خبر الحياة في المانيا -معاريف

الساعة 10:44 ص|27 يناير 2010

بقلم: يغئال افيدان

 (المضمون: عشية يوم الكارثة الدولية بوسع يهود ألمانيا تفكيك الحقائب. قد تكون اسرائيل في قلبهم، ولكن لا يحق لها التدخل في حياتهم الخاصة - المصدر).

مرت 14 سنة منذ أثار الرئيس الاسبق عيزر وايزمن عاصفة كبرى حين دعا اليهود الى مغادرة المانيا والعودة الى وطنهم اسرائيل. عشية يوم الكارثة الدولي عاد رؤساء الطائفة الى ذات القاعة في الكنيس السابق في برلين كي يستقبلوا الرئيس الحالي لدولة اسرائيل. ولكن شمعون بيرس وجد طائفة يهودية اخرى – طائفة اكثر ثقة بنفسها بكثير، ترى في اسرائيل شريكا وليس وطنا. رئيسة الطائفة اليهودية في المانيا، شرلوتا كانبلوخ، وان كانت رحبت بالرئيس بالعبرية، الا انها قالت بالالمانية ان المانيا لم تعد محطة انتقالية اخرى، بل تصبح بالتدريج، مرة اخرى، وطنا. اما رئيس طائفة برلين التي هي الاكبر في المانيا فشدد على ان اليهود لا يخافون العيش في المانيا وانهم يحظون هنا بالعون الكامل من السلطات. اسرائيل هي شريك حقيقي، ولكنها شريك متساوي الحقوق لا يتدخل في حياتهم الخاصة.

        المانيا هي وطنهم، ولكن رؤساء الطائفة اليهودية يشددون في كل مناسبة بانهم يشعرون ايضا كممثلين لدولة اسرائيل – كون العديد من الالمان يرونهم هكذا على أي حال. كما أنه كان يسرهم ان يكونوا جسرا لتحسين العلاقات بين الدولتين، فقط لو أن اسرائيل كانت ستطلب منهم ذلك. ولكن التضامن مع دولة اسرائيل ليس دفع خاوة لقاء الحق الاخلاقي للعيش في المانيا. ذات مرة كان يهود المانيا يخجلون من ذلك أم لم فلم يعودوا يخجلون – وعلى أي حال فان هذا لا يهم حقا معظم الاسرائيليين.

        ومع ذلك، فان بعضا من رؤساء الطائفة في المانيا خشوا هذا الاسبوع من أن يدعوهم الرئيس بيرس هو ايضا الى حزم الحقائب. في المقابلة الصحفية قبيل الزيارة قال ان اسرائيل هي المكان الافضل لليهود، وسأل الطوائف اليهودية لماذا "تعيش في الظل اذا كان يمكنها أن تعيش في الشمس". صحيح أن يهود المانيا يتجمدون حقا من البرد في هذه الايام، ولكنهم يريدون أن يقرروا بأنفسهم كم من الشمس يحتاجون. اكثر من كل شيء فانهم حقا لا يحبون ان ينبش الاسرائيليون في هوية زوجاتهم والاستيضاح اذا كانت الام ايضا يهودية وليس فقط الاب يهودي. في المانيا هذا موضوع خاص تماما.

        خلافا للماضي، فان اليهود في المانيا يجدون ملجأ دافئا في جملة من المنظمات اليهودية، من الليبرالية وحتى الاصولية. وهم لا يخشون التزين بنجمة داود وبالاساس: يتعاطون مع هويتهم اليهودية وبقدر أقل مع الكارثة واللاسامية. وبدلا من مطاردة الصلبان المعكوفة فانهم يذهبون الى المهرجانات الثقافية اليهودية، يقرأون الكتب عن الصهيونية، يشعلون شموع الانوار في بوابة برندنبرغ، يتوجهون الى حفلات اليهود ويثرثرون قليلا بالعبرية. وهم يسافرون لالتقاط اشعة الشمس في تل ابيب او في ايلات وشراء الهدايا في البلدة القديمة في القدس. بعضهم يشتري شقة في اسرائيل رغم أن رفاقهم الاسرائيليون يفضلون الاستثمار في العقارات في برلين.

        المانيا قد تكون بيتهم ولكن بالتأكيد ليس وطنهم. يكاد لا يكون أي يهودي هنا يصف نفسه المانيا. كل المبادرات لتغيير اسم المنظمة الام لليهود في المانيا الى "المنظمة العليا لليهود الالمان" ردت ردا باتا. وفقط قلة من اليهود حقا يتجندون لجيش المانيا. معظمهم يفكرون التملص او القيام بخدمة مدنية (ربما لانهم لا يسمونها هنا "خدمة وطنية". اسرائيل هي في افضل الاحوال بيتهم الصيفي – حتى في الشتاء الاكثر برودة.