خبر المهم أن تكون-هآرتس

الساعة 11:08 ص|29 يناير 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

لا أذكر مرشحا لرئاسة الوزراء من حزب العمل، انتخب بحماسة على هذه الشدة مثل ايهود باراك في ايار 99. كثيرون، شبان في الاساس، جاءوا للتصويت، وافضل الكفاءات تجندوا للمساعدة. في حينه لم يكن سمينا مثلما هو اليوم، هالته كجندي بالاوسمة سارت امامه واكثر من ذلك "اثنوا وامتدحوا مستوى ذكائه العالي.

وترافق ومنافسته كل مشاهير الدولة. حفلات فاخرة، وعد فيها اغنياء الدولة بان حتى بعد أن ينتخب سيشارك في حفلات النصر التي ستجرى له، كما هو دارج في علاقات المجاملة بين الرؤساء الامريكيين والاغنياء الذين ساعدوه على ان ينتخب وكان هناك من شبه هذه الحماسة بالحماسة التي حظي بها جون كيندي.

ايهود اولمرت، الذي كان في حينه رئيس بلدية القدس، ظهر في بث عن العمل وصرح بان "باراك لن يقسم القدس". وهكذا وجه صدمة لشعار الليكود الذي كان هو جزء منه. اعضاء من العمل مثل عوزي برعام وداليا ايتسيك ساهموا غير قليل في تبني العمل له.

ولكن باراك لم يشارك في أي حفلة من حفلات النصر التي وعد بالمشاركة فيها. وفضلا عن ذلك، طلب اولمرت اللقاء مع رئيس الوزراء في شؤون مدينته، ولمفاجأته تلبث باراك في الاستجابة له. لدرجة ان اولمرت طلب من اليعيزر جوربين من "داحف" بل ومن الموقع أدناه حث باراك على استقباله في لقاء.

في موعد قريب من انتخابه في حينه دشن الفرد إكيروف مكتبه الفاخر ودعا الى التدشين الكبار والهامين بينهم منتخب الشعب. أغلق باراك على نفسه غرفة جانبية ودعا الى الحديث واحدا واحدا بعض من اعضاء العمل. ايتسيك خرجت من الحديث وهي تبكي: "سألني لماذا اعتقد اني ملائمة لان أكون في الحكومة". برعام، الذي اعطاه الدفعة كي يستقبل بأذرع مفتوحة في العمل، خرج من الحديث بوجه مكفهر وكشف لي بان باراك لا يريده في الحكومة.  باراك، الذي تطلع لان يكون اسحق رابين رقم 2، عمل كغر  او كما وصفه اوفير باز بينس الذي اعتزل مؤخرا من الكنيست، "هو لا يرى شخصا من مسافة متر"، ومنذ بداية ولايته اكتسب لنفسه كارهين في الحزب وحتى بين مؤيديه القريبين. الوحيد الذي قبله كما هو وصمد كان ولا يزال فؤاد الذي تبنى شعار "هو يعاني من كثرة العقل وهذا افضل من الغباء".

باراك طموح، فشل على مدى طريقه كرئيس للوزراء، هزم في حبكة من شارون بنصف مليون صوت – الهزيمة الاكبر لاي حزب في كل الازمنة. وبدلا من أن يأخذ المسؤولية ويبقى رئيسا للحزب كي يعيد بنائه ذهب ليصنع في سبيل بيته. اغنى، اقرب الى البنتهاوس في اكيروف، بيانوهان في منزله، سيطر باراك مرة اخرى على العمل، دفع هنا ودفع هناك على المنصة، بشكل عدواني جدا. اسألوا موشيه شاحل.

غير أن باراك لم يفهم بان شعبيته لم تأتي له كرئيس للعمل بل كوزير للدفاع. موشيه آرنس كوزير للدفاع اعترف ذات مرة على مسمع نحمان شاي بانه لا يفهم كيف يمكن لرجل متواضع مثله أن يحظى بتغطية اعلامية على هذا المستوى فأجاب شاي بان حقيبة الدفاع تعطي دفعة عالية من المكانة. وهذا يشرح لماذا يفضلون باراك كوزير للدفاع اكثر منه كرئيس للوزراء. لم يسبق أن كان سياسي بدأ بـ 19 مقعد، هبط الى 13 والان للعمل الفاخر 5 – 8 مقاعد. فقد فكك حزبه بكفاءة لا تقل عن كفاءته في تفكيك الساعات. اذا ما عاد ذات مرة الى رئاسة الوزراء فاني أهبل.

رصاص مصبوب كانت كفيلة بان تعتبر نجاحا. لولا انها طالت وكان الدمار فيها كبيرا جدا، لما كنا منبوذين في العالم. الحقيقة هي أن باراك اراد ان يوقف الحرب قبل ذلك ولكن اولمرت رفض، وعندما تسرب الامر في حينه الى "هآرتس" دعا اولمرت باراك ووبخه.

العلاقات بين بيبي وباراك وثيقة. لا يوجد يوم لا يتحدثان فيه. ولكن ليس واضحا من يؤثر على من. باراك يصادق على جامعة في أرئيل. وهو يقول: "حيثما نوجد سنبقى"، وكذا: "عدم وضع حدود واضحة بيننا وبين الفلسطينيين هو التهديد الاخطر على اسرائيل حتى من القنبلة النووية". ونفهم بقدر أقل فأقل ما الذي يريده باراك. مرة يقول انه فخور بان يكون عضوا في حكومة وافقت على دولتين للشعبين، ومرة اخرى يتبين بانه لا يكلف نفسه عناء وقف البناء في المناطق وازالة المستوطنات غير القانونية. وتحرير شليت – نعم بكل ثمن، او لا بكل ثمن؟

باراك هو رجل لامع وعسكري قوي، ولكنه ايضا رجل اعمال مجرب، حسب الملايين التي جمعها في وقت قصير جدا. يحتمل أن ييأس من الوصول الى رئاسة الوزراء. كل ما يريده هو ان يبقى وزيرا للدفاع، احلى منصب، حتى ولو تحت نتنياهو. المهم ان يكون – مع الكبش على الكتف مثل شارون.