خبر بشرى الهايتك من الناصرة -هآرتس

الساعة 11:29 ص|24 يناير 2010

بقلم: ايلي اشكنازي

 (المضمون: من بين 84 ألف مهندس يعملون في الصناعات الدقيقة في اسرائيل، 500 منهم فقط عرب. منظمة "تسوفن" في الناصرة تملأ الفراغ الذي صنعته الدولة وتعمل في زيادة عدد المشتغلين من العرب في هذه الصناعة - المصدر).

 

        لم تساعد شحادة سلمان، ابن الخامسة والثلاثين من قرية عيبلين، حقيقة أنه أنهى لقبا جامعيا في علوم الحاسوب في جامعة بار ايلان بمعدل 94 في المائة. كذلك لم  تساعده شهادة هندسي برمجة يملكها. عندما أنهى الدراسة، رأى كيف وجد اليهود الذين درسوا معه عملا في حين دعي هو في أفضل الحالات الى مقابلات وعندما "دعيت لم أقبل"، يقول.

        قبل نحو من سنة نجح سلمان في ان يبدأ العمل بالمهنة التي اكتسبها، عندما قبل للعمل في شركة ام اي تي سوفت في المنطقة الصناعية في الناصرة. العمل في صناعة الهايتك للاكاديميين العرب شاذ جدا الى حد أن سلمان يقول انه في القرية التي يعيش فيها، والتي يعيش فيها نحو من 11 ألف نسمة، يوجد 4 عمال هايتك آخرون فقط. "نحن يعرف بعضنا الاخر والقرية كلها تعرفنا بسبب هذا التميز"، يقول.

        كانت نقطة التحول بالنسبة لسلمان المشاركة في مسار اعداد "تسوفن"، وهي منظمة بغير هدف ربحي تعمل من أجل زيادة كبيرة لعدد المهندسين العرب في صناعة الهايتك. يأتي المنطقة الصناعية البائسة في الناصرة، الى مبنى عملت فيه في الماضي مخيطة ويعمل في الطابق السفلي فيه مكتب العمل، يأتي في السنتين الاخيرتين عشرات من الشبان العرب من الاكاديميين خريجي دراسات العلوم الدقيقة، لمسار اعداد للعمل بالمهنة المشتهاة. نجح نحو من 90 مشاركا الى الان، هم 85 في المائة من خريجي "تسوفن"، في الاندماج في شركات مختلفة.

        يعتقدون في جمعية "تسوفن" ان قصصا كقصة سلمان ستكون في السنين القريبة أقل شذوذا وانه سينضاف بعد "جيل الرواد" من مثله ومثل رفاقه القلة الى الفرع نحو من ألف عامل هايتك عربي آخر.

        في هذه الاثناء، وضع العمل في هذه الصناعة بائس جدا. يقول يوسي كتان، مدير مركز التطوير والاعداد لـ "تسوفن" في الناصرة: "يعمل اليوم نحو من 500 عربي فقط من جملة نحو من 84 ألف مهندس في الهايتك. هذا معطى صعب. يبعد السكان العرب عن الهايتك ابعادا تاما، برغم أنه يوجد نحو من 2500 من خريجي جامعات من العرب درسوا في مجال العلوم الدقيقة في السنين العشر الاخيرة. ويوجد زيادة عليهم 3000 خريج من معاهد تدرس هذه الموضوعات".

        يقول محمد زحالقة، وهو في الأربعين من كفر قرع ومدير لشركة ام اي تي سوفت التي يعمل فيها سلمان، ان تشجيع الهايتك مصلحة واضحة للدولة: "في الناصرة، وهي مدينة عدد سكانها 70 ألف نسمة، يوجد اليوم 4 شركات هايتك. هذا معطى يجسد الفرق والشعور باضاعة الفرصة. هذه خسارة لهؤلاء الشبان وخسارة خالصة لاقتصاد البلاد. أنفقت الدولة على كل أكاديمي كهذا مالا كثيرا يدفن أو ينقل الى خارج البلاد".

        قرر كتان، مع المديرة العامة لـ "تسوفن" سميدار نهاف ومدقق الحسابات سامي سعدي، المسؤول عن علاقات الجماعة بالمنظمة، اقامة المنظمة قبل ما يقرب من 3 سنين.

        نحن كمن أتينا من صناعة الهايتك ومع خلفية اجتماعية ونشاط في منظمات تعمل في شراكة يهودية – عربية قلنا: سنكون نحن الذين نحاول التغلب على عدم المساواة في العمل"، يلخص كتان الرؤيا. وتقول نهاف: "ثبت في مهنة الطب أنه عندما تعطى الموهبة الذاتية فرصة أن تعبر عن نفسها يمكن تحطيم السقف الزجاجي. نريد أن تلعب قوانين السوق".

        يشارك عامر يحيى، ابن الثامنة والعشرين من كفر قرع، وهو خريج دراسات الهندسة الكهربائية في جامعة تل أبيب، في هذه الأيام في مسار اعداد "تسوفن". لم يجد مدة طويلة عملا في صناعة الهايتك وبدأ يعمل مدرس رياضيات، كما يفعل بحسب قوله أكاديميون كثير جدا في المجتمع العربي. وقال انه يحصل في الاعداد على "معلومات جديدة في البرمجة ويقوم بكثير من العمل العملي. ومزية اخرى هي حقيقة أنه يحاضرنا أناس يأتون من داخل الصناعة ويساعدوننا في مجالات كثيرة عن خبرة. مثلا، نحصل على دورات دراسية تتعلق بالمقابلة. تصرفت في المقابلات تصرفا طبيعيا، وأدرك الان انه يجب علي ان أبرز المزايا وألا أتواضع. في مجتمعنا التواضع أشد قبولا، واحترام البالغ وصاحب الخبرة. يجب عليك في المقابلة ان تعرف تسويق نفسك".

        تعد نهاف عددا من الاسباب لابعاد الاكاديميين العرب عن الهايتك. تقول: "الحديث قبل كل شيء عن صناعة تميل الى ان تكون متجانسة، ويصب في هذا ايضا الفرق بين العرب واليهود؛ فهم لا يعرف بعضهم بعضا ببساطة. كذلك يوجد فصل جغرافي كبير، فانه يصعب على عربي ان يسكن مدنا في مركز البلاد، يبدأ ذلك بصعوبة تنشئة الاولاد وأسباب أخر. لهذا، الى ان ينقضي هذا الفصل تجب اقامة الصناعة قريبا من أماكن سكن السكان العرب في الشمال".

        "يعلمون الشبان الصيد، لكن عندما يعودون الى بيوتهم يرون انه لا يوجد بحر"، هكذا يصور سعدي المشكلة التي يلقاها اكاديميون كثير. يقول: "لا توجد الصناعة في القرى العربية، وما ان بدأنا نطورها الان في الناصرة حتى رأينا الطاقة الكامنة الموجودة".

        أفضت هذه العوامل الى وجه آخر في فعل "تسوفن"، وهو كون المنظمة جهة تشجع الصناعة على الوصول الى مراكز السكان العرب في الشمال. يقول كتان: "نعد السكان من جهة للعمل في الصناعة، ومن جهة ثانية سننشىء ها هنا ظروفا بيئية لتأتي الصناعة للعمل ها هنا، مثل افضالات دولة، وتنسيق مع السلطة المحلية، ووجود عقارات ملائمة وغير ذلك. ان مركز تطوير "أمدوكس" في سديروت مثال على امكان فعل ذلك. ففي المركز الذي خطط لأن يعمل فيه من خمسين الى ستين شخصا يعمل اليوم 500 شخص. في اللحظة التي رأى فيها الشبان وجود أفق، ضعف عدد طلاب علوم الحاسوب في منطقة سديروت، فلماذا لا يحدث هذا في الناصرة ايضا؟".