خبر « فيس بوك »..يخدش صورة الفلسطيني في عيون العرب

الساعة 07:03 ص|23 يناير 2010

فلسطين اليوم-غزة

بقسوة بالغة ردت التونسية "سارة" عبر موقع "فيس بوك" على تعليق لزميل لها من قطاع غزة حول الدور العربي في دعم القضية الفلسطينية قائلة "عندما توحدون صفوفكم وتعيدون اللحمة إليكم وتصبح قلوبكم على بعضكم تسألون عن الدعم العربي، وتعترضون على المواقف العربية نحوكم".

رد التونسية "سارة" الحاد أثار موجة من النقاشات والردود والجدل على صفحات هذا الموقع الشهير، وراح الأصدقاء من كل قطر يدلون بدلوهم حول الواقع الفلسطيني وما آل اليه الحال بفعل استمرار الانقسام وآثاره.

الفلسطيني "زهير" الذي شارك في النقاش احتسب في نهاية تعليقاته أمر الشعب الفلسطيني إلى الله، مشيراً إلى أن الذي جلب للشعب الفلسطيني المزيد من المهانة والتشرذم هو الانقسام الذي أرجع القضية الفلسطينية عقودا للخلف ومزق صورة الشعب المناضل في عيون العرب والكثير من المتابعين والمناصرين له.

العلاقة بين الزميلين "سارة وزهير" تأثرت بسبب الجدل حول الانقسام عبر صفحات الـ "فيس بوك"، وهو ما ادى إلى تدخل أصدقاء آخرين انحاز كل منهم لرأي وفقاً لخلفيته ورؤيته وقراءته للوقائع.

التونسية "سارة" التي تعتبر نفسها مناصرة للقضية الفلسطينية وتحلم بوطن عربي واحد وموحد كتبت على صفحتها أنها لا ترى عيباً في انتقاد واقع الفلسطينيين الراهن، معربة عن أملها في أن تعود الوحدة والألفة بأسرع وقت لصفوف الشعب الفلسطيني.

وقال الشاب مجدي فتحي الذي دأب على متابعة موقع الـ "فيس بوك" ان ما يجري من سجال ونقاش عبر هذا الموقع يعكس حجم الضرر الذي لحق بصورة الشعب الفلسطيني في عيون الكثير من العرب المشاركين في الموقع، مشيراً الى ان السجال عبر هذا الموقع لا يتوقف وأحياناً يأخذ اشكالاً ومستويات غير مقبولة وتحديداً عندما يكون طرفا النقاش من الفلسطينيين انفسهم.

وأشار إلى أن آثار الانقسام سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ألحقت أضراراً حتى بمعنويات الفلسطينيين المغتربين الذين يحملون هم وطنهم وينادون في العديد من المحافل الخارجية بدعم شعبهم وقضيتهم.

وترى "سارة" في استخدام موقع الـ "فيس بوك" رغم التحذيرات الصادرة هنا وهناك، منبراً إعلامياً حراً يمكن لأي شخص أن يعبر من خلاله وفيه عما يجول بخاطره وحتى ما لا يستطيع البوح به في بلده، مشيرة إلى أن ذلك جزء من الحرية الإعلامية التي يجب أن يكون فيها الحديث دون قيود.

ويؤكد "عثمان" المشارك في موقع "فيس بوك"، أن التعاطي مع هذا الموقع بات بالنسبة له طقساً يومياً وان المشاركة فيه من قبل الشباب الفلسطيني تزداد بشكل لافت، مشيراً إلى أنه يستقبل الكثير من المشاركات على صفحته ويطلع عما يدور في مختلف الأقطار العربية ويدلي بدلوه إزاء العديد من القضايا التي يتم طرحها دون خوف أو قيود.

ولم يخف الشاب الذي يدرس الإعلام استغلال جهات أمنية مختلفة للموقع الشهير عبر تخفيها خلف أسماء وهمية وجمع معلومات مجانية عن كل شخص ومنطقة ومعرفة ما يدور حتى في عقول المواطن في أية منطقة تود متابعتها.

وحول النقاشات بشأن الانقسام على صفحات "الفيس بوك" أكد عثمان أن أبلغ رد على ذلك وعلى العدوان والحصار يكمن في تحقيق الوحدة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية.

 

ومع أن ما جرى في غزة من اقتتال جرى في دول عربية أخرى ويمكن ان يجري في أي قطر، إلا أن الجميع يؤكد أن خصوصية الحالة الفلسطينية تتطلب التعالي على الجراح والوفاء لدماء الشهداء والبحث عن طرق بديلة لحل الخلافات غير الاقتتال والانقسام.

 

وطالب غالبية المشاركين في الجدل عبر موقع "فيس بوك" حركتي فتح وحماس بوقف كل الانتهاكات التي شهدها الشارع الفلسطيني كانعكاس مباشر للانقسام الداخلي، وإنهاء أشكال التعدي على الحريات وحقوق الإنسان وإغلاق ملف الاعتقال السياسي.