خبر معاداة السامية -إسرائيل اليوم

الساعة 10:49 ص|27 يناير 2010

بقلم: ليئور الفروبيتش

 (المضمون: بعد 65 سنة من تحرير اليهود من معسكرات الابادة ما تزال توجد اتجاهات في العالم الغربي معادية للسامية ولاسرائيل تدعوا الى القضاء على دولة اسرائيل  - المصدر).

احدى الحكم العالمية المهمة في عصرنا ولدت في سنة 1948 على صورة "وثيقة الامم المتحدة لمنع جريمة قتل شعب والمعاقبة عليها". كالاعتراف بالحاجة الى وجدان حل قومي للشعب اليهودي، كانت هذه الوثيقة أيضا نتاج المحرقة. فالفظائع التي تم كشف النقاب عنها في المحكمة الدولية في نيرنبرغ اوجبت ردا اخلاقيا عالميا. ردا يعبر من جهة عن الزعزعة لتنفيذ قتل شعب، ويقيم من جهة أخرى حاجزا دستوريا أمام فعل مشابه في المستقبل. أفضت هذه الوثيقة الى سن قانون يوجب تدخلا من الفور لكل دولة تشهد قتل شعب من أجل وقفه.

        الواقع مختلف بالفعل. فحتى لو كان تنبعث رائحة قتل شعب او تبدو كذلك فان دول العالم تحظر جدا أن تعلنه بأنه كذلك لان الاعلان يعني التزام التدخل. ولا تهب الدول الى التدخل في شؤون دول أخر، ولا سيما اذا كان الحديث عن الساحة الخلفية للعالم الغربي.

        من المحقق ان يوم الذكرى العالمي للمحرقة استمرار لهذا التوجه. ان مبادرة وزير الخارجية سلفان شالوم المباركة، الى اقرار يوم يكون كله توحدا عالميا مع ذكرى المحرقة التاريخية وضحاياها اليهود كانت انجازا لا يستهان به يؤثر كثيرا في تخليد المحرقة في العالم، لانه يمكن من وجود قاعدة تشتمل على العالم كله للتعاطف عند دول كثيرة مع أفظع مأساة انسانية في التاريخ.

        بيد انه يحسن أن نتذكر ان معاداة السامية لم تختف من العالم في ذلك اليوم 27 كانون الاول 1945، حينما فتح جنود سوفييت أبواب معسكر الابادة اوشفيتس – بركناو، بل غيرت صورها فقط. فان بعضا منها ظلت ذات خصائص معادية للسامية قديمة، كتلك التي تظهر في عيد الأنوار في صورة شمعدانات محطمة، ويظهر بعضها في صورة افتراءات تجعل اليهود مسؤولين عن الأزمة الاقتصادية وأزمات أخر، وكل دولة بحسب وجهة نظرها.

        ان جزءا من اظهار معاداة السامية معروف اليوم ايضا على أنه "معاداة للصهيونية". وكأنه لم يعد الحديث عن مقاومة محددة لليهود كشعب بل عن مقاومة لمطامحهم الى المناطق "فقط". هذه هي الأرض العكرة التي يجد أنفسهما عليها طاغية ماركسي مثل هوغو تشفاز وطاغية اصولي مثل احمدي نجاد. فهما يخطوان مشبكي الذراعين في نضالها للاستعمار الصهيوني، في حين تعززهما جوقة مثقفين زائفين بنشيد صارخ يدعو دائما الى القضاء على دولة اسرائيل.

        في عالم مطلع 2010 اصبحت معاداة السامية سلعة ساخنة. ورمزا بارزا للثوريين والمنافقين. قد تكون الكلمات ملفوفة بكساء أكاديمي ونقدي، لكن الرسالة التي تصرخ من بين السطور لا تفهم على وجهين وهي ان القضاء على دولة اسرائيل هو أيضا القضاء المادي على جزء كبير من الشعب اليهودي.

        بعد 65 سنة من الكشف عن الفظاعة وقبول أمم العالم التي تسمي نفسها مستنيرة على نفسها ان تمنع تكرار قتل شعب مهما يكن يواجهها تحد جديد. فاليوم كما كانت الحال آنذاك، يعلن وبلغة واضحة بينة زعيم دولة عضو في الامم المتحدة بطموحه الى القضاء على دولة أخرى. ولذلك سيحسن اولئك القادة الصنع اذا شاركوا في مسيرات الذكرى ووجهوا عيونهم لا الى الماضي النازف فقط بل الى ايامنا نحن ايضا.