خبر الأردن يعتقل عشرات الارهابيين-هآرتس

الساعة 11:12 ص|29 يناير 2010

بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف

الخطوط الرئيسة تتضح بالتدريج. في الوقت الذي يحدد فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاسرة الدولية "أسابيع"  لوقف البرنامج النووي الايراني وحرب التصريحات تتصاعد في جملة من الجبهات، فان جيران اسرائيل يسألون انفسهم في أي جانب من هذه المواجهة يريدون ان يكونوا ويتصرفون بما يتناسب مع ذلك. كل الدول العربية تدفع ضريبة كلامية للضائقة الفلسطينية. ولكن بينما تعانق سوريا ايران وحزب الله ينصت اكثر من أي وقت مضى لتعليمات طهران، فان مصر والاردن يبقيان على تنسيق أمني بالغ الاثر مع اسرائيل – وفي الحالة المصرية تتخذ حتى خطوات حادة ضد متطرفي المعسكر الفلسطيني.

وزير الدفاع ايهود باراك الذي يواصل كونه وزير خارجية عمليا، عاد اول أمس الى زيارة قصيرة لدى الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ. وهذه هي الزيارة السياسية الثانية لباراك في المنطقة في غضون اقل من اسبوعين بعد سفره الى تركيا في محاولة نجحت جزئيا في تهدئة الخواطر بين انقرة والقدس. وفي ضوء الطلب المصري الصريح اكتفى مكتب باراك ببيان سطحي بشأن محادثات "مثمرة ومعمقة" مع مبارك، ولكن بعيدا عن وسائل الاعلام تجد اسرائيل ومصر نفسيهما في شراكة مصالح آخذة فقط في الاتساع.

المصريون، كما يقول مسؤولون كبار في جهاز الامن يوافقون الان حتى بتأخير مع التشخيص الاسرائيلي – الامريكي في أن شيئا طيبا لن ينشأ عن مساعي القاهرة للمصالحة بين حماس في قطاع غزة وبين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. ادارة اوباما خشيت من ان يعزز اتفاق المصالحة حماس فقط على حساب حكم الرئيس ابو مازن ورئيس الوزراء سلام فياض وقد اوضح للمصريين بان الوحدة الفلسطينية ستلون الحكومة المشتركة بالوان حماس وتضع ايضا عائقا قانونيا. سلسلة قوانين اتخذت في الكونغرس الامريكي ستقيد الادارة بحيث لن تتمكن من أن تنقل حتى ولو دولار اضافي الى عباس وفياض ما أن يوافقا على قبول حماس كشريك. القاهرة لن تقول ذلك علنا، ولكن يبدو أن مبادراتها للمصالحة لفظت أنفاسها.

وحسب مصدر مصري، فان مساعي المصالحة توقفت لان "الظروف المحيطة لا تسمح بذلك". وحسب هذا المصدر، فان قرار حماس رد اقتراحات الحل الوسط المصرية بضغط من ايران وسوريا، يمنع كل تقدم نحو المصالحة. وبالمقابل، يحاول المصريون الان حث استئناف المفاوضات السياسية بين اسرائيل والسلطة حتى بوساطة غير مباشرة من الامريكيين. والى جانب ذلك تواصل مصر بناء "الحائط الحديدي" على حدود رفح بل والاهم من ذلك ربما مكافحة تهريب السلاح الى القطاع على طول الجبهة. المساعي الدولية الواسعة، من البحر الاحمر وحتى رفح، تعطي ثمارها. في الجيش الاسرائيلي يؤكدون بان حجم التهريبات انخفض على نحو كبير. نقطة التحول في العلاقات المصرية مع حماس وحزب الله وقعت في نهاية 2008 مع الكشف عن شبكة الارهاب والتجسس التي فعلها حزب الله في مصر وعملت ايضا في التهريب الى غزة ولكن يبدو ان دركا أسفل آخر يسجل هذه الايام.

الاردن هو الاخر الذي يحرص رسميا على التنديد بحكومة نتنياهو في كل مناسبة ولا سيما حول البناء في شرقي القدس، يبقي على تنسيق امني ناجع مع اسرائيل، على الحدود وفي مسائل حساسة اخرى. وقد تجسدت هذه الامور على نحو ملموس ايضا في التحقيق المكثف لمحاولة العملية ضد القافلة الدبلوماسية الاسرائيلية في الطريق الى جسر اللنبي قبل اسبوعين. حتى الان اعتقل عشرات المشبوهين، اعضاء الفصائل الاردنية المتماثلة مع القاعدة (الجهاد العالمي)، ولكن ايضا من كانوا على ما يبدو على اتصال مع حزب الله. امكانية اخرى هي ان تكون حماس بالذات، التي سبق أن عملت في الماضي في الاردن، هي المسؤولة عن زرع العبوة التخريبية للقافلة. علنا، يحرص الاردنيون على الايضاح بان الانشغال الاسرائيلي في القضية يتلخص في فحص ترتيبات الحراسة للدبلوماسيين.

الحصار الاسرائيلي المتواصل على القطاع، الى جانب الخطوات المصرية يضع قيادة حماس في غزة في ضائقة. فقد بدأ المصريون مؤخرا بتقييد خروج وفود كبار المنظمة في القطاع عبر معبر رفح. ولم يصل أي دولار من المال الذي وعد به لاعمار القطاع بعد انهاء حملة "رصاص مصبوب" قبل سنة  الى هدفه. والمنظمة تجد صعوبة في اظهار الانجازات في مجالات اخرى، رغم بقاء حكمها المركزي في القطاع حيا.

في الخلفية، تتواصل صراعات القوى داخل حماس بين قيادة الداخل في غزة وقيادة الخارج في دمشق. اغلب الظن بدأ مؤخرا رئيس المكتب السياسي في دمشق خالد مشعل في محاولة لاعادة تنظيم القيادة بهدف زيادة قوة الخارج على حساب الداخل. ويحتمل أن يكون هنا ايضا تعبير عن الفهم بان مبدأ الشورى الذي بموجبه ادارت المنظمة شؤونها منذ تشكلت في 1987، يجد صعوبة في التغلب على القطيعة الجغرافية التي فرضتها اسرائيل على القطاع وعلى ضعف حماس تحت ضغط السلطة في الضفة.

أين يضع كل هذا صفقة شليت؟ بعيدا عن العناوين الرئيسة وبقدر ما هو معروف ايضا ليس قريبا على نحو خاص من التحقق. منذ الحملة المكوكية الاخيرة للوسيط الالماني جيرهارد كونرد، في بداية الشهر، فان هذه الجبهة هادئة. الفلسطينيون يتهمون حكومة نتنياهو وكأنها تراجعت عن تفاهمات سابقة اما في اسرائيل فينتظرون مرونة في مطالب حماس. وبالقياس الى النشاط الكبير في فترة عيد الميلاد، فان الامور في مفاوضات شليت تبدو الان تعبة جدا. مصدر مصري قال هذا الاسبوع لـ "هآرتس": "بلورة صفقة هي مسألة قرار سياسي وليس مسألة نوعية الوساطة. اذا اراد الطرفان ذلك، فسيكون اتفاق قريب".