خبر لا مفاجآت -يديعوت

الساعة 10:05 ص|26 يناير 2010

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

 (المضمون: قانون اعفاء المستوطنين من مخالفاتهم في اثناء الاحتجاج على فك الارتباط ليس مفاجئا اذ ان هذه هي السياسة القائمة في اسرائيل تجاه اليمين الاستيطاني  - المصدر).

في افلام هوليوود يأتي احيانا البطل او البطلة الى البيت في ختام يوم عمل طويل، او يدعى فجأة الى غرفة الزعيم. لا يشكان في شيء. يفكران بشيء آخر – في جدول داو جونز مثلا. وما أن يفتحا الباب حتى يجدان جمعا غفيرا من الاصدقاء وافراد العائلة يتجمعون حول كعكة ويهتفون بصوت عال: "مفاجأة!".

        في الافلام الابطال يتفاجئون جدا. واو! او "يا ربي". من كان يصدق ان بالذات في يوم ميلادي ستعدون لي مفاجأة. انا مصدوم. اما في الواقع فان الامر اكثر تعقيدا. في الواقع يوجد القليل من المفاجآت والكثير من المؤشرات المسبقة. فاذا مثلا جرى احتفال مفاجىء لكل الموظفين الاخرين في المكتب، فهذا مؤشر. واذا بدأ الاصدقاء قبل يوم ميلادك يتهامسون ويمزحون في محاولة لابعادك بأعذار مكشوفة – فهذا مؤشر. اذا ما وجدت في خزانة المكتب دعوة من مخبز كتب عليها "كعكة بثمن تنزيلات مع اختلاف الاسم من مزرحاي الى كوهين"،  واسمك كوهين – فهذا مؤشر. اما مفاجأة؟ فليس حقا.

        في السياسة الاسرائيلية لا توجد مفاجآت. خذوا مثلا القانون الذي أقرته الكنيست أمس – القانون الذي سيؤدي الى وقف الاجراءات القضائية وشطب السجلات للمعتقلين في اطار اعمال الاحتجاج ضد خطة فك الارتباط عن قطاع غزة. هذا القانون سيمنح العفو الجارف لمئات من خارقي القانون. ظاهرا، مفاجأة. لم يكن هناك عفوا جارفا كهذا، يتجاوز المسار الدارج للعفو من رئيس الدولة، منذ عفو الاستقلال في 1949 وعفو الانتصار في 1967. عمليا، كانت هذه مؤشرات مسبقة.

        مثلا، كان هناك الوعد الذي انطلق في حينه في ان هذه المرة ستنتهج يد حديدية؛ هذه المرة، اعلن، سيدفع خارقو القانون ثمنا باهظا على افعالهم. ليس في هذا التصريح، حين يدور الحديث عن خارقي القانون من اليمين، ما يبشر بأن العفو سيأتي لتوه. فور خروج كلمات "يد حديدية" و "سلطة القانون" على ألسنة الناطقين فانهم يشعرون بأنهم ساروا بعيدا وأن مجرد التفوه بهذه الكلمات غير اللطيفة (قانون، مساواة، مساواة امام القانون) الى جانب كلمة "مستوطنين" مهينة وضارة للابناء الاعزاء.

        موجة كبيرة من الرحمة اليهودية تملأ قلوب أعضاء الكنيست من اليمين ومن اليمين المسمى يسار ("العمل"). موجة؟ تسونامي من الرحمة، تسونامي يسعى – ماذا يسعى؟ يطالب – بالاعفاء، بالتفهم، بالثناء، بالتمجيد وبالفخار. من الواجب العفو عن الابناء الاعزاء فورا، للتو. وللحقيقة، ينبغي لهم ان يسامحونا لاننا فكرنا بأن نعاملهم بالقدر الذي نعامل به الاخرين، مع آلاف ألوف الفوارق.

        تريدون مؤشرات أخرى؟ تفضلوا، حاولوا التفكير متى كان في المرة الاخيرة قضى فيها مستوطن عقوبته على خرق القانون؟ صعب، صحيح؟ بشكل عام لا تصل الامور الى مستوى الادانة. الملفات تغلق لانعدام الادلة، لانعدام الاهتمام الجماهيري، لشدة المحبة اليهودية للابناء الاعزاء. احيانا اعزاء لدرجة ان مقتلعي اسرائيل يجلبون صور فيديو تبين ارتكاب المخالفات، افلام غير مشوشة، حادة وواضحة ولكن دموع المحبة التي تملأ عيون القضاة تشوش الافلام المدينة ومرة اخرى لا يعود ممكنا ان يتشخص فيها غير محبة اسرائيل.

        واذا ما حصل ان حكم احد الابناء الاعزاء بالسجن على افعاله، فان القضاة القانونيين والشرعيين، رؤساء الجماعات والحاخامين والنواب والمحامين والمفكرين يسارعون الى الاعلان بأن كفى، فقد سرنا الى أبعد مما ينبغي، لأن الاطفال البائسين للقاتل يشتاقون وأن وليمة السبت ليست وليمة بدونه، وعلى الفور يقلصون عقوبته. يقلصون؟ يحطمون، يسحقون ويفككونها. وعلى الفور يخرجون الولي الى الحرية ويستقبلونه في بيته بالطبل والزمر والرقص. مفاجأة؟ الى هذا الحد او ذاك.