراب من السياج حتى مسافة 300 متر، مشيراً إلى أن هناك نحو 40 شجرة من الليمون تقع عند مسافة أبعد بكثير من 300 متر، لكنها تقع ضمن دائرة الاستهداف الإسرائيلية.

وبينما انهمك مزارعون آخرون يعملون بأجرة يومية لا تتعدى 30 شيكلاً في قطف الثمار ضمن مسافة لا تقل عن كيلومتر واحد غرب السياج، قال وهدان إنه يعلـم مدى الـمخاطر التي قد يتعرض لها هؤلاء الـمزارعون بسبب اقترابهم من الجدار الحدودي، ويتوقع أن عيون جنود الاحتلال الـمتمركزين في آلياتهم ترقبهم بتمعن شديد.

ويعتني وهدان الذي يسكن بالقرب من مكان عمله بأشجار الحمضيات، ويحاول إيجاد ما يمكن أن يكون بديلاً عن عمله في زراعة الأرض منذ نحو 30 عاماً.

وأوضح: أن الثمار لـم تعد كما كانت في الـمواسم الـماضية، بعد أن جرفت قوات الاحتلال الأرض، معرباً عن ارتياحه لبقاء نحو عشرة دونمات، من أصل نحو 50 دونما كان يقطف ثمار أشجارها سنوياً.

ويتباهى الـمزارع وهدان بثمار الليمون التي يقطفها مرتين أسبوعياً من الأرض الزراعية الخصبة في بيت حانون، وقال إنها أفضل أصناف الثمار نوعاً، مشيراً إلى ارتفاع أثمان الحمضيات قياساً بالسنوات الـماضية.

من جانبه، قال الـمزارع محمد أبو سالـم (50 عاماً) الذي يسكن في منطقة حدودية شرق بلدة حانون منذ عشرات السنين، إن ثمار الحمضيات غير وفيرة سواء هذا العام أو منذ نحو 8 أعوام مضت، قياساً بالـمواسم التي سبقت أعمال التجريف.

وأضاف: إن أغلب البيارات الـمجاورة للسياج تم تجريفها، ولـم يتبق سوى بعض الدونمات التي تبعد نحو كيلومتر عن السياج، معرباً عن امتعاضه من الـمضايقات التي يشعر بها الـمزارعون أثناء قطف الثمار والعناية بالأشجار.

ورأى أبو سالـم أن تعثر أعمال العناية بهذه الأشجار طيلة الـموسم، قلل إلى حد كبير من إنتاجها للثمار، مبدياً استياءه من واقع زراعة الحمضيات في بلدة بيت حانون، منذ بداية انتفاضة الأقصى.

ولفت إلى الـمخاطر التي تهدد عمل هؤلاء الـمزارعين بسبب أعمال قصف جوي متوقعة، أو إطلاق للنار في الـمناطق الحدودية.

وقال أبو سالـم الذي يعمل في الزراعة منذ عقود: إن قوات الاحتلال تواصل ممارساتها ضد الـمزارعين، مشيرا إلى أنهم بحاجة إلى تغيير جذري في ظروف عملهم الزراعي في تلك الـمناطق التي تسيطر قوات الاحتلال عليها تماماً.

ولا يملك أبو سالـم أرضاً زراعية، لكنه يعمل حارساً ومزارعاً في بعض البيارات التي تعود ملكيتها لعائلات الشوبكي وأبو عيدة.