خبر غزة:الخسائر الزراعية لفيضانات وادي غزة تقدر بأكثر من مليون دولار

الساعة 02:39 م|26 يناير 2010

غزة: مسؤول يقدر الخسائر الزراعية لفيضانات وادي غزة بأكثر من مليون دولار

فلسطين اليوم- غزة

حذر وزير الزراعة في حكومة غزة ، من تكرار الاحتلال لجريمته بفتح سدود وادي غزة بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، مؤكداً أن الاحتلال تعمد افتعال كارثة بيئية ومائية وتدمير الحياة الزراعية في مناطق"الوادي وجحر الديك والمغراقة" وسط قطاع غزة.

 

وأشار الدكتور محمد رمضان الأغا، أن الاحتلال على مدار الثلاثة عقود الأخيرة لإغلاقه وادي غزة، استهدف منع تغذية الخزان الجوفي للقطاع ، لافتاً أنه كان يلقى مواد مشعة وسامة في الجانب الشرقي لبداية مجرى وادي غزة أدت إلى تلويث المياه والتربة حتى وصلت إلى مياه البحر مع فيضان الوادي.

 

جاء ذلك خلال ندوة متخصصة نظمتها وزارة الزراعة، الثلاثاء (26/1) بعنوان "الأضرار الزراعية والبيئية لفيضان وادي غزة"، وذلك بحضور الوكلاء المساعدون والمدراء العامون بالوزارة وعدد من المختصين والمهتمين في شئون المياه والبيئة والزراعة.

 

وأكد الأغا أن خسائر القطاع الزراعي، المباشرة وغير المباشرة، فاقت المليون دولار من جراء فيضان وادي غزة، مشيراً أن وزارته استنفرت طواقمها الفنية والإدارية، لحصر الأضرار التي شملت تخريب مئات الدونمات من الأراضي الزراعية، إضافة إلى نفوق مئات الحيوانات من أبقار ومواشي وجمال، وتدمير أكثر من 1000خلية نحل، عوضاً عن الأضرار التي حلت بالتربة والمياه الجوفية نتيجة تدفق المخلفات الكيماوية عبر الوادي ونزوحها إلى البحر، والتي من شأنها أن تضر بالحياة البحرية للأسماك أيضاً.

 

من جهته استعرض نزار الوحيدي مدير السياسات والتخطيط بالوزارة، الأضرار البيئية التي تسبب فيها حجز مياه وادي غزة والتي جاءت نتيجة بناء مجموعات من السدود التعويقية والتخزينية وأنظمة تحول المياه داخل فلسطين المحتلة،  الأمر الذي ترتب عليه العديد من المشاكل البيئية بما لها من آثار مختلفة سواء على الصحة العامة أو المياه الجوفية أو التنوع الحيوي.

 

وبين الوحيدي  أن أهم هذه المشاكل البيئية هو تحول وادي غزة إلى مستنقع لمياه مجاري المنطقة الوسطى وبالتالي موطنا لتوالد البعوض، وتسرب مياه المجاري للخزان الجوفي وتلويثه بالنترات، لافتاً إلى منع المياه العذبة من المرور عبر الوادي وتغذية الخزان الجوفي، بالإضافة إلى جفاف المناطق الرطبة والتي كانت تغذي المياه الجوفية وتجددها سنوياً ، وتملح الآبار المحيطة بمجرى الوادي والتي كانت تتغذى من مياه الجريان السنوي، عوضاً عن  تحول خطوط الطيران لملايين الطيور المهاجرة من غزة إلى الشرق بعد جفاف الوادي.

 

وقال: "أن تدفق ملايين الأمتار المكعبة من المياه أدى  إلى ارتفاع منسوب المياه في المجرى لما يزيد على 4  أمتار، حيث حملت المياه الغبار والطين والتربة المنجرفة والصخور مختلفة الأحجام التي غمرت المحاصيل والبساتين وغمرت الأراضي المحاذية لمجرى الوادي كما لوثت التربة المجرفة وما تحمله من عوالق البحر المتوسط قبالة غزة لعمق يقدر بحوالي 2 ميل أي ثلثي منطقة الصيد التي يتم الصيد فيها".

 

يشار إلى أن مساحة تقدر بنحو 400 دونم من الأراضي الزراعية، تعرضت للغمر بالمياه وانجراف التربة واقتلاع الأشجار، فيما نفقت المئات من الأبقار والأغنام والإبل، بالإضافة إلى الدواجن والمنشئات الزراعية والمحاصيل المخزنة والأعلاف، والأعمال الزراعية الأخرى كشبكات الري وتمديدات الكهرباء والآبار وخطوط نقل المياه  والأبنية الخاصة بتخزين الغلال والأعلاف ومزرعة دواجن بياض.