خبر يهود الولايات المتحدة- يديعوت

الساعة 11:28 ص|24 يناير 2010

لنوقف الشرخ

بقلم: يزهار هس

(المضمون: بتهورنا، باهمالنا، احيانا بنزعتنا الشريرة – نبعد يهود امريكا عن اسرائيل. اذا لم نحترم يهوديتهم، فلا ينبغي أن نشكو من أن اسرائيل لم تعد مصدرا آخر لعزة يهودية بالنسبة لهم - المصدر).

قبل نحو شهرين توقفت في شارع المبكى نوفيرت فرنكل بحجة خرقة الصلاة. نوفيرت، طالبة طب في جامعة بن غوريون، من مواليد البلاد، عضو في الحركة التقليدية (هكذا تسمى الحركة المحافظة في اسرائيل) والنشيطة في منظمة "نساء المبكى" – منظمة من النساء الارثوذكسيات المحافظات والاصلاحيات، ممن يتجمعن في بداية كل شهر منذ اكثر من عشرين سنة لصلاة النساء الى جانب المبكى.

        قبل اسبوعين استدعيت الى التحقيق في شرطة اسرائيل رئيسة المنظمة، عنات هوفمن، اخذت منها بصمات اصابعها، وطرحت عليها اسئلة. في ختام التحقيق اطلق سراحها. الاشتباه: محاولة اثارة التمرد.

        هذه الاحداث، التي تعكس قبل كل شيء مشكلة اسرائيلية داخلية – مؤشر آخر على سيطرة الاصولية على المبكى – تتعلق بعصب حساس في الهوية اليهودية الامريكية. وقد خلقت احساسا كبيرا بالاهانة. لا توجد صحيفة يهودية لم تنشغل بها. في "نيويورك تايمز" ايضا اختاروا تكريس تقرير لهذا الموضوع. في الاسبوع الماضي، اجتمع في سان فرانسيسكو مئات الاشخاص – من رجال ونساء – يلتفون بخرقة الصلاة، ودعوا اسرائيل الى الاستيقاظ.

        أما هنا، فصمت مطبق.

        في الاونة الاخيرة عمل رؤساء منظمات المحافظين في الولايات المتحدة على صياغة بيان، غير مسبوق في حدته، الى حكومة اسرائيل. اليهودية المحافظة، كما يجدر بالذكر، هي التيار المركزي في اليهودية الامريكية. اعضاؤها يملأون صفوف القيادة في كل منظمة يهودية. وجاء في البيان: "نحن نخشى من أن الاحداث الاخيرة تدق اسفينا بيننا وبين دولة اسرائيل". وهؤلاء هم يهود اسرائيل عزيزة عليهم حقا، كانوا هنا مرات عديدة، يدعمون اسرائيل بشكل تلقائي تقريبا. ولكنهم يخشون من أن اسرائيل تتنكر لهم. تحتقرهم. لا تقدر من هم مثلما هم عليه.

        اليهود في الولايات المتحدة لا يعيشون في فراغ اجتماعي. هذه هي اليهودية الاغنى التي كان للشعب اليهودي في شتاته منذ الازل. فقد أقامت مؤسسات عامة، بحثية وثقافية ودينية. ولاعضائها تأثير كبير جدا على السياسة الامريكية.

        في السنوات الاخيرة الموضوع يتغير. مقارنة معطيات الاستطلاعات التي اجراها قبل بضع سنوات البروفيسور ستيفن كوهين، من الباحثين البارزين بين يهود الولايات المتحدة، تدل على أن العلاقة الحسية التي يشعر بها يهود الولايات المتحدة تجاه اسرائيل آخذة في الضعف. والان جاءت احداث المبكى، وهم يشعرون بان اسرائيل تبصق لهم في الوجه. فهل سمعتم عن عريضة غير مسبوقة؟ عن المظاهرة في كاليفورنيا؟ عن كتب الاحتجاج ووفرة المقالات في الصحف في العالم؟ لا، لم تسمعوا. ولهذا فانكم تسمحون لانفسكم بان يتجاوز السياسيون المشكلة.

        هذا ميل خطير، وليس بسبب المبكى بحد ذاته. المبكى هو استعارة لصورة اوسع. بتهورنا، باهمالنا، احيانا بنزعتنا الشريرة – نبعد يهود امريكا عن اسرائيل.

        قلة فقط من  يهود الولايات المتحدة هو ارثوذكس (نحو 10 في المائة) معظمهم اصلاحيون ومحافظون. وها هم يأتون الى هنا للزيارة، الى دولة اليهود، ويصطدمون بتمييز منهاجي، فظ، مهين تجاه كل من ليس ارثوذكسيا.

 مؤسسات عامة ارثوذكسية تحظى بتمويل عام سخي، الى جانب استبعاد ذكي لا يسمح لمؤسسات دينية غير ارثوذكسية حتى بان ترفع الطلبات. والاحتكار في الزواج، التهويد، الدفن، ومن حين الى حين تنجح المحكمة في اصلاح جور ما، الا أنها تغرق في بحر من التمييز.

محظور علينا أن نفقد احد الذخائر الاكثر غنى لدينا، الاحساس بانتماء يهود الولايات المتحدة لدولة اسرائيل. يجب أن نبني الجسر من جديد. اذا لم نحترم يهوديتهم، فلا ينبغي أن نشكو من أن اسرائيل لم تعد مصدرا آخر لعزة يهودية بالنسبة لهم.