خبر البوارج الإسرائيلية.. « صباح ما فيه خير »

الساعة 09:12 ص|23 يناير 2010

البوارج الإسرائيلية.. "صباح ما فيه خير"

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

من شمال قطاع غزة وحتى جنوبه، لا يهنأ المواطنون القاطنون قبالة السواحل على شاطئ البحر بصباح جميل، فقد تغير لون السماء وصوت العصافير وأمواج البحر الهادئة، لأصوات البوارج الحربية الإسرائيلية التي تلقي بسمومها في وجه الصيادين وتعكر حياة الآمنين في بيوتهم.

 

فلم يعد المواطنون يستمتعون بصوت العصافير التي تغرد منذ الصباح، فيما أصبح لون السماء أسوداً، وأصبحوا لا يهنأون في عيشهم، فيما فقد الكثير منهم مصادر رزقهم، لأن معظمهم يعمل في مهنة الصيد.

 

"فلسطين اليوم الإخبارية" كانت على مقربة من الحدث، فالبوارج الحربية قبالة سواحل دير البلح وسط القطاع، مازلت تطلق نيرانها على الصيادين، بحجة أنهم اجتازوا المنطقة التي تسمح بها لهم سلطات الاحتلال وهي ثلاثة أميال بحرية فقط أي (حوالي 5.5 كيلومتر ).

 

الصياد محمد الأقرع، وصف أوضاع معيشتهم بالمأساوي فهو ليس صياداً فقط، بل يقطن وعائلته قبالة هذه السواحل، قائلاً:" البوارج الحربية عدا عن أنها تطاردنا في لقمة عيشنا، فإنها لا تجعلنا نعيش بهدوء في منازلنا، فالخوف والقلق يصاحبنا كل صباح".

 

وأضاف، أن إسرائيل لا تريد العيش الهادئ لكل سكان القطاع، وهي تعلم أن الصيد هو الرزق الوحيد لأكثر من 3000 مواطن، في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق إلا أنها تخنقهم بمطاردة البوارج الحربية لهم.

 

المواطن محمد نصار، يعيش وأسرته في منزل قبالة الشاطئ، يشير إلى أن عائلته اعتادت على صوت القذائف التي تطلقها البوارج الحربية، وعلى الرغم أن الخوف يسيطر على أطفاله، إلى أنه يؤكد أن هذا هو حالهم ولن يتغير ولا يملك من أمره شيئاً سوى الصمود.

 

"أطفالي دوماً يتسائلون ماذا سيحدث لنا في حال أخطأت أو تعمدت لا يهم البوارج الحربية وأطلقت نيرانها على منازل المواطنين مثلما حدث لعائلة هدي غالية التي استشهدت وعائلتها أثناء تواجدهم بأمان على الشاطئ" يقول نصار.

 

في هذه الأوقات مازالت البوارج الحربية تطارد بعض القوارب التي تصر على الدخول للبحر لجلب أرزاقهم، وما يعينهم على العيش بصمود أمام التحديات والصعوبات الإسرائيلية التي تواجههم.

 

المواطن أبو خالد، كان على مقربة من الشاطئ برفقة مجموعة من الشبان الذين تواجدوا لمشاهدة البوارج الحربية، يؤكد أنه لا يستطيع منع الصيادين من دخول البحر، الأمر الذي قد يخفف عن المواطنين القاطنين في المنطقة من شر البوارج الحربية.

 

وأضاف، أن إسرائيل لا يهمها إن كان هناك صيادين أم لا ولا تفرق بين المواطنين الآمنين في بيوتهم وغيرهم، وقدر جميع الفلسطينيين أمام العدو الإسرائيلي واحد، فالطائرات الإسرائيلية تطلق صواريخها على كل مكان، كذلك البوارج الحربية.

 

حياة الصيادين في خطر، فإن لم يكن موتهم من البوارج الحربية التي تطاردهم، وتقوم باعتقال العشرات منهم، فإنه بالحرب التي تشنها على رزقهم حيث أصبحت 3000 عائلة في غزة تعيش في فقر في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، فضلاً عن ما يقارب ألفي عائلة تعيش  بصناعات لها علاقة بالصيد كمطاعم السمك، وبيع أدوات الصيد.

 

وتستمر معاناة المواطنين في كل جوانب الحياة، فالصياد والمزارع والطبيب والمعلم، والعاطل عن العمل حتى المواطن الذي لا حول له ولا قوة فمازالوا في مواجهة نيران العدو، ويأملون العيش بهدوء.