خبر المولدات الكهربائية أصبحت شريان الحياة في غزة!

الساعة 08:55 ص|25 يناير 2010

فلسطين اليوم-غزة

خرج المواطن محمد القريناوي مسرعاً لتشغيل المولد الكهربائي من أجل إعادة التيار الكهربائي لمحله الواقع في شارع عمر المختار وسط غزة، لينضم إلى المعزوفة " المزعجة" التي تنشدها تلك المولدات على امتداد الشارع.

ويشير القريناوي إلى أنه يضطر لاستخدام المولد على الرغم من الإزعاج الذي يتسببه للمواطنين. وساهم انقطاع التيار الكهربائي المستمر عن قطاع غزة في انتشار المولدات الكهربائية التي يعتمد عليها أهالي القطاع للحصول على الكهرباء التي تنقصهم بسبب عجز الشركة عن إمدادهم بالتيار جراء الحصار المفروض عليهم منذ عدة سنوات.

وتشير المواطنة أم أحمد السويسي إلى أن أصوات مولدات الكهرباء تسبب لها وعائلتها إزعاجاً كبيراً، لا سيما في وقت متأخر من الليل، " حيث يسبب الصداع المستمر ويمنع الأطفال من النوم".

فيما يؤكد الشاب صادق عيسى أن الضوضاء التي تحدثها المولدات الكهربائية تسبب ضرراً نفسياً أكثر من الصحي نتيجة للضوضاء التي لا تُحتمل, خاصة وأن العديد من الأسر أصبحت تعتمد بشكل كلي عليها.

وبدأت محطة التوليد تشهد أزمة حقيقية منذ يومين، حيث تقلصت كمية الناتج لديها من 65 إلى 50 ميغاواط ليصل إلى 30 ميغاواط، وسط تحذيرات من أن المحطة ستتوقف عن العمل بشكل كامل لعدم توفر السولار الصناعي.

وفي ذات السياق، يشير مدير دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد أحمد أبو ريالة إلى أن دائرته لم يردها أي شكاوى من المواطنين بشأن صلاحية المولدات الكهربائية والضرر الذي يعود عليهم منها.

ويقول:" المولدات حتى اللحظة تعمل بشكل جيد إلا أن على المواطنين توخي الحذر في التعامل معها، فأي خلل قد يطرأ عليها من الممكن أن يسبب ضرر للمستهلك بشكل أو بآخر"، موضحاً أن تلك الأضرار قد تسبب حوادث للمواطنين.

 

وقبل بضعة أيام، لقي ثلاثة أطفال أشقاء حتفهم وسط قطاع غزة بسبب اختناقهم بدخان "عادم" مولد كهربائي وضع في حجرة نومهم المغلقة.

ولم تكن تلك الحادثة الوحيدة فمنذ حصار غزة توالت حوادث الاختناق والاحتراق بأشكال مختلفة، حيث يدفع الغزيون من أرواحهم فاتورة الحصار الذي فرض عليهم ويدخل عامه الرابع .

الانقطاع المتواصل

من جهته، يرجع نائب رئيس سلطة الطاقة كنعان عبيد زيادة استخدام المواطنين للمولدات الكهربائية للانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي في جميع مدن قطاع غزة.

وحذر في حديث من سوء استخدام مولدات الكهرباء، مطالباً المواطنين بوضعها في أماكن مفتوحة بعيداً عن الشقق السكنية.

واعتبر حادثة وفاة ثلاثة أطفال خنقاً في دير البلح مأساة جديدة تضاف إلى مآسي التيار الكهربائي الناتج عن الحصار المفروض على قطاع غزة، محذراً من كارثة إنسانية تحل في القطاع إذا بقي الحال على ما هو عليه.