خبر وسط غياب الحل ..أزمة غاز الطهي في غزة تشهد أسوأ فصولها

الساعة 06:57 ص|23 يناير 2010

فلسطين اليوم-غزة

تزاحم وتدافع وانتظار لساعات طويلة وسط البرد وتحت الأمطار.. هكذا كان الحال أمام محطات تعبئة غاز الطهي المنتشرة في مختلف أنحاء محافظة رفح خلال اليومين الماضيين، بعد أن شهدت أزمة الغاز المتواصلة منذ أشهر أسوأ فصولها في أعقاب نفاد معظم احتياطي المواطنين من الغاز.

وما أن علم المواطنون بوصول كميات من الغاز إلى المحطات، بدأ المئات بإخراج الأسطوانات الفارغة من منازلهم، في حين سارع العشرات بوضعها على درجات نارية وهوائية واتجهوا إلى المحطات، بينما وقف آخرون على مفترقات الشوارع باحثين عن مركبة تقلهم إلى اقرب محطة لتعبئة ما لديهم من اسطوانات فارغة.

المواطن جميل عبد الرحمن الذي كان يقف مع اثنين من أبنائه أمام ثلاث أسطوانات فارغة، أكد أن منزله يخلو من غاز الطهي منذ ما يزيد على اسبوعين، مشيرا الى أنه يضطر لاستخدام البابور وان عائلته باتت تعتمد في طعامها على المعلبات والمأكولات الجاهزة.

وأوضح عبد الرحمن أنه سئم استخدام البابور خاصة وأنه كاد يتسبب في كارثة بعد انسكاب الوقود منه واشتعاله بصورة مفاجئة، غير ان يقظة أحد أبنائه الذي سارع الى إطفاء النيران حال دون وقوعها.

وبين عبد الرحمن أنه سارع مع أبنائه بنقل الأسطوانات الفارغة من المنزل تمهيداً لنقلها إلى محطة التعبئة، متمنياً أن يتمكن من تعبئة ولو واحدة منها.

أما الشاب محمد شعث وكان يستقل دراجة نارية ويضع عليها أسطوانة فارغة فأكد أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من أحد أقربائه يفيد بوصول كمية من الغاز إلى المحطة الواقعة شرق المحافظة.

واوضح شعث أنه بصدد التوجه إلى منزل شقيقه ليأخذه مع أسطوانته الفارغة علهما يتمكنان من تعبئتهما.

وبدت السعادة واضحة على وجه المواطن عبد الله حمد خلال عودته إلى منزله وهو يضع على دراجته النارية أسطوانة مليئة بالغاز.

حمد أشار إلى أنه علم بقرب وصول الغاز إلى محافظة رفح فشد رحاله برفقة أحد أشقائه وباتا ليلتهما في العراء أمام المحطة لحجز دور متقدم، موضحاً أنه ورغم ذلك لم يستطع تعبئة الأسطوانتين إلا بعد معاناة ومشقة كبيرة.

وأوضح حمد أنه رغم ما تعرض له من معاناة خلال تلك الليلة التي وصفها بالقاسية بسبب البرد إلا أنه يشعر بسعادة نظراً لأنه سيستغني ولو بصورة مؤقتة عن استخدام البابور.

أما المواطن محمد الخطيب وكان عائداً إلى منزله ويحمل على كتفه أسطوانة غاز، فاوضح أنه توجه مع أبنائه إلى المحطة منذ ساعات الصباح الباكر حين علموا بأن غاز الطهي على وشك الوصول، لافتاً إلى أنهم نجحوا في تعبئة أسطوانة من أصل ثلاث.

وكان موزعو غاز محليون أكدوا تواصل الأزمة رغم وصول كميات من غاز الطهي إلى المحافظة، مشيرين إلى أن مخازنهم ما زالت مليئة بآلاف الأسطوانات الفارغة رغم أنهم توقفوا منذ مدة عن استلام أية اسطوانات جديدة.

يذكر أن أزمة الغاز تجددت قبل نحو شهرين بعد قرار إسرائيل تقليص إمدادات الغاز الواصلة إلى قطاع غزة اثر نقل أنابيب الغاز من معبر الشجاعية "ناحل عوز" إلى معبر كرم أبو سالم، إذ أن قدرة الأخير على نقل الغاز محدودة كونه غير مؤهل ولا توجد به بنية تحتية لنقل كميات كافية من الغاز.