خبر مع كل الاحترام- هآرتس

الساعة 09:34 ص|25 يناير 2010

بقلم: ايلي فودا وغيل مورسيانو

 (المضمون: "دبلوماسية الكراسي"، مع تركيا تدل، على ان لازمة الاحترام لا تزال مركزية في اوساط اصحاب القرار في اسرائيل - المصدر).

"من أجل الاحترام يجب العمل"، قال شهير. وبالفعل، يبدو أن وزارة الخارجية الاسرائيلية – افيغدور ليبرمان في تصريحه في اجتماع السفراء، وداني ايالون في احتفال الاهانة للسفير التركي – تعمل بكد شديد مؤخرا كي تحظى اسرائيل بالاحترام. الاحاديث العالية عن الاحترام اثارت العجب لدى الكثيرين في اسرائيل ممن يرون في ذلك سياسة قديمة لا تناسب دولة غربية، تعمل وفقا لنموذج عقلاني في اتخاذ القرارات.

 الاحترام كلمة لعبت دوما دورا في اللعبة السياسية للامم، ومنذ بداية القرن قال الرئيس الامريكي وودرو ويلسون، ان "احترام الامة أهم من راحتها، بل اهم من حياتها". غير أن باحثي العلوم الاجتماعية أشاروا الى التغيير الذي طرأ في مكانة الاحترام في الثقافة الغربية في عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية. المجتمع الغربي اليوم، بزعمهم، هو مجتمع "ما بعد الاحترام". بقايا عدمية لتأثير الاحترام على المستوى الوطني تعزى للثقافات الشرقية بشكل عام وثقافة العالم العربي/الاسلامي بشكل خاص. وفي الخطاب الاسرائيلي ايضا يوجد عرض ثنائي كهذا لمجتمع الاحترام العربي/الاسلامي امام المجتمع الاسرائيلي، الغربي والعقلاني. ولكنه لا يقوم على أساس دليل ثابت في الواقع.

بالفعل، لا ينبغي النفي بان مسألة الاحترام تشكل عنصرا هاما في السياسة العربية. مكانه في النزاعات العربية الداخلية تلقت مؤخرا تعبيرا ملونا في مباراة كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر، والتي اصبحت بين ليلة وضحاها مواجهة دبلوماسية حقيقية على الاحترام. حقيقة أن مصر – التي ترى نفسها زعيمة العالم العربي – خسرت امام فريق صغير في العالم الغربي مست احترامها ظاهرا.

الاحترام يشكل ايضا لازمة بارزة في النزاع العربي – الاسرائيلي. وهو كلمة لعبت دورا مركزيا في قرار ناصر لشن الحرب ضد اسرائيل في 1967. وهكذا مثلا في موقف اغلاق مضائق تيران صرح بان "حماسة الجماهير العربية... تنبع من أننا اعدنا الاحترام العربي والامل العربي".

ولكن فحص خطاب اصحاب القرارات في اسرائيل في 1967 يدل على ان الاحترام لعب دورا هاما ايضا عندهم. وهكذا مثلا، رئيس الاركان في حينه، اسحق رابين، قال/سأل: "لاي قوة عظمى في العالم ستكون مصلحة في دعم دولة صغيرة... جيرانها يتعاظمون ويطعنون لحمها بسياخ مهينة؟" وبنهج رابين، الحل للتهديد المصري الذي يتركز في الاحترام جدير بان يكون الرد بذات العملة. وبالفعل، الاحترام ادى دورا هاما في اعتبارات الطرفين في الحرب.

خطاب مقابل من الاحترام لعب دورا ايضا في حرب لبنان الثانية، سواء على المستوى الوطني أم في اوساط الزعماء. هكذا ينبغي تفسير خطاب "بيت العنكبوت" لنصرالله، ومحاولاته عرض نفسه بانه العربي الوحيد الذي انتصر على اسرائيل. بالتوازي وزير الدفاع الاسرائيلي التقط كمن يصرح قائلا ان "نصرالله لن ينسى اسم عمير بيرتس". كما أن محاولة رفع علم في بنت جبيل، من أجل عرض انتصار رمزي في وسائل الاعلام ترتبط بحوار الاحترام بين اسرائيل وحزب الله.

"دبلوماسية الكراسي"، مع تركيا تدل، على ان لازمة الاحترام لا تزال مركزية في اوساط اصحاب القرار في اسرائيل. بهذا المفهوم، اسرائيل لا تختلف بشكل جوهري عن جيرانها، ومن المعقول الافتراض بانه طالما كان الناس من لحم ودم سيقفون على رأس الدولة، فان لعنصر الاحترام سيكون وزن في عملية اتخاذ القرارات. ومع ذلك كلما كنا اكثر وعيا بوجوده، سيكون بوسعنا العمل على تحييده في النقاط التي لا ينسجم فيها تأثيره مع المصلحة الوطنية. جدير ايضا الذكر بان الاحترام يمكن اكتسابه، ولكن من الصعب فرضه. وتجاوزا لاحترام الامة جدير أن نذكر اقوال ابا ايبان في أن "فقدان المكانة (أي الاحترام) لا يخلف وراءه اليتامى والارامل".