خبر ميتشل يعرض بوادر حسن نية اسرائيلية مشروطة على عباس

الساعة 06:28 ص|23 يناير 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

اكدت مصادر فلسطينية مطلعة الجمعة لـ'القدس العربي' ان المبعوث الامريكي جورج ميتشل نقل للقيادة الفلسطينية التي التقاها الجمعة في رام الله بوادر حسن نية اسرائيلية مشروط تنفيذها بعودة الجانب الفلسطيني للمفاوضات.

واوضحت المصادر بان ميتشل حمل رزمة بوادر حسن نية اسرائيلية اهمها تسليم مناطق مصنفة 'سي' (المناطق التي تقع تحت السيطرة الاسرائيلية بالكامل) في الضفة الغربية الى السلطة الفلسطينية واطلاق سراح مئات المعتقلين اضافة لرفع العشرات من الحواجز الاسرائيلية التي تقطع اوصال الضفة الغربية.

واكدت المصادر بان تنفيذ تلك الرزمة من بوادر حسن النية الاسرائيلية مشروط بعودة القيادة الفلسطينية الى طاولة المفاوضات مع تل ابيب.

واكدت المصادر بان عباس رفض ربط تلك الرزمة من بوادر حسن النية الاسرائيلية بالمفاوضات، رافضا العودة للمفاوضات قبل وقف الاستيطان الاسرائيلي، وقال لميتشل ان 'انت تعرف موقفنا من العودة للمفاوضات، لن نعود لها قبل وقف الاستيطان في جميع الاراضي المحتلة عام 1967'.

واوضحت المصادر بان ميتشل طالب القيادة الفلسطينية بان تاخذ بعين الاعتبار وجود 'المدن' الاستيطانية الاسرائيلية في الضفة الغربية والتي لا يمكن ازالتها على حد قوله.

وحسب المصادر فان ميتشل حث القيادة الفلسطينية على العودة للمفاوضات من اجل بحث ملف الاستيطان بشكل مباشر مع الاسرائيليين وعدم التمسك بضرورة وقف الاستيطان الاسرائيلي قبل العودة لطاولة المفاوضات الا ان عباس رفض الطلب الامريكي.

واشارت المصادر بان ميتشل لم يأت بأي جديد لعباس الذي التقاه الجمعة في رام الله سوى تكرار المواقف السابقة للادارة الامريكية المؤكدة على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية وغير المعترفة بشرعية الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 الى جانب بوادر حسن النية الاسرائيلية المشروطة بعودة الفلسطينيين لطاولة المفاوضات.

واشارت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها بان ميتشل لم يقدم اية ورقة امريكية رسمية للقيادة الفلسطينية تشمل ضمانات امريكية باقامة الدولة الفلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967 في حال عودة الجانب الفلسطيني لطاولة المفاوضات.

ومن جهته اتهم الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الجمعة نتنياهو بتعطيل عملية السلام عبر فرض مزيد من الشروط لاستئناف المفاوضات.

وقال عريقات، في تصريح صحافي ان نتنياهو يفرض مزيدا من اللاءات على استئناف المفاوضات عبر اعلانه رفض تجميد الاستيطان والانسحاب من القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

وشدد عريقات على ان اعلان اسرائيل مواصلة احتلال الاراضي الفلسطينية بغض النظر عن نتائج التفاوض يعد' تحديا مباشرا للمجتمع الدولي ويِشكك باستعدادي اسرائيل للتوصل الى حل سلمي'.

واضاف عريقات 'كنا نامل ان نسمع التزاما واضحا من قبل حكومة نتنياهو لاستئناف التفاوض دون شروط مسبقة لكننا عوضا عن ذلك وجدنا رئيس حكومة يواصل وضع العقبات امام استئناف المفاوضات ويعمل على استباق نتائجها'.

واتهم عريقات الحكومة الاسرائيلية بعدم الاهتمام باستئناف عملية السلام وقال 'تصريحات نتنياهو تعني انه لا يعطي اي اهمية لعملية التفاوض او لنتائجها فبموجبها سيستمر الاحتلال الاسرائيلي بغض النظر عن نتائج المفاوضات وستتابع حكومة الاحتلال سياسة مصادرة الاراضي الفلسطينية المحتلة والتواجد العسكري عليها'.

وطالب عريقات المجتمع الدولي بالتدخل لازالة 'العقبات امام المفاوضات ولا سيما رفض اسرائيل تجميد الاستيطان بصورة شاملة واصرارها على محاولة فرض الاملاءات بدلا من التفاوض من اجل التوصل الى حل سلمي'.

وشدد عريقات على ان نتنياهو يفرض شروطا من اجل استئناف المفاوضات وقال 'في ظل الشروط التي يحاول نتنياهو فرضها فان النتيجة الوحيدة المتوقعة هي استمرار الوضع القائم.. اسرائيل تعمل على تقويض حل الدولتين وتؤدي بذلك لفرض واقع الدولة الواحدة او الدولة ثنائية القومية'.

من جهته اكد الدكتور احمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي لـ'القدس العربي' الجمعة بان تصريحات نتنياهو التي سبقت زيارة ميتشل وخصوصا حول ضرورة سيطرة اسرائيل على منطقة الاغوار على الحدود مع الاردن تؤكد بانه لا يفكر الا بدولة فلسطينية منزوعة السلاح 'دولة مقزمة عديمة السيادة، ونموذجه فيها دولة اندورا'.

ويذكر ان 'أندورا' إمارة صغيرة (مساحةً وسكَّاناً) تقع بين فرنسا وإسبانيا إنَّها 'دولة داخلية'، لها عاصمة، وعلم، وبرلمان، وحكومة، ودستور، مزدهرة سياحياً، ليس لديها مطارات دولية، وتتولى فرنسا وإسبانيا الدفاع عنها.

واضاف الطيبي 'نتنياهو لا يؤمن باقامة دولة فلسطينية يكون شرطها انهاء الاحتلال هو يريد دولة للفلسطينيين مثل دولة اندورا'، مشيرا الى ان رئيس دولة اسرائيل شمعون بيريس يروج لفكرة الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة التي تعتبر من اكثر القضايا ثباتا في السياسة الاسرائيلية، والتي تصر القيادة الفلسطينية على رفضها بشكل مطلق.

واشار الطيبي الى ان زيارة ميتشل لم تكلل بالنجاح لان هناك قرارا اسرائيليا بافشالها، مشيرا الى موجة التصريحات الاسرائيلية التي سبقت زيارته سواء رفض تجميد الاستيطان او عدم تراجع اسرائيل عن قرارها الاحتفاظ بمنطقة الاغوار من اراضي الضفة الغربية والتي تعتبر المنطقة الحدودية مع الاردن.

وشدد الطيبي على ان ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لم تمارس اي ضغوط على اسرائيل بل انصاعت لتوجهات نتنياهو، مطالبا الدول العربية باتخاذ موقف حازم بدعم الرفض الفلسطيني العودة للمفاوضات قبل وقف الاستيطان، وممارسة ضغوط على واشنطن للضغط على اسرائيل، مشددا على ان واشنطن تمتلك الكثير من الوسائل للضغط على تل ابيب مثل المساعدات المالية والدعم السياسي الذي توفره لها.

واشار الطيبي الى ان هناك ضغوطا تمارس على القيادة الفلسطينية للعودة للمفاوضات قبل وقف الاستيطان، مطالبا توجيه ذلك الضغط نحو واشنطن لتمارسه على اسرائيل، وقال 'الضغط يجب ان يمارس على اسرائيل وليس على القيادة الفلسطينية'.

ونقلت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية في عددها الجمعة عن احد الوزراء المقربين من نتنياهو قوله ان الاحتمالات لاستئناف العملية السلمية مع الجانب الفلسطيني ضئيلة .

وتوقع هذا الوزير ان تنتهي المهمة الحالية للمبعوث الامريكي ميتشل في المنطقة بالفشل ودون ان يفلح في اقناع عباس باستئناف المفاوضات حول التسوية الدائمة وكذلك بدون ان يتسلم من نتنياهو ردا واضحا حول موقفه من صيغة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون حول حدود التسوية الدائمة.

ومن جهته قال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون ان الفشل في عملية السلام يعود للفلسطينيين والدول العربية .

وفي تعقيبه على اقوال الرئيس الامريكي باراك اوباما والتي قال فيها الخميس انه 'اخطأ في تقدير الصعوبات التي تعترض استئناف عملية السلام في الشرق الاوسط' قال ايالون للاذاعة الاسرائيلية ان الفشل لا يعود الى الرئيس الامريكي وانما للفلسطينيين والدول العربية، واضاف ان الفلسطينيين وضعوا شروطا مسبقة ومطالب لا يمكن القبول بها .

واعرب ايالون عن اعتقاده بان الجانب الامريكي سيواصل اتصالاته سعيا لاستئناف المفاوضات مبينا ان اسرائيل ستقدم له الدعم في هذا الموضوع.

وفي ظل فشل الادارة الامريكية في الزام اسرائيل بوقف الاستيطان وفق خطة خارطة الطريق الامريكية اكدت المصادر الفلسطينية بأن الرئيس عباس يعتزم التوجه لجامعة الدول العربية لاطلاعها على نتائج التحركات السياسية التي شهدتها المنطقة خلال الاسابيع الماضية انتهاء بزيارة ميتشل للمنطقة.

وحسب المصادر فان الجانب الفلسطيني سيطالب لجنة المتابعة العربية للسلام بعقد اجتماع لها على مستوى وزراء الخارجية لبحث آلية التحرك العربي جراء فشل الجهود الامريكية.

ولمحت المصادر بان القيادة الفلسطينية ستطالب القمة العربية القادمة في ليبيا باصدار موقف عربي موحد من فكرة توجه العرب لمجلس الامن الدولي لحل القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي.