خبر من هم أصحاب القبعات الحمر في الخليل؟!

الساعة 07:49 ص|27 يناير 2010

من هم أصحاب القبعات الحمر في الخليل؟!

فلسطين اليوم-الخليل

المكان الأكثر توترا في الضفة الغربية هو بلا شك البلدة القديمة في الخليل. فمنذ سنوات والبلدة شبه فارغة من سكانها الفلسطينين. وجعلت تحرشات المستوطنين ودوريات الجيش الاسرائيلي الاحتكاكات يومية مع الاهالي.

وسط هذا التوتر يشاهد مجموعة من الاجانب يرتدون قبعات حمراء، ويتجولون في المدينة لحماية الاهالي من التحرشات.

بعضهم جاء من الولايات المتحدة او من كندا او من الدول الاوروبية ويسمون انفسهم بفريق السلام المسيحي، ويتمركزون يوميا في نقطة التماس الاكثر حساسية في المدينة عند الحرم الابراهيمي ومن أولوياتهم حماية طلاب المدارس من تحرشات الجنود أو المستوطنين المتشددين.

هناك إلتقيت مع احد النشطاء من ذوي القبعات الحمراء وهو درو هربيرت الذي قال " نحن نقف في الصباح لتأكد ان طلاب المدارس يمارسون حقوقهم بالمرور ، ففي مرات عديدة تفتش حقائبهم وقد يتحرش بهم الجنود ويجعلون حياتهم صعبة، وما هم إلا تلاميذ مدراس".

و بينما كنت أتحدث مع هربيرت القادم من الولايات المتحدة، قاطعنا جندي اسرائيلي رافضا استمرار المقابلة.

وقد أكد لي هربيرت ان هذا الازعاج لا يقارن مع ما يواجهه اهل المدينة يوميا. غادرت المكان الذي امتلأ بالجنود واتجهت إلى اسواق وازقة البلدة القديمة.

اللافت كان وجود أسلاك حديدية اشبه بشباك الصيد فوق السوق. النشطاء شرحوا لي كيف يرمي المستوطنون المتشددون القاذورات على المارة ولهذا تم وضع هذه الشبكة فوق السوق للحماية.

قالت لي ناشطة أجنبية: " أزقة البلدة القديمة الضيقة ليست آمنة. المستوطنون يرمون الحجارة والقاذورات على المارة".

فجأة تدفق العشرات من الجنود في السوق الفلسطيني وكان المشهد إلى حد ما مخيفا لما كانوا يحملون من اسلحة، الامر الذي بدا عاديا بالنسبة للقلة التي كانت في السوق، فأحد المارة قال لي إن هذا شيء عادي في البلدة القديمة.

 

أحد المقاهي مكان لتجمع النشطاء مع الاهالي الذين يبلغونهم بالتحرشات والاعتقالات التي تجري. المقهى، الذي يحمل إسم حنضلة، أشبه بغرفة عمليات تجمع الاهالي مع النشطاء الذين بدورهم يسجلون كل ما يجري، وفي حال وقع احد الاهالي في مأزق فإنه يتصل بهم وفورا يتحركون إلى عين المكان لمحاولة تخليصه والقبعات الحمراء هي الاشارة التي تميزهم عن المستوطنين والاهالي الفلسطينين.

وعندما سألته عن دور هؤلاء الأجانب قال صاحب المقهى اسماعيل الطل "هم يساعدونا كثيرا في إحياء البلدة القديمة من خلال منع استفزازات الجنود الذين عندما يرون أجانب يخافون ولا يتعاملون بحدة مع المواطنين".

الاجانب يعيشون في الخليل ولديهم منزل متواضع للمبيت وهو غرفة عملياتهم حيث يسجلون ما يحدث ويرسلون تقارير وصور الاعتداءات.هاتف المنزل يرن باستمرار لتلقي استغاثة الفلسطينين.

بوليت شرودر معلمة من الولايات المتحدة وتعيش في الخليل منذ سنة ويبدو انها تعرف العديد من الناس وتعرف ماذا يدور في البلدة القديمة. كلما مرت بأحد السكان تحدثت معه وان كان حاجز اللغة صعب إلا ان الطرفان يحاولان ايصال المعلومة.

بينما كنت اتجول معها مررنا بأحد المتاجر القليلة التي كانت مفتوحة وهناك كانت بعض النسوة اللواتي صممن على البقاء في البلدة القديمة وعدم مغادرتها فاكثر من ثلثي السكان غادروا.

وبوليت تحاول ان تخفف عليهن وتسمع الشكوى والقصص المختلفة عما يجري في المدينة.

سألتها ان كان الاهالي يمتعضون منها لانها امريكية والفلسطينين عموما غير راضين عن السياسية الامريكية الخارجية فقالت " أشعر أن الناس لديهم مشكلة مع حكومتنا ولكن عندهم امل بأوباما رغم انه لم يلب طموحاتهم ولا اشعر بأي كراهية لانني امريكية لان الفلسطينين يحبون الشعب الامريكي ولكن ليس حكومتنا".

يذكر أن اسرائيل تسيطر على البلدة القديمة في الخليل فيما تسيطر السلطة الفلسطينية على بقية مدينة الخليل. أما الحرم الابراهيمي فقد تم تقيسمه بين المسلمين واليهود بعيد قيام مستوطن يهودي متشدد بقتل العشرات من المصلين الفلسطينين عام 1993.

ويسيطر المستوطنون على بعض المنازل داخل البلدة القديمة ومنذ سنوات طويلة يهاجم بعضهم الفلسطينين.

ويحاول الجيش الاسرائيلي أحيانا الفصل بين الجانبين عن طريق تقسيم التجمعات واغلاق بعض الازقة والاروقة. فمنذ بداية الانتفاضة قبل تسع سنوات والبلدة القديمة اصبحت بؤرة توتر ولا تزال.