خبر دولة غبية- هآرتس

الساعة 10:02 ص|26 يناير 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: قبل أن يجد الرئيس التوقيت لان يفرض علينا خطوة تحطم الجمود، من الافضل لنتنياهو ان يدفع الى الامام مبادرة خاصة به لتحطيم الجمود - المصدر).

 

خذوا مترا وقيسوا ما الذي انشغلت به الدولة اكثر – بسارة ومعاملتها لمساعدتها في المنزل أم بمقابلة الرئيس اوباما في مجلة "التايم" والتي يعترف فيها بأن توقعاته من الاسرائيليين والفلسطينيين كانت مبالغ فيها، وأنه "لو كنا قدرنا على نحو سليم المشاكل السياسية للطرفين ما كنا لنرفع مستوى التوقعات الى هذا القدر العالي".

        رغم اعتراف اوباما بفشلنا وآثار هذا الاعتراف علينا، فان اسرائيل لا تزال غارقة في قصص سارة. وقبل ان نتمكن من هضم مشكلة المساعدات، واعتراف الرئيس ومعناه بالنسبة لعلاقاتنا في المستقبل – يحذر الرئيس يوسي بيلد من أن حربا في الشمال هي مسألة وقت. في هذا الاعلان كشفان: أ. لم أعرف ان يوسي بيلد هو وزير. ب. استنادا على ماذا تنبأ بالحرب، حين تقول الاستخبارات، قائد المنطقة الشمالية، وزير الدفاع ورئيس الوزراء انه لا اساس لهذا التوقع. وليس واضحا من الذي أخافه أكثر: نحن، ام نصرالله؟

        واضح ان المستوطنين والمتطرفين في الليكود راضون من الاعتراف بفشل أوباما. ولكن من ناحية المصالح الحقيقية للدولة، ليس لدينا ما يدعونا الى الاحتفال. فآجلا ام عاجلا على اي حال سنضطر الى وضع حد للاحتلال. والمسألة هي فقط في أي ظروف.

        في سنة الانتخابات للكونغرس، حين ينتخب جمهوري بدلا من المرشح الديمقراطي في مساشوسيتس، مملكة قبيلة الكنديين وقلعة الديمقراطيين، فينزل الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ من 60 الى 59 – فان هذا ليس بشرى طيبة لاوباما قبيل الانتخابات المتوقعة في تشرين الثاني. وكاسرائيليين لا ينبغي لنا ان نقفز من الفرح حين تضعف ادارة ديمقراطية.

        خيرا كان ام شرا فاننا نرضع من امريكا ليس فقط المساعدات الامنية، بل وايضا الاسناد السياسي. كثيرة الدول التي تغازلنا بسبب علاقاتنا الخاصة هذه. اعتراف اوباما بعدم نجاح مبادرته للسلام ليس مبررا للاحتفال في اسرائيل. اذ من ناحية استراتيجية نحن نحتاج الى امريكا قوية ورائدة. ومن جهة اخرى فان امريكا ايضا تحتاجنا. اوباما وضعنا كحجر شطرنج مركزي في لوحة السلام مع الاسلام. في عقدة العراق، افغانستان، الباكستان والتهديد الايراني فانه يرى في النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي متاهة يجب حلها.

        اوباما وان كان حصل على جائزة نوبل للسلام الا انه بالاحرى غاضب من الاطراف التي ألحقت الفوضى في حملته الطموحة للسلام مع الاسلام بأسره. فمن شبه المؤكد أنه كان يفضل أن يكون له مصير جيمي كارتر – بحيث تجلب قوته جائزة نوبل للسلام لبيبي وأبو مازن فيما يذكر هو في التاريخ كمن وضع حدا للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.

        مع ان اوباما ربطنا في رزمة اقليمية واحدة، فان الحقيقة هي ان نتنياهو اتخذ خطوتين هامتين الى الامام: استعداده للتفاوض على اساس دولتين للشعبين ومبادرته لتجميد البناء والتنمية في المستوطنات لعشرة أشهر. مجرد حقيقة انه توجد مناكفات بين المستوطنين وبين الشرطة والجيش تثبت انه يفي بتعهده.

        المشكلة هي ان الفلسطينيين غير مستعدين لبدء المفاوضات. على اقل من هذا تفاوض اولمرت ولفني سنتين مع أبو مازن وسيكون هناك من يقولون انهم مرة اخرى يفوتون الفرص. ولكن يمكن ان يكون لديهم ميل لجر الارجل غير بريء بهدف الوصول الى دولة ثنائية القومية. مع خطر كهذا في الأفق محظور ان يستمر هذا الجمود. واذا كان اوباما يريد منا بادرات طيبة اكثر، من المهم ان نستجيب له بدلا من ان نشعر بالاهانة وان نخيف شعب اسرائيل بتهديدات حربية.

        رغم خيبة امل اوباما، من الصعب على الادارة ان تبقي النزاع على نار هادئة وان تنتظر أزمنة أفضل. التهديدات الصريحة والمعلومات الاستخبارية، التي تقول ان القاعدة وعناصر الارهاب الاسلامية الاخرى يستعدون لعمليات ضد اهداف امريكية خارج وداخل القارة تجعل التسوية السلمية في منطقتنا هدفا امنيا حيويا لامريكا. ولكن في حروب اليهود، من سارة وفساتينها ومساعداتها، عبر لفني وموفاز وحتى باز – بينس وباراك، حين تبدو اسرائيل المتوازنة التي كانت ذات مرة كدولة غبية، جدير ان نأخذ بجدية خيبة أمل اوباما. قبل أن يجد الرئيس التوقيت لان يفرض علينا خطوة تحطم الجمود، من الافضل لنتنياهو ان يدفع الى الامام مبادرة خاصة به لتحطيم الجمود.