خبر مثقفون محبو الارهاب -معاريف

الساعة 10:01 ص|26 يناير 2010

بقلم: بن – درور يميني

 (المضمون: كان جديرا ومرغوبا فيه ان تجري جامعة تل أبيب وليس فقط ارئيل، على سبيل التغيير مؤتمرا عن المثقفين والارهاب - المصدر).

المركز الاكاديمي في ارئيل، كما ادعى زميلي نداف ايال في هذه الصفحات، يكره المثقفين. وهو يتجرأ على عقد مؤتمر عنوانه "مثقفون وارهاب: اجتذاب مصيري". مثقفون يجتذبون للارهاب؟ لا يمكن. هتلر بعث بهم الى معسكرات الابادة، ماو الى "اعادة التثقيف" وبول بوت عدمهم. المركز في ارئيل، كما يخيفنا ايال، يواصل حملة التنديد.

        لدي تخوف من أن يكون ايال نسي بعض الامور. فالمثقفون، كانوا دوما منجذبين للعنف. الجماهير اعجبت بـ "شمس الشعوب". الكثيرون منهم وجدوا صعوبة في أن يشفوا حتى بعد أن انكشفت جرائمه. آخرون، مثل مارتن هايدغر، اجتذبوا للنازية. ميشيل فوغو اجتذب لانظمة بول بوت والخميني. اجتذاب فتاك على نحو خاص اظهره مثقفون – نعم، كلهم يسرويون – بالذات لقاتل الجماهير الاكبر منهم جميعا، ماو تسي تونغ الذي صفى نحو 70 مليون نسمة من ابناء شعبه.

        الدرس لم يتم استيعابه ابدا. نوعام خومسكي ونورمان فنكلشتاين حجا الى حزب الله. ما هو هذا إن لم يكن اجتذابا للارهاب؟ آخرون ذهبوا لان يشكلوا "درع بشري" لصدام حسين وعرفات. في السنتين الاخيرتين هناك حجيج الى حماس. منظمة كلها ارهاب، مع محبة خاصة للاسامية. ومن الصعب عدم ذكر سلفيو جيكاك، الذي لا يخفي محبته للارهاب، حتى اكثره اجراما. هذا الرجل هو نجم الروك الفيلسوفي للعصر الراهن. ليس كل المثقفين هكذا. ولكن حبذا لو كان ممكنا القول بان الحديث يدور عن اقلية بائسة.

        في موضوع واحد ايال محق. كيف يتجرأون؟ فثمة سلامة سياسية وشرطة أفكار. بحيث أنه حقا ليس على ما يرام ان يكون هناك مؤتمر واحد، من اصل الاف، يتجرأ على الخروج عن صف الجوقة. فنحن نحتاج المزيد فالمزيد من المؤتمرات التي تقول ان اسرائيل هي "دولة ارهاب". مئات من هذه المؤتمرات تعقد كل سنة. عن التطهير العرقي، عن حق العودة، عن "المقاومة" الفلسطينية وعدالتها. المؤتمرات التي تتضمن التبرير للارهاب، المباشر والضمني، تثير القشعريرة. المستوى الاكاديمي، بالمقابل، يقترب من الصفر. فهم لا يروون هناك بان تبادل السكان الاكراهي كان عادة مقبولة في الاربعينيات. لا يروون هناك بان ايا من الجماعات التي مرت بالترحيل لم تحظى بحق العودة. لا يروون بانه كان هناك الكثير من اعمال القتل والطرد ضد اليهود من البلدان العربية، مقابل ما حصل لعرب اسرائيل. ولكن هذا على ما يرام. هذا اكاديمي.

        المركز الاكاديمي في ارئيل ليس وحده. د. مارتين كارمر نشر كتاب "ابراج العاج في الرمل" عن الاكاديمية الامريكية واضاليلها. وهذا يتضمن محبة للارهاب؛ البروفيسور آنطوني جيلس نشر بحثا عن المال السعودي، نحو ربع مليار جنيه استرليني، وصل الى "مراكز التعليم الاسلامية" في جامعات رائدة في بريطانيا وادى الى تطرف المسلمين. وهذه قائمة جزئية. الملياردير وليد بن طلال تبرع بعشرات الملايين للبروفيسور جون اسبوزيتو وحظي بقصص الف ليلة وليلة عن الاسلام الرائع وعن الصهيونية.

        هل هذا دعم للارهاب؟ قلة فقط من المثقفين سيصرحون بانهم "مؤيدون للارهاب". المشكلة هي في كثيرين آخرين يتواجدون في مكان ما هناك على السلم. هذا يبدأ بمحاولة شرح الكراهية، يمر بمظاهر التفهم وينتهي بالتبرير الحقيقي. وكيفما اتفق، فانهم دوما يصلون الى الهراء الذي يقول: انه القمع الامريكي والصهيوني، الذي يجبرهم على اختيار الارهاب. هراء، لان الفقراء لا يتوجهون الى الارهاب. المحرَضون هم الذين يتوجهون اليه.

        في جامعة تل أبيب عقد مؤتمر تحت عنوان "سجناء امنيون ام سياسيون". هذا كان الامر الاقرب الى التماثل مع الارهابيين الذين يجلسون في السجن. كنت هناك. استمعت. كان هذا هو الجنون بتجسده الاكاديمي. كان جديرا ومرغوبا فيه ان تجري جامعة تل أبيب وليس فقط ارئيل، على سبيل التغيير مؤتمرا عن المثقفين والارهاب. واذا كان مثل هذا المؤتمر لا يمكن عقده هناك، ومؤتمر يبدي عطفا على الارهاب يمكن عقده – فاننا في مشكلة عسيرة.