خبر المصلحة الإسرائيلية- يديعوت

الساعة 10:57 ص|28 يناير 2010

 

بقلم: يورام بيري

رئيس معهد البحوث الاسرائيلية في جامعة ميريلاند

"لماذا لا يثني الاسرائيليون على اوباما؟ لماذا تعزون له نوايا سيئة تجاهكم؟" السائل، موظف كبير في الادارة الامريكية، سأل هذا قبل أن ترتفع اصوات هتافات الفرح من القدس في أعقاب خسارة الديمقراطيين في الانتخابات في مساشوستس. لم يجدِ نفعا تفسيري بان الاسرائيليين هم من المريخ واوباما من فينوس. وأن الاسرائيليين، وليس فقط في الجناح اليميني، مقتنعون بان لغة العلاقات الدولية هي لغة القوة فيما أن اوباما يفكر بمفاهيم اوروبية، يؤمن بالحوار، بالدبلوماسية وبالحلول المتفق عليها. "الا تفهمون بان تحقيق حل الدولتين يجب أن يكون اولا وقبل كل شيء مصلحتكم، وان هذا الحل آخذ في الابتعاد؟".

في الاسبوع الماضي، في ختام سنة على ولايته، اجمل الرئيس اوباما سياسته في الشرق الاوسط كفشل. في مقابلة منحها لمجلة "التايم" قال: "لو كنا قدرنا على نحو سليم المشاكل السياسية للطرفين، ما كنا لنرفع مستوى التوقعات الى هذا المدى العالي". رغم ذلك، من يعتقد بان من الان فصاعدا سيدس ملف الشرق الاوسط في الجارور السفلي لا يعرف الرئيس الامريكي ولا يفهم كيف يعمل فريق ادارته. اوباما هو لاعب كرة سلة، ولكن لديه طبيعة من يركض الى مسافات بعيدة. في الحملة الانتخابية ايضا كانت له لحظات محبطة للامال من التردي، ولكن نمطه في الرد على هذه الحالات ثابت: عض الشفتين وتشديد الجهد. رده غير متعجل، يوجد فيه حراك تكتيكي ولكن ليس التفاتة حدوة حصان. هذا ما سيحصل هذه المرة ايضا.

اوباما وفريقه يولون لاقامة دولة فلسطينية اهمية عليا. في نظرهم هذا مدماك تأسيسي، ضروري لمعالجة سلسلة من المسائل الحرجة في المجال الذي بين افغانستان وتركيا. ولهذا فانهم لن يتنازلوا بسهولة. فقدان الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ بالفعل اشعل ضوء احمر في قيادة الفريق الاستراتيجي لدى اوباما ولكن في موضوع الشرق الاوسط بدأت عملية توجيه السياسة قبل ذلك.

فقدان السنة الاولى سرع فقط التفكير المتجدد. وعلى نحو خاص بسبب الفهم بان الزمن قصير، وحتى الانتخابات التمهيدية في تشرين الاول 2010 فان الادارة ملزمة بعرض انجازات. وعليه، فالتفسير وكأن ادارة اوباما ستسحب يدها من الشرق الاوسط هو تفسير مغلوط. العكس هو المتوقع، استبدال خطوة وتسريع المسيرة.

ولكن اكثر مما ترغب البقرة في أن ترضع من المجدي للعجل أن يرضع. حيال العناد الفلسطيني يكسب نتنياهو النقاط في اللعبة الدبلوماسية باظهاره الرغبة في تحفيز بدء المحادثات، ولكن كثيرين جدا في واشنطن يقدرون بانه يفعل ذلك فقط كي يكسب النقاط في الرأي العام ومعني أقل حقا بالوصول الى تسوية مع الفلسطينيين. اذا كان الامر على هذا النحو حقا، فهذا خطأ مؤسف وذلك لان فشل المساعي الامريكية في السنة الثانية (رغم ان هذه المرة سيكون تشديد اكبر على الدبلوماسية السرية) سيخلق فراغا. وهذا سيدعو مبادرات اخرى، اقل راحة بكثير لاسرائيل.

وكانت لذلك مؤشرات منذ السنة التي مرت، مثل المبادرة الاوروبية للاعتراف بشرقي القدس كعاصمة للفلسطينيين، تأييد لخطة فياض التي تستهدف اقامة دولة فلسطينية بعد سنتين، حل دولي مفروض، وتوجد ايضا مبادرات اخرى. كل واحدة من هذه ستكون اقل راحة بكثير لاسرائيل من اقتراح التسوية الذي يتبلور في واشنطن، والتي كان يمكن للرئيسين بوش وكلينتون ان يوقعا عليها. عن امكانية موجة عنف فلسطينية اخرى ورد فعل اسرائيلي يقلص اكثر فأكثر شرعيتنا الدولية، من الافضل الا نوسع الحديث.

اوباما فشل حتى الان في معاملته لاسرائيل. فهو لم ينجح في اقناع معظم الاسرائيليين بان اسمه الاوسط لا يدل على نواياه الدفينة. ولكن كثيرين في الطبقة السياسية الاسرائيلية يفشلون في أنهم لا يفهمون بان نجاحه هو مصلحة اسرائيلية صرفة. اذا أفشلنا جهوده في تقدم المسيرة السياسية الجديدة ستتعزز في الساحة قوى صداقتها موضع شك اكبر بكثير.