خبر نائب عن « حماس »: دخول الانتخابات دون رفع الحصار انتحار سياسي وأمني وعسكري

الساعة 12:28 م|25 يناير 2010

 

نائب عن "حماس": دخول الانتخابات دون رفع الحصار انتحار سياسي وأمني وعسكري

فلسطين اليوم- غزة

أكد الدكتور عاطف عدوان، عضو المجلس التشريعي عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنه لا يمكن الدخول في انتخابات دون رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، لافتاً النظر إلى أن الهدف الخفي من الورقة المصرية هو الانتخابات.

 

وقال عدوان، في تصريحات صحفية:"إن الهدف الخفي من الورقة المصرية هو الانتخابات، ولكن المشكلة أن هذه الانتخابات لن تكون بدون مقدمات".

 

وأوضح أن "حماس" لن تقبل أن تكون انتخابات دون أن يرفع الحصار، "فدخول الانتخابات مع عدم رفع الحصار هو انتحار سياسي وأمني وعسكري، وأنا لا أظن أن حركة "حماس" تنصاع بسرعة للانتخابات، لأنها تعرف أن هناك فخاً نصب لها وهو فخ الانتخابات"، على حد تعبيره.

 

واعتبر الدكتور عدوان السنوات الأربع التي أعقبت فوز حركته في الانتخابات التشريعية الأخيرة من أصعب السنوات  التي مرت على الشعب الفلسطيني، بسبب الحصار الذي فرض عليه، والمؤامرات الكبيرة التي تعرض لها عقاباً له على اختياره الديمقراطي.

 

وأشار عدوان إلى أن هذه المرحلة رغم صعوبتها كان فيها الكثير من الجوانب المضيئة أهمها رفع السقف السياسي لمطالب الشعب الفلسطيني، وإعادة القضية الفلسطينية إلى عقمها العربي والإسلامي.

 

وتنتهي في الخامس والعشرين من كانون ثاني يناير الجاري الولاية الدستورية للمجلس التشريعي الفلسطيني الذي انتخب قبل أربع سنوات والذي فازت به حركة "حماس" بأغلبية ساحقة أهلتها لتشكيل حكومة فلسطينية دون الرجوع لأي من الفصائل الفلسطينية.

 

وأكد عدوان أن فوز حركة "حماس" ودخولها معتركات الحياة السياسية كان له فوائد عظيمة جداً على القضية الفلسطينية، لاسيما بعد مسلسل التنازلات الذي تم منذ بدء عملية التسوية والذي تعاظم في عهد الرئيس محمود عباس، مشيراً إلى أن هذا المسلسل كان بالتأكيد سيصل إلى منحدر سحيق وتخلي السلطة عن البقية الباقية من ارض فلسطين، حسب رأيه.

 

واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن هذه التجربة أعطت مؤشرات على أن النظام الفلسطيني "يمكن أن يحرر نفسه من أوسلو بشكل أو بآخر، وليس بالضرورة أن يلتزم بكل ما جاء في أوسلو"، مشيرا إلى أن دخول "حماس" للمعترك السياسي في هذه الآونة "أضفى على القضية الفلسطينية بريقا جديدا وقوة جديدة وأعاد القضية الفلسطينية إلى بعدها العربي والإسلامي".

 

وقال: "عندما دخلنا الانتخابات ما كنا نريد أن تبقى السلطة عبارة عن بقرة حلوب لفريق من المنتفعين الذين نظروا إلى الوطن على أنه شركة اقتصادية يحققون من وراءه الأرباح والأموال الطائلة، ولكن نريد أن نجعل من هذا الوطن بيتا للجميع كنزا يستفيد منه الجميع ويدافع عنه الجميع ويعمل الجميع لتحريره".

 

وأضاف: "كان مدخل دخولنا إلى السلطة يهدف أولاً استمرار المقاومة وحمايتها بشكل رسمي وشرعي، كما هو الحال الآن في غزة وفي لبنان، وفي الوقت نفسه إيقاف الانحدار الشديد للسلطة سواء سقفها أو سياساتها التي أضرت بالقضية الفلسطينية وتقديم نموذجا جديدا للحياة السياسة الفلسطينية ربما لم يكن مألوفا وكان محاربا في المنطقة العربية".

 

واعتبر عدوان الفوز في الانتخاب عبارة عن وكالة سياسية أعطاها الشعب الفلسطيني لحركة "حماس" حتى تقوم بإدارة شؤونه اليومية والمستقبلية حسب البرنامج السياسي الذي نزلت فيه الانتخابات، وانه من غير المنطقي أن ينتخبهم الشعب على برنامج واضح ثم يقولوا للآخرين تعالوا احكموا ببرنامج رفضه الشعب ولم يصوت له.

 

وأكد أن نجاح حركته حتى الآن في "الاستمرار وعدم الذوبان وتحقيق انتصارات مهمة، هي قضية مهمة ومشجعة بان يكون لها نصيب في الحياة السياسية وربما بعد دراسات واضحة ومحددة ستقرر الحركة ما إذا كان ستدخل الانتخابات  الرئاسية أم لا وهو يتوقف على تطور الظروف السياسية في فلسطين وفي العالم".