خبر غزة: تفاقم معاناة المحاصرين جرّاء أزمة انقطاع الكهرباء

الساعة 05:45 ص|27 يناير 2010

فلسطين اليوم : غزة والوكالات

فاقمت أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يومياً من معاناة المواطنين الذين يعيشون في حصار خانق ومستمر منذ أربعة أعوام.

وبدأت الأزمة التي ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية بسبب توقف محطة التوليد جزئياً عن العمل نتيجة نقص السولار تلقي بآثارها السلبية على مختلف أوجه الحياة الفلسطينية في غزة .

وحذرت سلطة الطاقة الفلسطينية من توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة  في غزة عن العمل بشكل تام غداً بسبب نفاد السولار الصناعي اللازم لتشغيل المحطة .

وأوضح المهندس كنعان عبيد نائب رئيس سلطة الطاقة في محافظات قطاع غزة أن أوقفت مولداً واحداً وستوقف المولد الثاني والأخير غداً في حال استمر الاحتلال بمنع إدخال الكميات المطلوبة من السولار.

الحاجة أم حسام فروانة ,والتي اشتكت من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تمتد إلى 12 ساعة، أبدت استياءها الشديد من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متلاحق مما أدى إلى تلف عدة أجهزة كهربائية في المنزل موضحة أنها تضطر في بعض الأحيان لإعداد الخبز في منتصف الليل كون الكهرباء تقطع معظم ساعات اليوم.

وأشارت إلى أنها تخشى من استمرار أزمة الكهرباء كما كانت في عام 2006 حيث كان يستمر الانقطاع لأيام عديدة، مطالبة الاتحاد الأوروبي بالتدخل لوقف الأزمة الحالية والتي قد يؤدي استمرارها لحدوث كارثة إنسانية.

ويوافقها الرأي المواطن أحمد العجيلي الذي كان يقف أمام بيته يحمل خرطوم المياه ليصعد به إلى سطح المنزل كون المياه لا تصل إلا بتشغيل "ماتور" المياه، وأوضح أنه يضطر إلى إجراء هذه العملية بشكل يومي كونه يعيش في الطابق الرابع ولا تصل المياه إليه بدون وجود الكهرباء , موضحاً أن أزمة انقطاع التيار الكهربائي باتت هاجساً يؤرق جميع المواطنين.

وطالبً سلطة الطاقة بوضع حد لهذه الأزمة وإنهاء المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة .

خسائر مادية

أما التاجر إبراهيم سالم صاحب شركة سالم للمواد الغذائية أكد على أن الخسائر التي تتكبدها شركته منذ بداية انقطاع التيار الكهربائي حتى الآن بلغت  20 ألف شيقل، لافتاً إلى أن معظم الثلاجات الموجودة في الشركة ذات حجم كبير تحتاج لمولدات كهرباء بشكل دائم .

وأوضح أنه بعد انقطاع الكهرباء لمدة 12 ساعة تلفت معظم المواد الغذائية الموجودة في الثلاجات مما اضطرهم إلى إعدامها، مؤكداً أنه يتعرض بشكل يومي إلى خسائر كبيرة.

 

وقال :" معظم المولدات الكهربائية الموجودة في الشركة تلفت كونها لا تستوعب أحجام الثلاجات ".

ولم تختلف معاناة المواطن عماد العجلة, الذي أشار إلى أنه يحتاج الكهرباء بشكل مستمر كونه يمتلك شركة لبيع المواد الغذائية ولا يستطيع أن يوقفها عن العمل, موضحاً أنه بحاجة لجودة كبيرة للمواد الغذائية الموجودة لديه لذلك يعمل على تشغيل المولدات الكهربائية.

ويرى أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي أثرت بشكل كبير على جميع المواطنين ولم تتوقف معاناتها عند شخص دون الآخر, لافتاً إلى أنه يضطر لاستهلاك كميات كبيرة من السولار عند تشغيل المولدات الكهربائية، خاصة وأنها تعمل أكثر من 12 ساعة في اليوم.

وطالب العجلة الاتحاد الأوروبي وشركة الكهرباء وسلطة الطاقة بتحسين حالة الكهرباء لأنها معاناة للجميع, مؤكداً أن استمرار انقطاع التيار الكهربائي سيتسبب في كارثة كبيرة للتجار والمواطنين.

ومع اشتداد البرد في فصل الشتاء تتفاقم معاناة المواطنين لاسيما المرضى والأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض الصدرية الذين يحتاجون أجهزة التنفس باستمرار .

المواطن خالد عبد العاطي, الذي اضطر إلى شراء مولد كهربائي بحجم 3 كيلو, أشار إلى أنه لا يستطيع تشغيل أجهزة التدفئة بهذا المولد لأن هذه الأجهزة تحتاج لقوة كهربائية عالية, مبيناً أن موجات البرد في فصل الشتاء لا ترحم أطفاله الصغار.

وناشد الجهات المختصة والمؤسسات الحكومية بالعمل على إيصال قضية الكهرباء للرأي العام العالمي للنظر إلى المعاناة التي يعانيها سكان غزة في ظل تشديد الحصار.