خبر الزغبى: السيول والفيضانات آيات من الله لتخويف العباد

الساعة 10:09 ص|25 يناير 2010

فلسطين اليوم-وكالات

السيول التى تعرضت لها مصر  كانت محور حديث الشيخ محمد الزغبى خلال برنامجه "يعلمون الناس السحر" على قناة "الرحمة" الفضائية، ذكر خلالها أن الآيات المرسلة من الله لتخويف العباد ، وأن الذنوب سبب العقوبات والطاعات سبب الرحمات ، ثم تحدث عن تفسير الكفار للكوارث الطبيعية .

 

وبدأ الشيخ قائلاً: يقول تعالى: "وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً" ، قال ابن كثير، قال قتادة: (إن الله تعالى يخوف الناس بما يشاء من الآيات لعلهم يعتبرون، لعلهم يذكرون، لعلهم يرجعون). وقال تعالى بعد قصة قوم لوط: "وما هي من الظالمين ببعيد" ، قال ابن كثير: وما هذه النقمة ممن تشبه بهم في ظلمهم ببعيد عنه، ولهذا قال أبو حنيفة وغيره: إن اللائط يلقى من شاهق ويتبع بالحجارة، وأفتى على بن أبي طالب بتحريق اللوطية، وقال تعالى: "أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها" ، ومعنى الآية: قل للمشركين عبّاد القبور يسيروا في الأرض وينظروا في آثار عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم، فيعتبروا فإن للكفار مثلهم من العذاب العظيم.وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((إذا ظهر الربا والزنا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله)) .

 

ويجب أن نعلم ونقرّر قاعدة قرآنية قطعية وهي : أن الذنوب بأنواعها سبب رئيسي للعقوبات الربانية، كما أن الطاعات والحسنات سبب الرحمات، والسنة الإلهية أن الله لا يعذب عباده الصالحين المتقين الملتزمين دينه لأنهم أحبابه إنما يعذّب أعداءه من الكفار والفجار، ولهذا رد الله على اليهود والنصارى لما زعموا بأنهم أحباب الله فكذبهم حيث قال تعالى: "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحبابه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق".

 

ثم سرد الشيخ الزغبى للمصائب والمعاصى التى تنتشر فى البلاد حالياً قائلاً : إذا علمنا أن الذنوب تجلب عقاب الله وأن أكبر الذنوب هو الإعراض عن دين الله والشرك به وكذا إتيان الفواحش والقتل، فإن ما نعيشه اليوم في هذا العالم المتقدم كما يزعم الكثيرين ، مليء بالذنوب والمخالفات الشرعية فلابد علينا أن نعتبر كما أمرنا الله فقال: "فاعتبروا يا أولي الأبصار"، والاعتبار هو القياس فنقيس حالنا بحال الأمم السابقة وننظر هل نحن في خير أم في شر؟ فأكبر الذنوب في العالم كما نرى اليوم هو الإعراض عن دين الله ودين المرسلين، قال تعالى:"اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون" .وكذلك انتشار الربا في جميع العالم وهو من أكبر الظلم، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله".

 

ومن الفواحش أيضاً التي ملأت الدنيا يضيف الشيخ : ذكرت الاحصائيات أن مليون زوج ذكر يوجد في العالم، كما ذكرت أن من بين كل أربعة مواليد في أوربا يوجد واحد غير شرعي، وفي دولة السويد وحدها من بين كل أربعة مواليد يوجد اثنين غير شرعيين، وهذا سببه قلة الزواج وانتشار ظاهرة المساكنة والصداقة المحرمة ، كما انتشرت في أوربا ظاهرة الرقيق الأبيض وهو بيع أعراض النساء.

 

ومن المصائب المنتشرة في العالم تجارة المخدرات التي أصبحت من أكبر التجارات العالمية، وكذا انتشار ما يسمى بالجريمة المنظّمة وغيرها من الذنوب العالمية، فإذن هذه الذنوب الكبار هي بلا شك أوجبت لنا هذا العذاب الأليم المتصل في كثرة الزلازل والفيضانات، وكثرة الأعاصير والرياح التي تبلغ قوتها مائتين كيلومتر في الساعة (200كم/ساعة) .

 

 ورد الشيخ بعد ذلك على من يزعمون من علماء الغرب أن ما يحدث من سيول وأعاصير وزلازل لا يعدوا أن يكون حوادث طبيعية ولا علاقة لها بالغيب وقال : نرى العلماء يقولون أن سبب هذه الظواهر هو اتساع ثقب الأوزون، ومرة يقولون ارتفاع درجة حرارة الأرض، ومرة يقولون تحرك طبقات الأرض وغيرها من الأسباب العلمية، فهذا الكلام فيه حق وباطل، ونحن نقول إن الشرع والدين لا يخالف العلم الصحيح، فمثلاً ظاهرة الزلزال تدرس من حيث تحرك طبقات الأرض فنقول سبب الزلزال هو تحرك طبقات الأرض ولكن من خلق هذا السبب، فالجواب هو الله تعالى خالق الأسباب، والذي خلق السبب هو الذي أمر الأرض أن تتزلزل بقدرته وليست الطبيعة.

 

وهذا الاعتقاد هو الذي كان عليه المسلمون وكان عليه النبي فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: (اللهم إني اسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت له، وأعوذ من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت له)، وقالت عائشة: وإذا تخبلت السماء تغيّر لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سرى عنه، فعرفت ذلك عائشة فسألته فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "لعله يا عائشة كما قال قوم عاد:فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا" ،وفي صحيح البخاري قالت عائشة: وكان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه قالت: يا رسول الله الناس إذا رأواه الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر. وأراك إذا رأيته عُرف في وجهك الكراهية فقال: "يا عائشة ما يأمنني أن يكون فيه عذاب، عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا".

 

 

وجاء في الحديث المتفق عليه قال : "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله عز وجل يخوف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره"، ثم قال: "يا أمة محمد، والله ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرا".

وتابع الشيخ محمد الزغبى حديثه عن السيول التى تعرضت لها بلادنا قائلاً : إن مثل هذه الآيات الكونية العظيمة لابد أن يكون للمؤمن معها وقفات وتفكر واعتبار وهذا من سمات أولي الألباب والمتقين الأخيار ، والمؤمن البصير يقف عند مواقع العبر، وأحكام القدر، ينظر ويتدبر فكل شيء بقدر الله.

 

فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وليس ثمة شيء يحول دون نفوذ قدر الله في خلقه سبحانه وتعالى، وبذلك يطمئن قلب المؤمن الموحد لأن أمر الله سبق، ومشيئته نفذت قال الله تعالى: "قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" فتقديره سبحانه مبني على حكمته وعدله ذلك تقدير العزيز العليم، ولا يخرج شيء في الكون عن مقتضى هذه الحكمة.

 

 

كل شيء مسخر بأمره فإذا قال لها أمطري أمطرت وإذا أمر الماء اجتمع وسال فالتقى الماء على أمر قد قدر، والضر والنفع بيده سبحانه، وما يجري من سيول وزلازل وبراكين وسائر جنوده إنما هو بأمره وقدره لحكمة يريدها.

 

والناس ينظرون إلى الظاهر فيصابون بالدهشة وهم يرون السيل العارم بدواماته الرهيبة فربما غاب عنهم ما وراء ذلك من الحكم وقديما قال أهل البادية: "نعوذ بالله من شر الأعميين والأيهمين" أي: السيل والبعير الهائج" ، ووصفا بالعمى لأنهما لا يتقيان موضعاً ولا يتجنبان شيئاً، كالأعمى الذي لا يدري أين يسير.

 

وختم الشيخ الحلقة قائلاً: ما حدث يدل دلالة قاطعة على ضعف الإنسان، وافتقاره الذاتي إلى ربه، وأنه لا حول له ولا قوة إلا به، ومن رأى ضعف الناس أثناء الكارثة وبعدها أمام هذا السيل ومخلفاته علم قبح الكبر والغرورفلا بد أن يعرف الإنسان قدر نفسه وقوة ربه سبحانه وتعالى فيفتقر إليه في أحواله كلها، وينطرح بين يديه طالبا المعونة والتسديد والتوفيق، ولا يستكبر عن عبادته ولا يتولى عن العمل بأمره {إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} .