خبر توجهات جديدة معوجة في النظر للمحرقة- إسرائيل اليوم

الساعة 10:48 ص|27 يناير 2010

بقلم: ايزي ليبلار

 (المضمون: الاتجاه الذي يسود كثيرا من الدول اليوم في شأن ذكرى المحرقة اليهودية هو التسوية بين اليهود من ضحايا المحرقة وبين النازيين منفذي المحرقة - المصدر).

حتى السنين الاخيرة مول مشروعات تخليد المحرقة يهود يحدون على اخوتهم القتلى. واليوم جعلت حكومات ديمقراطية كثيرة موضوع تخليد المحرقة أداة تربوية من أجل التربية للاخطار التي تنبع من العنصرية ومعاداة السامية المنفلتتين. فبريطانيا مثلا واحدة من عدة دول غربية سنت يوما سنويا خاصا لتخليد المحرقة.

        برغم ذلك، وعلى خلفية الجو القابل للانفجار لمعاداة اسرائيل ومعاداة السامية، يحرف العائبون على اسرائيل ذكرى المحرقة وقصة محاولة ابادة الشعب اليهودي من اجل تسويد وجوه ذرية الضحايا من الاسرائيليين. لقد دفع رئيس ايران أحمدي نجاد انكار المحرقة الى ذرى جديدة وأصبح عنصرا رئيسا في حملات معادية للسامية وفي جهود لتنفيذ سلب اسرائيل شرعيتها وبخاصة في دول مسلمة.

        الجانب الايجابي هو ان انكار المحرقة في دول غربية، في مقابلة ذلك، لا يسير في زخم ولا يحتل مكانة مركزية. في واقع الامر يعد المنكرون على نحو عام غريبي الاطوار او بهلوانين، ويمتنع معادو السامية المختصون على نحو عام من انكار صريح لانهم يدركون ان الامر سيسلبهم الثقة بهم. لهذا فهم يهود كثير ان الانفاق على مطاردة منكري المحرقة في دول ديمقراطية هو خطأ. فذلك يجعلهم ضحايا ومقدسين معذبين في ظاهر الامر، ويفضي ذلك الى نتيجة تعاكس المراد.

        وعلى نحو أشد غرابة، بدأت دول مسلمة تقوم في مقدمة جبهة انكار المحرقة تستعمل الحالات التي أثم فيها منكرو المحرقة على أنها سابقة لتسويغ مطاردة قانونية لمنتقدي الاسلام المتطرف. وقد أجازت الجمعية العامة للامم المتحدة قرارات في هذا الشأن.

        ازاء الوضع الذي وصف آنفا فيما يتصل بذكرى المحرقة، يواجه الشعب اليهودي تحديا جديدا عليه ان يواجهه: تحريف ذكرى المحرقة وجعل الضحايا مذنبين. نشر أول بحث منهجي لهذه الظاهرة في المدة الاخيرة في كتاب الدكتور منفرد غريستنفيلد "الاساءة الى ذكرى الكارثة: تحريفات وردود".

        يتناول غريستنفيلد محاولات دول اوروبية ما ان تعرض أنفسها على انها ضحايا المطاردة النازية للتهرب من الاعتراف بأن مواطنيها تعاونوا مع النازيين، او شاركوا مباشرة في قتل جمعي لليهود. على سبيل المثال، كانت النمسا حتى "قضية فيلدهايم" معروفة باصرارها على انها كانت ضحية للنازيين، ولم تشارك في المخالفة. ومن الحقائق المعلومة ان اكثر النمساويين كانوا متعاونين متحمسين مع النازيين.

        ويصح الامر كذلك على الدول البلطيقية التي تشتمل على دول الابادة النازية وعلى الجرائم التي نفذها السوفييت للامتناع من مواجهة ماضيها المعوج: فالمتعاونون مع النازيين وقتلة اليهود فيها لم يحاكموا قط.

        لكن أقبح الظواهر بين الاتجاهات السائدة اليوم في شأن المحرقة هي الموازنة بين الاسرائيليين من نسل الضحايا الذين يدافعون عن انفسهم وبين النازيين. بدأ هذا التوجه المحرف في السبعينيات، بقرار الامم المتحدة، بتأييد سوفييتي، الذي سوى بين الصهيونية والعنصرية. وسع هذا النهج الان وطور تحت قيادة رجال دعاية معادين لاسرائيل من العرب وغيرهم. الشعار الآثم الذي يكررونه مرة بعد اخرى هو أن "الضحايا اصبحوا مجرمين". والمفارقة كبيرة الى حد أن يوم ذكرى الكارثة في دول ما وسع لتخليد "قتل الشعب الفلسطيني".

        الدليل على نجاح هذه الجهود لتسويد وجوه الاسرائيليين وانهم نازيون واتهامهم بتنفيذ جرائم حرب، يكمن في التهديدات المكرورة باعتقال زعماء وضباط اسرائيليين في بريطانيا وأماكن اخرى.

        في أيام المحرقة غلغل وزير الدعاية النازي، جوزف غبليز، حيلة تكرار الاكاذيب مرة بعد اخرى الى ان يقبلها الجمهور على أنها حقيقة. والمحزن هو انهم يستعملون حيلة مشابهة اليوم لاحداث فرية دم جمعية على دولة الشعب اليهودي.