خبر عصر جديد في القراءة-هآرتس

الساعة 11:06 ص|29 يناير 2010

بقلم: أسرة التحرير

في أوقات متباعدة فقط يكون صدور جهاز تكنولوجي جديد الى السوق يثير الاهتمام والترقب في ارجاء العالم. شركة "ابل" حظيت باهتمام عالمي كهذا مع الكشف عن حاسوب اللوح "آيباد" اول أمس، بعد اسابيع من التسريبات والشائعات عن المنتج ومضامينه.

لمؤسس ومدير عام "ابل" ستيف جوبس، توجد سمعة مؤكدة لمستثمر تكنولوجي احدثت منتجاته تغييرات في العلاقة بين الانسان والحاسوب (الفأرة ومنظومة التشغيل الجرافية)، في الاستماع الى الموسيقى (آيبود) والهواتف الخلوية (آيفون). المنتج الجديد أثار حب استطلاع جديد بسبب التوقع في أن يحدث تغييرا مشابها في عادات القراءة للكتب والصحف ايضا، التي ستنتقل من الورق المطبوع الى وسائل الاعلام الرقمية – مثلما حصل للصور، الالعاب، الموسيقى والافلام.

في السنة الاخيرة دخل الى السوق قارئو كتب الكترونيون مثل "امزون كيندل" و "سوني ريدر"، ولكنهما اعتبرا دميات للهواة ولم يخلقا بعد ثقافة قراءة جديدة. نجاح مبيعات كيندل في موسم الاعياد في الولايات المتحدة، ظهور الـ "آيباد" وظهور المنافسين الذين سيأتون في اعقابه يبشر على ما يبدو بالتغيير. الكتب الورقية كفيلة بان تصبح منتجات تصميم وعناصر لهواة جمع الاشياء، مثل الكاميرات الفيلمية واسطوانات الموسيقى ومكانها ستحتله حواسيب قراءة يمكنها أن تخزن مكتبات كاملة.

الانترنت والهاتف الخلوي احدثا ثورة في الاتصال الانساني الذي يعتمد اكثر من أي وقت مضى في التاريخ على اللغة المكتوبة. التوقعات بان يصفي التلفزيون القراءة تبددت. في القرن الواحد والعشرين يكتبون ويقرأون بريدا الكترونيا ويتغذون من الاخبار والاراء في الشبكة. الكتاب الرقمي الذي سيربط بالانترنت وبالشبكة الخلوية سيكون مختلفا عن الكتاب المعروف: ستدخل اليه توجيهات الى مواقع في الشبكة، عروض واشكال ودعايات ايضا.

التكنولوجيا الجديدة ستحدث تحولا ديمقراطيا في سوق الكتب وتسمح للكتاب غير المعروفين بالوصول بسرعة الى جمهور غفير دون التعلق بمنظومة الطباعة، التوزيع والتسويق للناشرين. معطيات "امزون" تشير الى نجاح تسويقي كبير لكتب مجهولة، نشروا ابداعاتهم بالمجان لمشتري كيندل.

القراء في العصر الرقمي سيتمتعون بقدرة كاملة وفورية على الوصول الى كل كتاب صدر في أي وقت وفي أي مكان. وستثور بالطبع مسائل معقدة تتعلق بحقوق الانتاج، النسخ والمردود وكذا ستظهر تكنولوجيات قراءة جديدة، مثلما حصل بالموسيقى الالكترونية والافلام التي تتطور الى ثلاثية الابعاد. كما أن الصحف ستحظى بفرصة ثانية من خلال قناة التوزيع الرقمية، التي ستحل بالتدريج محل النسخ المطبوعة.

على خلفية الثورة المقتربة في عادات القراءة فان الصراعات السياسية الجارية في اسرائيل حول "انقاذ" سوق الكتب والصحف المطبوعة تبدو كمعارك أخيرة لتكنولوجيا قديمة ستخلي مكانها قريبا لصالح ثقافة استهلاك مغايرة في قنوات توزيع جديدة. لا يمكن لاي مجموعات ضغط في الكنيست ان تعفي الصحف ودور النشر من التصدي للتحدي التكنولوجي الجديد.